الانتخابات: العقد الوطني المتجدد في الجمهورية الجديدة
الانتخابات: العقد الوطني المتجدد في الجمهورية الجديدة
الإنتخابات .. اليوم الإثنين الموافق 10 نوفمبر 2025، يبدأ فصل جديد ومهم في تاريخنا الوطني، حيث تُفتح صناديق الاقتراع أمام ملايين المصريين في الداخل، مستكملة المشهد الديمقراطي المؤثر الذي افتتحه أبناؤنا في الخارج بالفعل خلال نهاية الأسبوع الماضي.
بقلم : دكتور أحمد يحيي
الباحث السياسي والاستراتيجي

إنها لحظة تتجاوز الإجراءات الروتينية، لتصبح مناسبة لتجديد العهد الاجتماعي بين الدولة والمواطن.
هذه الانتخابات تقف كاختبار حقيقي لمدى وعي كل مواطن بأن مشاركته هي مكون أصيل من مكونات الأمن القومي . فالقوة الحقيقية لأي أمة تُستمد من تماسك جبهتها الداخلية، والمشاركة الفاعلة هي ما يُرسخ “الشرعية الوطنية” ويدعم “الربط الحيوي بين الدولة والمجتمع”. إن قوة الحضور الجماهيري اليوم هي أفضل تأكيد على جاهزيتنا الوطنية واستقرارنا، ما يدعم قدرتنا على معالجة ملفات المستقبل بنجاح، بدءاً من الأمن الداخلي وصولاً إلى سياسات الشباب والتنمية.
تفاعل ومشاركة ومشهد إيجابي
لقد أكد المصريون في الخارج هذا الارتباط العميق، متجاوزين المسافات للتعبير عن انتمائهم. وها هي مصر الآن تنتظر من أبنائها في الداخل أن يكملوا هذا المشهد بقوة.
إن التفاعل والمشاركة الواسعة هي القوة الدافعة نحو تعزيز الجاهزية الوطنية وتكريس الاستقرار، فالحماس الشعبي يمنح الحكومة المنتخبة تفويضاً وطنياً شاملاً، يجعل مخرجات العملية الديمقراطية أكثر تمثيلاً للجميع. إن الانخراط الواعي في هذا الاستحقاق هو الفعل الوطني الأبرز الذي يُجدّد الثقة في المؤسسات.
إن تحقيق هذا التفاعل الديمقراطي هو مسؤولية وطنية مشتركة، تقع على عاتق الدولة والمجتمع المدني، وفي القلب منها، مسؤولية المواطن الفرد الذي يجب أن يدرك أن صوته ليس حقاً يمكن التغاضي عنه، بل هو واجب وطني لضمان أن تبقى السلطة المنتخبة ممثلة لإرادة الأغلبية.
طموحات الجمهورية الجديدة
وفي الختام، ترتبط هذه الانتخابات ارتباطاً وثيقاً بالمشروع الوطني العظيم “الجمهورية الجديدة” وأهداف “رؤية مصر 2030”. إن القرار الانتخابي الواعي هو تأكيد لالتزامنا المشترك تجاه التنمية الشاملة التي تستهدف الارتقاء بجودة حياة الجميع.

إنّ الإقبال الشعبي الكثيف يحوّل الانتخابات من مجرد استحقاق دوري إلى فعل تأسيسي يُجدّد شرعية المسار التنموي ويُعزز من جاهزيتنا لتحقيق طموحات “الجمهورية الجديدة”.
صوتك، أيها المواطن، هو حجر الزاوية الذي يُبنى عليه الغد، وضمانة أن تبقى هذه الأمة قوية ومزدهرة.