النجاح لا يصنعه الورق.. بل تصنعه الإرادة والمهارة
النجاح لا يصنعه الورق.. بل تصنعه الإرادة والمهارة
بقلم / إيمان سامي عباس
لم تعد شهادة الجامعة أو الكلية هي التذكرة الذهبية التي تفتح أبواب العمل كما كان من قبل، فقد تبدلت الموازين وتغيّرت قواعد اللعبة. العالم اليوم لا ينتظر أصحاب الأوراق، بل يبحث عن أصحاب العقول والأيادي التي تُتقن وتُبدع.
من يملك مهارة حقيقية، ولو صغيرة، أصبح أقرب إلى النجاح ممن يملك مؤهلًا كبيرًا دون إتقان أو شغف.
العصر لم يعد يسأل: “ماذا درست؟” بل يسأل: “ماذا تُجيد؟ وماذا أضفت إلى نفسك وإلى العالم؟”

النجاح الآن يُكتب بلغة المهارات، سواء كانت في مجالات التكنولوجيا، أو الذكاء الاصطناعي، أو تحليل البيانات، أو البرمجة، أو حتى في الحرف البسيطة التي تطورت وتجدّدت مع الزمن.
وحتى اللغة أصبحت مفتاحًا للتميز، فالذي يُجيد الإنجليزية صار أقرب للفرص، ومن تعلّم لغتين أو ثلاثًا، فتح لنفسه أبوابًا لا تُغلق في أي مكان على وجه الأرض.
ابدأ الآن.. فكل محاولة تُقرّبك من الحلم
العالم يتغير بسرعة مذهلة، وما كان مطلوبًا بالأمس قد يصبح بلا قيمة اليوم. لذلك، لا تنتظر أن يأتيك التغيير من الخارج، بل كن أنت التغيير.
ابدأ من نفسك، واجلس معها بصدق، وواجه خوفك وكسلك.
الوقت الذي يضيع في المقاهي أو أمام الشاشات، لن يصنع مستقبلك، بل سيُبعدك عن حلمك خطوة بخطوة.
حاول مرة، وحاول ثانية، وحاول مئة مرة.
كل إخفاق يعلّمك درسًا، وكل سقوط يمنحك قوة جديدة.
النجاح ليس أن تصل سريعًا، بل أن تواصل السير مهما كانت الطريق طويلة. فالمحاولة شرف، والإصرار بطولة، والتوفيق بيد الله يمنحه لمن اجتهد وسعى بصدق.
هكذا بدأ كل من غيّروا العالم، وهكذا صنع أصحاب المليارات مجدهم.. بخطوة صغيرة وشجاعة كبيرة.
يد واحدة لا تبني وطنًا.. فلتتحد الجهود
ولكي ينهض الوطن، لا بد أن تتكاتف السواعد وتتكامل الأدوار.
فمؤسسات المجتمع المدني مدعوة لأن تترك المظاهر وتتحول إلى قوة فعل حقيقية، تُنظّم الدورات والورش وتفتح أبوابها للشباب الباحثين عن فرصة.
والحكومة بدورها مطالبة بأن تُقرّب التعليم من الواقع، وتربط المناهج بسوق العمل، وتدعم التدريب على التكنولوجيا والمهارات المستقبلية.

أما الأسرة، فهي المنبع الأول للإصرار، فعندما تزرع في أبنائها حب العمل واحترام الوقت، تضع فيهم بذور النجاح الحقيقي.
إننا نعيش زمنًا جديدًا لا يعترف بالكسل ولا ينتظر أحدًا.
زمنٌ يصنع فيه الإنسان مجده بيديه، لا بما كُتب على ورقة، بل بما تعلمه وأتقنه، وبما حمل في قلبه من شغف وعزيمة.
فابدأ اليوم، ولا تؤجل حلمك.. فكل دقيقة تمر، إما تقترب بك نحو النجاح، أو تُبعدك عنه خطوة.
كاتبه المقال
إيمان سامي عباس