أول فيلم غنائي مصري .. ذكرى تحييها أكاديمية الفنون

 

أول فيلم غنائي مصري .. نظّمت أكاديمية الفنون، تحت رعاية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة، ندوة ثقافية خاصة عن فيلم “أنشودة الفؤاد”، بالتعاون مع جمعية نقاد السينما، وذلك مساء الأحد 23 يونيو 2025، بقاعة ثروت عكاشة.

 

ويُعتبر “أنشودة الفؤاد” أول فيلم غنائي مصري، وقد عُرض لأول مرة في 14 أبريل 1932. شارك في بطولته النجمة نادرة أمين، والموسيقار زكريا أحمد، والنجم جورج أبيض، وحقق وقتها نقلة كبيرة في تاريخ السينما الغنائية.

كتبت: ماريان مكاريوس

شهدت الندوة عرضًا للفيلم، تلاه حوار نقدي أداره عدد من المتخصصين، منهم: د. وليد سيف، ود. إيهاب صبري، تناولوا فيه قيمة الفيلم التاريخية والفنية وتأثيره في تطور فن الغناء والسينما في مصر.

اقرأ ايضا: شهداء اكل العيش…مصرع 19 فتاة فى حادث على الطريق الإقليمي

وتأتي هذه الندوة في إطار اهتمام أكاديمية الفنون برعاية الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، ومنها عروض الرقص والموسيقى، تأكيدًا على دورها المستمر في دعم الفنون بكل أشكالها.

 

أنشودة الفؤاد: بداية السينما الغنائية في مصر

فيلم أنشودة الفؤاد انتاج عام 1932، الذي يعتبر أول فيلم مصري ناطق وغنائي كامل.

قبل ظهور الصوت في الأفلام، كانت السينما صامتة وتعتمد فقط على تعبيرات الممثلين والموسيقى المصاحبة للمشاهد. لكن بعد عرض الفيلم الأمريكي مغني الجاز سنة 1927، بدأت ثورة السينما الناطقة، ووصلت مصر سريعًا. في البداية، جاء فيلم أولاد الذوات كمحاولة ناطقة جزئية، لكنه لم يكن غنائيًا.

أما أنشودة الفؤاد، فكان أول فيلم مصري ناطق بشكل كامل، ومن البداية حتى النهاية كانت الأغاني جزءًا من الحكاية.

هذا الفيلم أخرجه الإيطالي ماريو فولبي، وشارك فيه الملحن زكريا أحمد، والمطربة نادرة أمين، والممثل الكبير جورج أبيض. ورغم أن إمكانياته الفنية كانت محدودة، لكنه فتح الباب أمام نوع جديد من الأفلام يعتمد على الغناء بشكل أساسي.

تجربة أولى بتحديات كثيرة

من الناحية الفنية، لم يكن فيلم أنشودة الفؤاد قويًا جدًا. الكاميرا كانت ثابتة، والقصة بسيطة، وبعض المشاهد كانت طويلة بسبب الأغاني. لكن رغم ذلك، كان للفيلم تأثير كبير، لأنه جرّب دمج الأغنية في قلب الدراما لأول مرة في السينما المصرية. وهذا جعل الجمهور يقبل عليه بحماس، خصوصًا إنه أول مرة يشوف ويستمع لأصوات حقيقية على الشاشة.

زكريا أحمد قدّم ألحان فيها روح الطرب، والمطربة نادرة غنت بصوت قوي واضح، وهذا كان كافي وقتها حتي يجذب الجمهور، حتى لو كان الإخراج بسيط.

اثرأ ايضا: كفر السناسبة فى حالة حداد عام ..مصرع 19 فتاة فى حادث على الطريق الإقليمي

تطور السينما الغنائية

بعد فيلم أنشودة الفؤاد، بدأت السينما الغنائية في مصر تاخد شكل أوضح وتتطور بسرعة و ظهرت مجموعة من الأفلام العظماء الغناء و الطرب منهم ام كلثوم فريد الأطرش مخمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ.

السينما الغنائية مرآة للمجتمع

السينما الغنائية لم تكن مجرد تسلية، لكنها كانت وسيلة لنقل الثقافة المصرية. الأغاني اللي اتغنت في الأفلام عبّرت عن الحب، والفرح، والحزن، والشوق، وكل المشاعر اللي بيعيشها الناس في حياتهم اليومية.

تلاقٍ بين أجيال مختلفة

الجميل ايضا إن فيلم أنشودة الفؤاد جمع بين أجيال مختلفة: جورج أبيض من جيل المسرح، وزكريا أحمد من جيل الملحنين المجددين، ونادرة أمين اللي كانت صوت جديد وقتها. التجربة دي عبّرت عن لحظة خاصة في تاريخ مصر، لما كانت بتحاول توازن بين التراث والتجديد، وبين المسرح والغناء، وبين الشرق والغرب.

 

النجاح رغم بساطة الإمكانيات

رغم إن الفيلم لم يكن متقن تقنيًا، لكنه نجح لأنه صنع شئ جديدا . الجمهور شاهد لأول مرة فيلم مصري كامل بيغني ويتكلم في نفس الوقت، هذا كان حدث كبير و فريد.
لم يقتصر نجاح الفيلم على مصر فقط بل عرض أيضا في بلاد عربية اخري، وهذا يعني إن الأغنية كانت وسيلة قوية لنشر الثقافة المصرية.

البداية اللي فتحت أبواب كتيرة

فيلم أنشودة الفؤاد قد لا يكون من أفضل الأفلام من حيث الإخراج أو السيناريو، لكن الأكيد انه من أهم الأفلام تاريخيًا، لأنه كان بداية الطريق. ومن بعده، اتولدت عشرات الأفلام الغنائية اللي شكلت وجدان أجيال، وحفرت لنفسها مكان في ذاكرة المصريين والعرب.

السينما الغنائية بدأت من فيلم بسيط، لكن مشواره طويل ومليان إبداع. وهيفضل أنشودة الفؤاد هو أول خطوة في الحكاية الجميلة دي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.