المال السياسي السلاح الأخطر الذي يهدد الوطن
المال السياسي السلاح الأخطر الذي يهدد الوطن
بقلم / ياسر عبدالله
المال هو عصب الحياة وقوة دافعة للتقدم والإزدهار ولكن عندما يتدخل في السياسة ليصبح مالا سياسيا يتحول من أداة للبناء إلى سلاح فتاك يهدد أسس الديمقراطية ويزعزع إستقرار الوطن إنه ظاهرة خطيرة لا تقل فتكا عن أي عدو يتربص بالوطن بل ربما يكون أخطر لأنه يتسلل من الداخل ويضرب في صميم نزاهة العملية الإنتخابية
إن المال السياسي ليس مجرد فساد عادي يمكن محاربته ببعض الإجراءات القانونية بل إنه الفساد بعينه الذي يحاربه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه يمثل تهديدا وجوديا لإرادة الشعب حيث أن هذا المال يستخدم بطرق متعددة أحيانا بشكل مباشر لشراء الأصوات وأحيانا بشكل غير مباشر لشراء الضمائر وهو ما يجعله أكثر خطورة فالمال السياسي يشتري ولاءات زائفة ويصنع قناعات مضللة ويزيف الحقائق لتصبح كاذبة
وهذه الظاهرة البغيضة لا تبني وطنا ولا تصنع مستقبلا مشرقا بالعكس فهي تهدم العدالة وتزور إرادة الشعب وتجعلها مجرد سلعة تباع وتشترى فهي تجعل من المواطن مجرد صوت يمكن إستبداله ببعض الأموال متجاهلة قيمته الإنسانية وحقه في التعبير عن رأيه بحرية و عندما يفقد الصوت قيمته الحقيقية يصبح الوطن بلا قيمة والمستقبل بلا أمل
– صوتك أمانة ومستقبلك قرارك
يا من تقف على عتبة الإنتخابات وتستعد لإختيار ممثلك تذكر أن صوتك ليس مجرد رقم يضاف إلى صندوق بل هو أمانة ومسؤولية تجاه نفسك وتجاه وطنك لا تبيعه بثمن بخس لأن ثمنه الحقيقي لا يقدر بمال فثمنه الحقيقي هو مستقبل أولادك وحقهم في حياة كريمة وكرامة لا يمكن شراؤها أو بيعها
فلقد دفع أبناء هذا الوطن الغالي ثمنا باهظا من دمائهم وأرواحهم لكي ينالوا كرامتهم ويصنعوا مستقبلهم فهل يليق بنا أن نبيع هذه الكرامة ونساوم عليها من أجل حفنة من النقود فالكرامة لا تشترى والوطن لا يباع وهذه حقيقة يجب أن تترسخ في وعينا ووجداننا
– كن حرا وقف ضد المال السياسي
يجب أن نقف جميعا يدا واحدة ضد هذا السلاح الخطير كن حرا في قرارك ولا تجعل المال يتحكم في مصيرك فإن الإرادة الحرة أقوى من أي مال والوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة هذا التحدي فإن محاربة المال السياسي لا تقع على عاتق الدولة وحدها بل هي مسؤولية جماعية هي مسؤولية كل مواطن واعٍ يرفض أن تكون إرادته مزورة وكل مواطن غيور على وطنه ومستقبل أبنائه فبالوقوف صفا واحدا يمكننا أن نضمن نزاهة العملية الإنتخابية ونحافظ على قيمة صوتنا ونبني وطنا قويا يرتكز على العدل والمساواة
وختاما دعونا نُثبت للعالم أن الشعب المصري لا يبيع كرامته ولا يساوم على مستقبله دعونا نختار ممثلينا بناءاً على الكفاءة والنزاهة وليس على حجم جيوبهم فصوتك هو مفتاح المستقبل فلا تتركه بيد من يساوم عليه.