سهام تبكي أمام محكمة الأسرة: “أنا لدغة وعايشة في جحيم مع جوزي”

سهام تبكي أمام محكمة الأسرة: “أنا لدغة وعايشة في جحيم مع جوزي”

 

 

 

سهام تبكي أمام محكمة الأسرة… بداية حلم انتهى بكابوس في قاعة محكمة الأسرة وقفت سهام امرأة تبلغ من العمر 32 عامًا ودموعها تنهمر بصمت، تروي مأساتها التي استمرت سبع سنوات في ظل زواج خالٍ من الرحمة. حلمت بحياة زوجية مستقرة يملؤها الحب والاحترام، لكنها وجدت نفسها سجينة علاقة أنهكتها نفسيًا. فرغم أنها أم لطفلة صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات، فإن هذه المسؤولية لم تشفع لها أمام استهزاء زوجها الدائم وسخريته المؤلمة.

 

 

 

السخرية القاتلة: من “عيب بسيط” إلى جحيم يومي

 

لم يكن العنف الجسدي هو المشكلة، بل كانت السخرية الدائمة من لدغة بسيطة في نطق حرف “السين” هي السلاح اليومي الذي طعن كرامتها بصمت. لم يكن هذا العيب يومًا عائقًا أمام تواصلها مع الآخرين، لكن زوجها استغله ليحول حياتها إلى سلسلة لا تنتهي من الإهانات.

“كان يقلد طريقتي في الكلام قدام الناس، ويضحك عليا حتى في المناسبات. أنا كنت بضحك قدامهم، بس من جوايا كنت بنهار”، تقول سهام بصوت يملؤه الألم.

 

 

حتى الطفلة لم تسلم من العدوى

 

 

الأمر لم يتوقف عند الزوج فحسب، بل تسلل هذا الأسلوب إلى الطفلة الصغيرة، التي بدأت هي الأخرى تقلّد طريقة حديث والدتها وتسخر منها دون أن تدرك خطورة ما تفعله. رؤية ابنتها تسلك نفس الطريق كان بمثابة طعنة إضافية في قلب سهام، أشعلت داخلها نارًا من الخذلان والانكسار.

 

 محكمة الأسرة

محاولات إصلاح فاشلة: “هو صوتك مش محتاج هزار؟”

 

حاولت سهام مرارًا أن تشرح لزوجها أن ما يفعله ليس مضحكًا بل جارحًا، لكنه لم يأخذ الأمر على محمل الجد، وكان رده دائمًا مليئًا بالاستهزاء. “كل مرة كنت أتكلم معاه، يقولي: هو صوتك مش محتاج هزار؟”، لتدرك في النهاية أن كرامتها ليست محل اعتبار عند شريك حياتها.

 

 

اللجوء للقانون: لا للسكوت على العنف النفسي

 

سهام لم تلجأ إلى المحكمة بدافع الانتقام، بل لحماية نفسها وابنتها من الاستمرار في هذه البيئة السامة. تقول بحزم: “صبرت كتير، لكن الصمت مش دايمًا حكمة. أنا عايزة أعيش بسلام، وعايزة الناس تعرف إن الإهانة النفسية زيها زي أي عنف تاني… ممكن تكسر البني آدم وهو حي”.

 

 

دعوة لوعي مجتمعي أعمق

 

قضية سهام تسلط الضوء على جانب مهمل من العنف الأسري، وهو العنف النفسي واللفظي، الذي لا يترك كدمات على الجسد، لكنه يترك جروحًا غائرة في النفس. قصتها ليست حالة فردية، بل تمثل شريحة كبيرة من النساء اللواتي يعانين بصمت خلف أبواب مغلقة.

 

إعداد: وفاء عبد السلام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.