مسرحية “سجن النساء”..رحلة فنية استعراضية كوميدية تغوص فى أعماق السجينات
مسرحية "سجن النساء"..رحلة فنية استعراضية كوميدية تغوص فى أعماق السجينات
مسرحية “سجن النساء..رحلة فنية استعراضية كوميدية تغوص فى أعماق السجينات
مسرحية “سجن النساء”..بلاشك أن المسرح يعد مرآة المجتمع فهو يعكس قضايا المجتمع والتعبير عن آماله وآلامه،مما يساهم في فهم أعمق للواقع الاجتماعي وتشخيص مشكلاته وذلك من خلال القصص والشخصيات التي تعرض على خشبة المسرح.
كتب محمد أكسم
فضلاً عن أنه يعمل على ترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة كـ التسامح والتعايش وقبول الآخر، كما يجمع أفراد المجتمع لمشاهدة قصة مشتركة رغم اختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم والتفاعل مع القصة، قد يؤدى الى تعزز الشعور بالانتماء والوحدة وخلق مجتمعات أكثر وعيًا وتسامحًا.
تشكيل الوعي
لم يكن المسرح يومًا مجرد فن فقط أو وسيلة للترفية أو التسلية فحسب، بل هو أداة قوية وناعمة تأثيرها عميق في تشكيل الوعي وبناء أسس مجتمع سليم ومتماسك ومترابط فهو يمتلك قدرة كبيرة على تفكيك الأيديولوجيات المتطرفة من خلال تقديمها في سياقات درامية تكشف زيفها وعواقبها الوخيمة, مما يولد لدى الجمهور شعورًا بالتعاطف والرفض لهذه الأفكار الهدامة.
وفى سياق متصل و ضمن فعاليات وزارة الثقافة المصرية في عيد الفطر المبارك لعام 2025 وخطه البيت الفنى للمسرح التابع لقطاع المسرح برئاسة المخرج الكبير خالد جلال، يستمر البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان هشام عطوة فى تقديم العرض المسرحي “سجن النسا” من إنتاج فرقة المسرح الحديث بقيادة الفنان محسن منصور وذلك يوميًا فى تمام الثامنة والنصف مساءاً عدا يوم الثلاثاء على مسرح السلام بشارع القصر العيني.
نجاح غير مسبوق
حقق العرض نجاحا جماهيريا كبيرا وغير مسبوق منذ افتتاحه من ثانى أيام العيد حتى الآن حيث يرفع لافتة كامل العدد يوميًا، وسط إشادة الجمهور والنقاد بالعرض المسرحي.

ليلة ساحرة وبهيجة
أسدل الستار عن المسرحية الكوميدية الغنائية الاستعراضية “سجن النساء” استطاعت أن تخطف عقل ووجدان الجمهور، منذ اللحظة الأولى وحتى نهاية العرض ,تأخذه لرحلة فنية متكاملة الأركان.
تناقش المسرحية حياة النساء داخل السجن وقضايا المرأة بجدية وعمق،وذلك من خلال تقديم نماذج إنسانية متنوعة ومختلفة تكشف عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أدت بهن إلى هذا المصير.

أحداث المسرحية
تدور الأحداث حول مجموعة من النساء داخل السجن بخلاف نوعية التهم فكل منهن لها تجربة وقضية مستقلة عن الأخرى.
حيث تناولت المسرحية شرائح مختلفة من النساء، ما بين الغارمة والقاتلة والسارقة وتاجرة السموم “مخدرات”، وحتى الأبرياء منهن، ومن تعرضن للتحرش أو الاغتصاب وغيرهم.
أقرأ المزيد:على أنغام السلام الجمهوري : مكتبة القاهرة الكبرى ورشة عمل يظمها مركز بحوث الصحراء
ومن خلال الحوار الساخر العميق نتعرف على الصراع الرئيسى ما بين الخير والشر وانتصار الخير فى النهاية فضلا عن بعض الأوضاع التى تعانى منها المرأة فى المجتمع الذكورى من عنف وتحرش واغتصاب.
وقد يوضح العرض المسرحى المتميز”سجن النساء” أن فكرة السجن بالنسبة للنساء هو ليس وضعهم خلف القضبان الحديدية والأسوار العالية وتحت حراسة مشددة ، لكن السجن هو الظلام الداخلي الذين يعيشون فيه.
السجن الحقيقى يتلخص فى الخوف والحيرة والقسوة والقهر وقله الحيلة والأفكار السلبية التي تستحوذ على مساحة كبيرة فى عقولهن، مثل المقولة الشهيرة:”ظل راجل ولا ظل حائط” مع أن الحائط في أحياناً كثيرة يكون السند الأفضل.

وقد تعد هذه القصة من أروع القصص الإنسانية المؤثرة حيث تم تقديمها بأسلوب فني رفيع المستوى.
ذلك النص من تأليف الكاتبة”فتحية العسال” برؤية وأخراج المخرج المتميز يوسف مراد منير.
أبطال العرض
هايدي عبد الخالق في دور ليلى
هنادي عبد الخالق في دور انصاف
شريهان شازلي في دور المعلمة خوخه
ولاء الجندي في دور مهلبية صبية المعلمة خوخة
نشوي حسن في دور الهام
أية ابو زيد في دور عدلات
رندا جمال في دور ساره البلوجر
صافي فهمي في دور هند
ليلي مجدي في دور صرصارة
دعاء الزيدي في دور شفيقة
ليلي مراد في دور سنية
جني عطوة في دور صباح
ايريني مجدي في دور زينب
الفنان أكرم وزيري في دور سليم
هبة سليمان في دور الشويش بخيتة ” التمثيل والغناء”
تعاطف الجمهور
تميز العرض بالعمق والسلاسة في نقل المشاعر والأفكار ببراعة، مما جعل الجمهور يتعاطف مع جميع الشخصيات ويتابع تطور الأحداث بشغف.
الموسيقى والاستعراضات
تجلى في الأداء الموسيقي والاستعراضي. الألحان الجميلة المتميزة التي وضعها الموسيقار المبدع “محمد عزت”
كانت بمثابة روح العمل من خلال المقاطع المؤثرة التي تعبر عن أعمق المشاعر الإنسانية من أشعار أحمد الشريف
أما الجانب الاستعراضي، ينفرد به المبدع”محمد بيلا”، فقد جمع بين الرقى والقوة والتعبير، الانسجام بين حركة الجسد والموسيقى كان مثاليًا
ولم يقتصر الإبهار على الأداء الحركي والصوتي فحسب، بل امتد ليشمل التصميم البصري للمسرحية.
الديكورات المتقنة التي صممها الفنان”محمود صلاح بيرو” نجحت في خلق عوالم بصرية متنوعة ومتناسبة مع سياق الأحداث.
الإضاءة الساحرة
أبدع “محمود الحسيني كاجو” بلمساته فى الإضاءة الساحرة عززت من تأثير المشاهد المختلفة.
الأزياء الأنيقة
وضعت “سارة شكري” لمساتها الفنية التى عكست بدقة طبيعة الشخصيات والفترة الزمنية للأحداث، لتكتمل بذلك الصورة البصرية المتكاملة.
أداء الممثلين وتفاعل الجمهور
فكان الانسجام واضح منذ البداية بين فريق العمل على خشبة المسرح, استطاعت كل فنانة أن تؤدى دورها بامتياز من خلال دراسة الشخصية والتحضير الجيد لها فأدت شخصيته بصدق وإحساس عالٍ، مما جعل الجمهور يتفاعل معهم ويتعاطف مع مصائرهم.
إنها تجربة بصرية وسمعية غنية تأخذ المشاهد في رحلة من المشاعر والأحاسيس، وتؤكد على قدرة الفن على الارتقاء بالروح وتقديم المتعة الراقية.
لا شك أن هذا العمل سيترك بصمة واضحة في ذاكرة كل من حظي بفرصة مشاهدته، وسيظل حديث الجمهور والنقاد لفترة طويلة, إنها بحق ليلة ساحرة تستحق الاحتفاء والتقدير.
تصميم دعاية جون رؤوف
تنفيذ ديكور وأزياء محمد عبد الحميد
مخرج منفذ مني مهدي
أشراف فني متميز نانو مرسي
هيئة الإخراج
“محمد عاشور, أحمد فتحي,محمود جاد, نيرة خليل, يوسف حسن”
المزيد: محمد أكسم يكتب: للقلم المستنير هيبة..وللكلمة الطيبة تأثير