ماذا لو اعتدنا علي الشغل والمثابرة وتوقفنا قليل عن الثرثره (مصر صوت العالم ) بقلم…. إيمان سامي

ماذا لو اعتدنا علي الشغل والمثابرة وتوقفنا قليل عن الثرثره (مصر صوت العالم )

بقلم…. إيمان سامي عباس

دعونا من السياسة.. ودعونا من أننا جميعاً ومنذ أحداث يناير 2011م قد تحولنا إلي نشطاء وخبراء ومحللين في كل المجالات.. وبعيداً عن “الفيسبوك” و”التيك توك” “اللي خربوا بيوتنا”.. ماذا لو توقفنا عن الكلام وتوجيه الانتقادات

وقررنا أن يتفرغ كل واحد منا لعمله فقط.. إذا كان فلاحاً يتوجه إلي الحقل ويتعب ويعزق ويزيد من انتاج المحصول.. وإذا كان عاملاً فليعمل بكامل قوته ويزيد من الانتاج ويحسن من نوعيته وإذا كان موظفاً فليراع الله في عمله وينجز مصالح الناس والعباد في أسرع وقت وبدون تعقيدات.. وإذا كان طالباً فليركز في علومه الدراسية وليحاول النجاح باقتدار بدلا من الغش والتحايل وإذا كان أستاذا فليكن مربياً فاضلاً لتخريج أجيال تدرك معني وقيمة العلم.. وإذا كان طبيباً فليجعل من عمله رسالة ومن تضحياته جهاداً.. وإذا كان إعلامياً فليقل كلمة الصدق والحق أو ليصمت!!

وحين أقول ذلك فإنني أدعو إلي العمل.. أن نوجه طاقاتنا وحواراتنا إلي ما هو مفيد لنا جميعا.. فلو أن كل واحد منا أخلص في مجال عمله لما كنا قد واجهنا العديد من المشاكل الحياتية التي هي في حقيقتها من صنع أيدينا.. فنحن من يخلق الأزمات المرورية.. ونحن من نتحايل علي القانون في مخالفات البناء.. ونحن من يسبب التزايد الهائل في النمو السكاني.. ونحن بسلوكياتنا و”بفهلوتنا” وباعتقادنا الدائم أننا علي حق وأن الخطأ يأتي دائماً من غيرنا.. نحن بذلك من لا يريد أن يتعلم وأن يستوعب وأن يفهم أن التغيير الحقيقي يبدأمن داخلنا أولاً وأن التغيير لا يأتي من الشارع ولا من الفوضي الخلاقة. ولا من الثورات الشعبية.. التغيير يبدأ وينتهي عند وجود الضمير الحي الذي يمنع انتهاك القانون..

والضمير الذي يحدد مسئولية الفرد والضمير الذي يوقف الفساد والسرقات والرشوة.. الضمير الذي يشكل وجدان المجتمع والذي يبدأ من القاعدة الشعبية التي هي المجتمع بكل مكوناته والتي تفرز القيادات في كل المواقع وبدلاً من دعوات النزول إلي الشارع وخلق أزمة جديدة من صنع أنفسنا فلتكن هناك دعوة أهم.. دعوة إلي أن نتوقف قليلاً عن الكلام والتنظير والسخريةمن كل شيء..

وأن تكون هناك وقفة مع النفس نبدأ بعدها رحلة جديدة مع العمل والانتاج.. وإذا لم نعمل لن يكون لنا وجود.. وإذا لم نعمل فإننا نستحق كل المعاناة.. وإذا لم يكن هناك انتاج وابداع وضمير حي فلا نلوم أحداً إلا أنفسنا.. وأنفسنا فقط.
* * *
تعالوا نعيش الحدث.. فعلي الأراضي المصرية وفي مدينة شرم الشيخ فإننا في “قمة المناخ” نستقبل وفوداً من مائة وخمسين دولة وأكثر من مائة وعشرين رئيس دولة وثلاثة آلاف صحفي في أكبر تجمع عالمي لبحث تحديات المناخ والانبعاثات الحرارية ومستقبل الكرة الأرضية.
وفي أرض مصر.. وفي مدينة السحر والجمال فإن أعين العالم كله مسلطة علينا.. ولعدة أيام سيظل اسم شرم الشيخ يتردد في العالم ودائماً هي بلدنا مصر.. مصر المنصورة بإذن الله.
* * *
ولأننا نتحدث عن التغيير وعن الضمير فإنني سوف أتحدث عن أحد مشاهد الاستهتار واهدار الموارد والإدارة السلبية التي لا تتناسب مع ما نشهده من انطلاقة تنموية هائلة.

إن ما يحدث الآن هو نوع من الفساد واهدار الميزانيات تماما مثل الأموال التي تنفق علي زراعة الأشجار والنخيل ثم تترك لتموت في الشوارع لأنه لا يوجد مصدر مياه للري ولا يوجد متابعة ولا رقابة ولا رئيس مجلس مدينة يقف في الشارع ويكون معايشا للواقع..!!
* * *

ويصر الأثري زاهي حواس الذي كان وزيراً للآثار علي اثارة مشاعرنا عندما يقول إن إذاعة الأذان بمكبرات الصوت تتسبب في ازعاج السياح ويطالب بأن يكون الأذان داخل المسجد قائلاً: “نحن دولة سياحية يجب أن نحافظ علي راحة واحترام السائح”..! وكلام الدكتور زاهي قد يكون له ما يبرره من صوت مكبرات الصوت المبالغ فيه ولكن الحقيقة هي أن أذان المساجد هو جزء من شخصية مصر وهويتها الإسلامية والعربية.. والسائح يجد أن في الآذان سحراً خاصاً يتردد صداه في كل الأرجاء مصاحباً له في جولاته بين آثار مصر الفرعونية والقبطية والإسلامية.. والأذان ليس فيه ازعاج انه راحة للنفوس ورسالة تذكير بالخالق ودعوة إلي الوئام والسلام.. والأذان يذكر الناس بالخيروالتقوي وحسن المعاملة.. الأذان هو ما بقي لنا ليذكرنا بأن الدين هو أساس الحياة..

وإن كل ما عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام..
ويا دكتور زاهي للإزعاج مصادر أخري.. وصوت بائع أنابيب البوتجاز قد يكون اكثر ازعاجاً.. وحاول أن تمنعه إذا استطعت ..!
* * *
ومازال استفزاز البعض مستمراً..
ومازال البعض لا يفهم ولا يقرأ الصورة ويدرك أن هناك أزمة اقتصادية وأن هناك غلاء في الأسعار.. وأن هناك معاناة.. ففي وسط هذه الاجواء فإن هناك آلافا من شباب المجتمع المخملي ذهبوا يندفعون ويدفعون ويتساقطون لدخول حفلا لأحد مطربي “الراي” الذي لا اعرف معني اسمه.. هل هو اسمه أو اسم شبيه لنوع من السجائر..!!!

والسوشيال ميديا لا حديث لها إلا عن هذا الحفل وأصحاب الحظ الذين استطاعوا الدخول والمئات الذين اشتروا التذاكر ولم يتمكنوا من الدخول.. مساكين ضاع حلمهم ولم يتمكنوا من الرقص والهبل ..!
!
* * *
وأخيراً:
بعض الكلمات نخبئها بابتسامة ولكنها تؤلمنا جداً من الداخل.
* * *
ومع الأسف الشديد لم يبق صديق ولم تبق صداقة.
* * *
وكمر السحاب يمر البشر فناس كغيم. وناس كمطر.
* * *
ولا تجعل قلبك مكاناً للجميع بل اجعل في قلوب الجميع مكاناً لك.
* * *

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.