من المسؤول الحقيقي عن ضياع صوتك فى الإنتخابات ؟!
من المسؤول الحقيقي .. إلى من يكتب قائلاً: «المال السياسي يتكلم!» ويتباكى على الديمقراطية المُهدرة، أقول: إنه ليس المال السياسي بل «الكسل الشعبي».
بقلم/ صموئيل نبيل اديب
مستشار اعلامي
فإجمالي عدد دائرة شبرا مئات الآلاف ، فكيف يكون عدد الناخبين إجمالاً أقل من 40 ألفاً، والبعض يتحدث عن عدد أقل 25 ألفاً فقط؟!!!
إذا لم يكن المال السياسي لينجح لولا عدم نزولك أنت وهي للانتخابات، لم يكن ليتفوق إلا لأنك اخترت أن تكون «حزب الكنبة» بإرادتك الحرة. نجح المال لأنه اشترى من احتاج إلى 100 جنيه كما شاهدنا في الفيديوهات، ولم تنجح الانتخابات نفسها لأن من يملك 100 جنيه لم ينزل، لم يتحرك، فغلب الفقر الغنى، ونجح المحتاج فيما كان المفروض أن ينجح فيه الشبعان.
فشل الإنسان وإشعال الشمعة
تعجبني مقولة قديمة: «انتصار الظلام ما هو إلا فشل إنسان في أن يشعل شمعة». وتحضرني هنا قصة حدثت بالفعل، إذ في إحدى انتخابات نقابة الصيادلة في محافظة قنا في التسعينات، كانت المواجهة الأخيرة بين صيدلي مكروه، وبين صيدلي آخر من أسرة عريقة في عالم الطب. بعد معركة شرسة خسر الصيدلي بفارق 12 صوتاً فقط أقل من المرشح المكروه. المضحك أن في عائلة الصيدلي 16 صيدلياً من أقربائه (أولاد خالته وعمامه) لم يحضروا التصويت في الانتخابات أساساً!!
لم يكن المال السياسي أو التحزب هو ما جعله يخسر، بل كسل أقاربه وأصدقائه. إننا نبالغ في اتهام المال السياسي وننسى أن الـ 100 جنيه لم تكن لتنجح لولا غياب صوت من يملك آلاف الجنيهات.
الصندوق والقوة الغائبة
المشكلة لم تكن في قوة المال بل في القوة الغائبة عن صندوق الاقتراع.
إن العبرة من قصة نقابة الصيادلة في قنا بسيطة ومؤلمة، وهي أن خصمك الحقيقي في أي معركة ليست القوة التي أمامك بل التراخي الذي يسري في دم الناس. لقد خسر الصيدلي بفارق 12 صوتاً فقط بينما كان لديه 16 صوتاً مضموناً في عائلته على اريكة المنزل لا تتباكى بعد اليوم على الديمقراطية المسلوبة لأنها لم تسلب بل تنازلت أنت عنها بنفسك بإرادة حرة. انتصار الظلام ليس إلا فشل إنسان في أن يشعل شمعة فمتى ستشعل شمعتك.؟