الطاقة الشمسية في أفريقيا.. إمكانات هائلة تعيقها تحديات بنيوية
الطاقة الشمسية في أفريقيا.. إمكانات هائلة تعيقها تحديات بنيوية
كتب _طه المكاوي
فرصة ذهبية في قارة غنية بالشمس
تمتلك أفريقيا واحدًا من أعلى معدلات الإشعاع الشمسي في العالم، ما يجعل الطاقة الشمسية أحد أهم الموارد القادرة على إحداث نقلة نوعية في توفير كهرباء مستدامة وموثوقة وبأسعار معقولة. ورغم هذه الميزة الاستثنائية، ما تزال القارة تواجه صعوبات كبيرة في ترجمة هذه الإمكانات إلى مشاريع واقعية على الأرض.
تحديات هيكلية تعرقل التوسع
ورغم الزخم العالمي نحو الطاقة النظيفة، لا تزال أفريقيا تعاني مجموعة من العقبات البنيوية التي تقف أمام التوسع السريع للطاقة الشمسية، من أبرزها:
ضعف البنية التحتية الكهربائية في كثير من الدول.
ارتفاع كلفة رأس المال اللازمة للمشروعات الكبرى.
غياب الالتزام السياسي المستدام بتطوير قطاع الطاقة.
عدم وضوح اللوائح التنظيمية التي تزيد من المخاطر الاستثمارية.
هذه العوامل مجتمعة تجعل من الصعب جذب المستثمرين وتنفيذ مشروعات واسعة النطاق
طموحات القارة: أهداف متسارعة للنمو
ورغم التحديات، تتجه الدول الأفريقية بخطوات متسارعة لتعزيز القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة. فبحسب مركز فاروس للدراسات الأفريقية، يستهدف الاتحاد الأفريقي توليد نحو 300 ميجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما يعادل أربعة أضعاف القدرة الحالية البالغة 72 ميجاوات.
هذه القفزة تعكس رغبة حقيقية في التحول الطاقي، مدفوعة بزيادة الطلب والسعي لسد فجوات الطاقة المزمنة التي تعاني منها العديد من الدول.
مشروعات رائدة في مصر والمغرب وشمال أفريقيا
برزت عدة دول في شمال أفريقيا كمراكز بارزة في تطوير الطاقة الشمسية، من بينها:
مصر التي توسعت في مشروعات ضخمة أبرزها مجمع بنبان للطاقة الشمسية.
المغرب بمشروعاتها العملاقة مثل نور ورزازات.
الجزائر وليبيا وموريتانيا التي تعمل على استغلال مساحاتها الشاسعة وإشعاعها الشمسي القوي لإطلاق مشروعات جديدة.
هذه الدول تحظى بدعم مؤسسات دولية قوية مثل البنك الدولي ووكالة الطاقة الدولية، مما يسهم في تقليل المخاطر وتعزيز فرص التمويل.
القطاع الخاص.. قوة دفع أساسية
يتفق الخبراء على أن تحقيق طفرة حقيقية في الطاقة الشمسية لن يتحقق إلا عبر:
تمكين القطاع الخاص من المشاركة الفعالة في الاستثمار والإدارة.
تطوير سياسات وطنية واضحة ومستقرة لجذب رؤوس الأموال.
تعزيز الشراكات الدولية لخفض تكلفة التمويل وتبادل الخبرات.
فالمزيج بين القطاعين العام والخاص يشكل اليوم العمود الفقري لنجاح أي منظومة طاقة مستدامة.
مستقبل مشرق ينتظر أفريقيا
إذا استطاعت أفريقيا تجاوز العقبات البنيوية الحالية، فإن الطاقة الشمسية يمكن أن تصبح حجر الزاوية في معالجة الفقر الطاقي، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إنها فرصة استراتيجية لقارة تمتلك الشمس بكثرة لكنها تحتاج إلى الإرادة السياسية والتمويل والرؤى الواضحة لتحويل تلك الأشعة اللامتناهية إلى قوة تنموية حقيقية.