مأساة التقييمات الأسبوعية علي طلاب المدارس وأولياء أمورهم .. عيوب وكوارث خطيرة

مأساة التقييمات الأسبوعية علي طلاب المدارس وأولياء أمورهم .. عيوب وكوارث خطيرة

مأساة التقييمات المدرسية .. نعم هى بكل المقاييس مأساة بل وعبأ كبير ليس علي المعلم فقط بل وعلي الطالب وولي الأمر .. وهو مانكشف عنه النقاب بالتحليل الدقيق في هذا المقال ..

بقلم : زينب النجار

مع إنطلاق العام الجديد ، أصبح أولياء الأمور والطلاب في مصر في مواجهة مباشرة مع نظام التقييمات الأسبوعية التي فرضته وزارة التربية والتعليم تنفيذا لتعليمات السيد الوزير …..

وبعد تجربة هذا النظام الذي من المفترض أنه يهدف إلي تحفيز الطلاب علي التعليم المستمر وتقييم إدائهم أولا بأول لمتابعة عملية التعليم الجديدة .
وبعد أن مر الأسبوع الرابع من السنة التعليمية ظهرت عيوب القرارات الوزارية وإنتشرت الإنتقادات الواسعة من معظم بيوت الأسر المصرية التي باتت تشعر إن أطفالها في “ماراثون لا نهاية له من التقييمات اليومية”

فما هو رد فعل الوزارة علي هذه المخاوف؟

قبل البدء في كتابة المقال عن التقييمات المدرسية ، فأحب أن أوضح إني واحدة من ضمن أولياء الأمور التي فرضت عليها الوزارة قرار التقييمات الأسبوعية ، وكنت متفائلة خير بتعيين الدكتور محمد عبد اللطيف وزيراً للتربية والتعليم لما له من خبرات تربوية واسعة في مجال التعليم وربط تكنولوجيا المعلومات بالتعليم…
وأعلم جيد أنه يجاهد لتطوير العملية التعليمية وأري مساعي معاليه في خلق مناخ ملائم للطالب وتخفيف الأعباء وتكدس الفصول ومحاولة حل أزمة عجز المدرسين …

إلا أن هناك ممارسات تحتاج دراسة ورقابة لأنها قد تسبب في ضياع تلك الجهود ……

فقد أصبح يعاني المدرس والطالب وولي الأمر من هذه القرارات الوزارية لأن الوضع أصبح ضغط كبير لا يقبله عقل ولا منطق ، فإن الكتب والمناهج مليئة بالأسئلة والوقت لايسمح بالشرح والتفصيل الكامل بسبب كثرة أسئلة الكتاب المدرسي والدروس الخصوصية والواجبات المنزلية ….
ورغم كم الضغط هذا ، تم إضافة مهام وقرارات جديدة وهي (واجبات منزلية – آداءات صفية – تقييم أسبوعي )
بكل حصة يشرح درس اليوم مع حل تدريباته مع متابعة الواجب المنزلي وكتابة السؤال الصفي ومطلوب من الطلاب الإجابة عن أسئلة الكتاب والتي تمتد أحيانا لثلاث أو أربع صفحات ثم يكتب المعلم الآداء الصفي على السبورة وينقله الطالب في كشكوله ويجيب عنه ثم يكتب المعلم على السبورة سؤال الواجب وينقله الطالب في كشكوله وبعد هذا وذاك يتابع المعلم كتاب الطالب (درس اليوم ) ثم يتابع السؤال الصفي ثم يتابع الواجب المنزلي ليومه السابق ، ثم بعد ذلك يذهب الطالب إلي المنزل وبمساعدة ولي الأمر يجب علي الطالب القيام بكتابة واجباته المنزلية ومذاكرة الدروس المهمة ، ثم بعد ذلك يقوم الطالب بعمل التقييم المنزلي لكل مادة فأي منطق يقبل هذا….

ثم يأتي دور التقييم الأسبوعي ويطلب المعلم كتابة الثلاث نماذج لكل فئة نموذج على السبورة ، فتخيل معانا مادة كاللغة العربية كل نموذج يحتاج لنصف حصة للكتابة فقط دون الحل أو الشرح ….
السؤال الدائم للطلاب وخصوصا صغار السن أين نكتب هذه النماذج ؟


تكتب في الفئة المخصصة في الكشكول التي يحتوي علي تقسيم صفي ومنزلي وتقييم أسبوعي …
ونبدأ بأول فقرة في مادة اللغة العربية فقرة أسئلة وبيت شعري يشمل أسئلة ثم إملاء ، هل تعلموا إن لكل فئة نموذج مختلف لعدد طلاب فصل حوالي خمسين طالبا وحجم السبورة أقل من 1.5….
ثم يعلن جرس المدرسة عن إنتهاء الحصة وبداية حصة آخرى لمعلم آخر ولمادة أخرى وأعادة نفس السيناريو أحضر كتابك وكشكولك وأنقل من على السبورة وهكذا وهكذا …
هل هذا الوضع يقبله عقل أو منطق فقد إنتهت مشاركة الطلاب وأنتهي الشرح وأنتهي التفاعل والوضع يزداد سوء وأصبحت التقييمات الأسبوعية عبء علي الأسرة المصرية وأصبح الطلاب يعانوا ضغط كبير بسبب هذه التقييمات والمذاكرة والدروس فأصبح الأمر يفوق طاقاتهم وأصابتهم بحالة من الضغط والأكتئاب ، كما إن أصبح المعلم يسابق الزمن فلابد الإنتهاء من التقييمات والاداءات في موعدها المحدد ، أصبحنا في حلقة مفرغة وشرح الدروس أصبح من الرفاهيات ليس له وجود في هذا الواقع المرير…
فأين الشرح والفهم لمراحل التأسيس الصغيرة فأن أعمارهم لا تستوعب كمية هذه التقييمات الوزارية …

كما أننا بسبب التقييمات الأسبوعية أصبحنا نواجه مشكلة أعمق وهي تجارة الأزمات ، فنحن نعلم جميعا إن بعض الأسر ليس لديها شبكة الأنترنت منزلية والبعض الأخر لا يستطيع مساعدة أبنائهم بالمنزل في مراجعة دورسهم ….

وهنا يأتي دور تجار الأزمات فبعض تجار المكاتب يقوموا بطبع التقييمات الأسبوعية التي تضعها منصة الوزارة التعليمية ويقو بحلها وطباعتها وبيعها للطلاب، كما إن يوجد العديد من الطلاب الذين يستسهلون شراء حلول الإختبارات بمبالغ مالية، وهو ما يؤخر مستوى الطالب الذي لا يبحث عن الحل بل يشتريه جاهزا من تلك المكتبات المتاجرة ….

وتأتي المشكلة الثانية وهي دور بلوجر مدرسين الفيس بوك محبين الشو والشهرة يفعلوا كما يفعل تجار المكاتب يقوموا بعمل صفحة خاصة بهم ويسرقوا التقييمات المدرسية ومن ثم يقوموا بحلها ونشرها علي صفحاتهم من أجل الحصول علي متابعات كثيرة وليس لأجل مصلحة الطلاب..

فأننا نعاني من مهزلة أستغلال العملية التعليمية لأهداف تجارية تضر بمستقبل الطلاب….
نحن ليس ضدد التجربة والتجديد ونعلم أيضا أن لابد من نجاح أي نظام يجب إن توجد قاعدة أساسية ودراسة وتخطيط
لكن غياب التخطيط ينقصنا الكثير والأستمرار في الخطأ يجعلنا نأخذ خطوة للوراء وليس للتقدم فالعودة لن تكون سهلة وستكون التكلفة باهظة الثمن فالوقت أغلي لأن الفاقد منه لا يعود ثانية …

فيجب علي وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في التقييمات الأسبوعية وعودة الأمتحانات الشهرية والحضور والتفاعل والشرح بين المعلم والطالب لتخفيف الضغط علي الطلاب وأولياء الأمور ، ورفقا بما لديهم عدة أبناء بمراحل التعليم المختلفة ، فإن الأمر مهما للغاية ويؤثر علي العملية التعليمية…..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.