أسامة الأزهري ووزارة الأوقاف .. هل ينجح فيما أفسده الأخرين؟!!
أسامة الأزهري ووزارة الأوقاف .. هل ينجح فيما أفسده الأخرين؟!!
أسامة الأزهرى .. وزير الأوقاف ومستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والذي يتولى مهمة شديدة الصعوبة، ليس فقط من خلال إصلاح وزارة الأوقاف، ولكن من خلال التصحيح الفكري وترسيخ مبادئ الفهم ونشر ثقافة معالجة الظواهر السلبية داخل المجتمع المصري.
بقلم : سيد البالوي
تعرضت الأمة المصرية لفترة من الاختراق الفكري التطرفي الذي سرعان ما انتشر حتى ادعته جماعات الدعوة والتيارات الدينية وشيوخ الفضائيات، وفوضى صنعت تشويها للعقل وتحارب مجتمعيا كاد أن يقضي على وحدة وسلامة وأمن واستقرار البلاد. وحتى اليوم، ما زالت آثار الشروخ والتصدع تحدث بعض النزاعات الفكرية التي تحتاج إلى الاستمرار والعمل على تنشئة جيل من النشء حتى التخرج من الجامعات يتمتع بالوعي وسلاح المعرفة الصحيحة والعلم وعلى تربية من السلوك والأخلاق.
متابعة مستمرة وعرض دائم
وهذا المشروع الكبير الذي يقوم عليه الدكتور العالم الفقيه الوزير أسامة الأزهري بالمتابعة الدائمة والعرض الدائم على فخامة الرئيس السيسي الذي يعطي المشروع أهمية كبيرة لما له من وعي وحكمة وقراءة للواقع والمستقبل. ونتمنى أن تفتح وزارة الأوقاف أبوابها أمام كل الأفكار التي تسير على نفس النهج ويمكن أن تكون مشروعات مساعدة ليحقق المشروع الرئيسي كامل أهدافه.
فلا تقع مسؤولية وعي المجتمع على رجل الدين فقط، ولكنها مسؤولية يتحملها الجميع، ولا ينصلح حال المجتمع برعاية النشء وطلاب المدارس والجامعات وخطباء المساجد، والشاهد على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسس وعي وتربية الصف الأول من الصحابة كانوا من مختلف الأعمار والمهن والرجال والنساء، فكان منهم التاجر والفارس والصانع والشاعر، وكان منهم المتعلم وغير المتعلم، وكان منهم الطفل والشاب والرجل والشيخ، فلم يكونوا موظفين وزارة فقط، ولم يكونوا طلاب علم فقط. لذا ينقص جميع مبادراتنا الفكرية والتثقيفية والوطنية أن تعمل على العمل مع جميع أبناء الوطن، وأن تجمع جميع أفلام وعقول وأفكار الجميع، فتعطي الجميع الحق في الاشتراك والمشاركة الحقيقية، وليس مجرد جمهور مستمعين لمحاضرات.
نشر الثقافة ويد العون
إن تنمية المجتمع تحتاج تواضع العالم حتى يغرس الطموح في قلب المجتهد.
فلا تنمو الدول ببرامج وخطط بدون نشر ثقافة مد يد العون والتعاون، وأكبر دليل على ذلك حال الشارع المصري الذي يعلن عن فشل جميع المبادرات والمشروعات، وكأن كل ما يقال في المحاضرات والندوات لا يستقر سوى كلمات عابرة على مسامع الناس. حقيقة الأمر توجد إرادة وإدارة ورؤية، ولكن لا توجد أساليب وخطط تنفيذ تحقق النتائج المنتظرة. دائما ما يتم وضع المتخصص فقط، ولا يتم الاستعانة بغير المختصين حتى وإن كانوا أكثر إلماما، فكثيرا ما يكون العامل بالصنعة أعلى كفاءة من دارسها، لذا أتمنى أن تحلق القيادة بالجناحين: الدكاترة وأصحاب الرأي.