مصر التاريخ الذي لا ينكسر مهما سخروا منها وحاولوا التقليل من عظمتها

 

بقلم/ إيمان سامي عباس

مصر التاريخ .. سأل أحد الخليجيين ساخرًا على تويتر: كم عدد الراقصات في مصر؟ فجاءه الرد من الكاتبة المصرية أميمة جابر ردًا عميقًا لا يُقارن. نعم، في مصر راقصات وشحّاذون، لكن إلى جوارهم يقف آلاف العلماء والأدباء والفنانين والمفكرين. مصر أنجبت مصطفى مشرفة وزويل ومجدي يعقوب، كما أنجبت أم كلثوم وعبدالوهاب ومنير وعمر الشريف، واحتضنت علماء دين كبار مثل الشعراوي والحصري ورفعت. هذه الأرض، حتى في عصورها الصعبة، حصدت أربع جوائز نوبل، وقدمت علمًا قائمًا بذاته هو “علم المصريات”، وكتّابها تُرجمت أعمالهم للعالم، وأفلامها عُرضت في “كان” و”فينيسيا”.
مصر بلد لا يقاس بظواهر سطحية، بل بعمق عطائه. فيها جيش بثلاثة جيوش، وعمال وفلاحون ومبدعون، تواجه الهزيمة لتنهض بالنصر، وتواجه الإرهاب لتزداد قوة. المصريون لا ينكسرون، بل يولدون من رحم التضحيات أبطالًا جددًا كل يوم.

مصر أرض الرسالات والخلود

منذ آلاف السنين كانت مصر حضارة مكتملة، يوم كان الآخرون يسكنون الكهوف. هي الأرض التي تجلى الله عليها، وذُكرت في القرآن صراحة بالخير والأمن، ولجأ إليها إبراهيم ويعقوب ويوسف والمسيح والعذراء، وأوصى بها النبي محمد ﷺ خيرًا. من رحمها خرجت هاجر المصرية أم إسماعيل جد العرب، ومنها جاءت مارية القبطية لتضع للمصريين شرفًا في بيت النبوة.

على عرشها جلست ملكات مثل حتشبسوت التي قادت جيوشًا ورفعت الاقتصاد، ومن نسائها خرجت أم كلثوم التي هزت وجدان العالم بصوتها، وغنّت لمصر وللنبي وجمعت الأموال للمجهود الحربي. المصرية كانت دائمًا رمزًا للصبر والقوة والعطاء.

مصر ليست دولة تاريخية فحسب، بل هي أصل التاريخ. يوم كان شكسبير يكتب مسرحياته لم تكن أمريكا قد وُجدت بعد، ويوم نظم هوميروس ملحمته كانت مصر قد مضى على حضارتها أربعون قرنًا. نحن لسنا تابعين لأحد، نحن من علّم العالم الحضارة، ومن أرضنا بدأت الديانات وتوالت الرسالات.

مصر هي التي قاومت الغزاة، وخرجت من كل محنة أكثر قوة وشموخًا. هي الوطن الذي لا ينكسر، ولا ينحني إلا لربه. وكما قال السادات: “سيأتي يوم نجلس فيه لنروي قصة الكفاح، والهزيمة والانتصار، جيلًا بعد جيل.

كاتبه المقال
ايمان سامي عباس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.