الهروب من سامسونج: كيف خسرت عملاقتها التقنية أمام TSMC بعد رحيل جوجل

TSMC

حققت شركة TSMC التايوانية إنجازا تكنولوجيا بارزا في صناعة أشباه الموصلات، بعد أن كشفت بيانات حديثة عن وصول معدل إنتاجها لرقائق 2 نانومتر إلى نسبة مذهلة تبلغ 60%، متفوقة بشكل واضح على منافستها الرئيسية سامسونج التي لم تتجاوز نسبة إنتاجها 40% لنفس التقنية. وتشير بعض التقارير إلى أن معدلات الإنتاج لدى TSMC قد تكون أعلى من ذلك، حيث تقترب من 80% في بعض خطوط الإنتاج، مما يعزز من تفوقها التنافسي في السوق العالمية تابع الخبر على أخبار مصر.

رقائق TSMC بتقنية 2 نانومتر: ثورة تكنولوجية تعمق الفجوة مع سامسونج

كتب باهر رجب

 

تفوق غير مسبوق في معدلات الإنتاج

وتعتبر معدلات العائد (Yield Rate) – وهي نسبة الرقائق السليمة إلى إجمالي الرقائق المنتجة – عاملا حاسما في تحديد الجدوى الاقتصادية لأي معالج، حيث تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج والأسعار النهائية للمنتجات. فكلما ارتفعت نسبة الإنتاج الناجح، انخفضت تكلفة الوحدة، مما يمنح الشركة ميزة تنافسية كبيرة في السوق.

تقنية GAA:

الابتكار الذي يقود الثورة

تستعد TSMC لاستخدام تقنية Gate-All-Around (GAA) في رقائقها بدقة 2 نانومتر، وهي تقنية متطورة تعتمد على ترانزستورات نانوشيت (Nanosheet) التي تحيط بالقناة من جميع الجوانب. وعلى الرغم من أن سامسونج كانت سباقة في تطبيق هذه التقنية في رقائقها بدقة 3 نانومتر، إلا أن TSMC استطاعت تحسين هذه التقنية وتطويرها بشكل أكثر كفاءة.

 

تتميز تقنية GAA بقدرتها على:

 

تحسين الأداء بنسبة تتراوح بين 10% و15% مقارنة بتقنيات 3 نانومتر

 

خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 25% و30%

 

زيادة كثافة الترانزستورات بنسبة 15%، مما يتيح تصميم معالجات أصغر حجما وأكثر قوة

 

كما طورت TSMC تقنية خاصة تسمى “NanoFlex” تعمل جنبا إلى جنب مع تقنية GAA، مما يتيح للمصممين مرونة أكبر في تصميم الخلايا وتحسين أداء المعالجات وفقاً للاحتياجات المختلفة.

الإنتاج الضخم والتوسع العالمي

تستعد TSMC لبدء الإنتاج الضخم لرقائق 2 نانومتر في النصف الثاني من عام 2025، حيث ستبدأ الإنتاج في منشآتها في باوشان وكاوهسيونغ في تايوان. وتخطط الشركة لإنتاج حوالي 50,000 رقاقة شهريا بحلول نهاية العام، مع توقعات بزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 120,000-130,000 رقاقة شهريا بحلول نهاية عام 2026.

 

وفي خطوة توسعية كبيرة، تخطط TSMC لبناء منشأة إنتاج متقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد مناقشات مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية. وسيكون المجمع الصناعي المعروف باسم “Gigafab” مشابها للمنشأة التي تبنيها الشركة في ولاية أريزونا الأمريكية بتكلفة تبلغ 165 مليار دولار.

عملاء عالميون وثقة متزايدة

تحظى TSMC بثقة كبار عملاء التكنولوجيا في العالم، وعلى رأسهم شركة أبل التي تعد العميل الأول للشركة، إلى جانب إنفيديا وAMD وكوالكوم وميدياتك. وقد حجزت هذه الشركات بالفعل خطوط إنتاج بتقنية 2 نانومتر، مما يعكس ثقتها الكبيرة في قدرات TSMC التكنولوجية.

 

ومن المتوقع أن تكون أبل من أوائل الشركات التي ستعتمد شرائح 2 نانومتر في هواتف آيفون 18 القادمة، من خلال معالجي A20 وA20 Pro. كما أعلنت شركة ميدياتك أنها ستبدأ إنتاج رقائقها الجديدة بتقنية 2 نانومتر في الربع الأخير من هذا العام.

سامسونج: تحديات وصعوبات

على الجانب الآخر، تواجه سامسونج تحديات كبيرة في مجال تصنيع الرقائق المتقدمة. فعلى الرغم من كونها ثاني أكبر مصنع للرقاقات عالميا، إلا أنها تعاني من انخفاض معدلات الإنتاج في تقنياتها المتقدمة.

 

وقد بدأت سامسونج في تحسين معدلات إنتاجها لرقائق 2 نانومتر، حيث ارتفعت من 20-30% في بداية الاختبارات إلى أكثر من 40% حاليا. ومع ذلك، لا تزال هذه النسبة أقل بكثير من معدلات TSMC التي تتراوح بين 60% و80%.

 

وتخطط سامسونج لاستخدام تقنية 2 نانومتر في معالجها Exynos 2600 ذي العشر أنوية، والمتوقع ظهوره ضمن بعض إصدارات سلسلة Galaxy S26 العام المقبل. كما تسعى الشركة للفوز بطلبيات من شركات كبرى مثل كوالكوم وإنفيديا، في محاولة لاستعادة حصتها في السوق.

مستقبل صناعة الرقائق

مع اقتراب TSMC من إطلاق رقائق 2 نانومتر، تتجه الشركة بالفعل نحو الجيل التالي من التكنولوجيا. فقد كشفت تقارير أن تكلفة رقائق السيليكون المستخدمة لإنتاج شرائح بدقة 1.4 نانومتر ستصل إلى 45,000 دولار للواحدة بحلول عام 2028، أي بزيادة تبلغ 50% مقارنة برقائق 2 نانومتر الحالية التي تكلف 30,000 دولار.

 

وتشير التوقعات إلى أن حصة TSMC في سوق المسابك العالمية ستزداد من 57% في عام 2021 إلى 64% بحلول عام 2025، مما يعزز من هيمنتها على صناعة أشباه الموصلات. وفي المقابل، من المتوقع أن تستمر حصة سامسونج في التراجع ما لم تتمكن من تحسين معدلات إنتاجها بشكل كبير.

الخلاصة

تمثل رقائق TSMC بتقنية 2 نانومتر نقلة نوعية في عالم أشباه الموصلات، حيث تجمع بين الأداء العالي والكفاءة في استهلاك الطاقة وكثافة الترانزستورات. وقد عززت الشركة من تفوقها على منافستها الرئيسية سامسونج من خلال تحقيق معدلات إنتاج عالية وجذب كبار عملاء التكنولوجيا في العالم.

 

ومع استمرار TSMC في الابتكار والتطوير، تتسع الفجوة بينها وبين منافسيها، مما يجعلها القوة المهيمنة في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة لسنوات قادمة. وستكون قدرة سامسونج على تحسين معدلات إنتاجها وتطوير تقنياتها عاملا حاسما في

تحديد مستقبلها في هذه الصناعة الاستراتيجية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.