الظهير الشعبي ومدى تأثيره على الأنظمة الحاكمة
الظهير الشعبي ومدى تأثيره على الأنظمة الحاكمة .. لقد انتشر هذا المصطلح قبل عقد من الزمان، ويعني ببساطه مدى تأييد العامة للأنظمة الحاكمة، ومن ثم فهو ليس بجديد كفكرة، و التاريخ السياسي والإجتماعي منذ القرن السابع عشر يزخر بما يسمى Public support أي مدى الرضاء الشعبي تابع الخبر على أخبار مصر.
بقلم دكتور/ ابرام سامي
وغالبا الرضاء هو نتيجة الظروف الاقتصادية والأمنية، والأمن لا يتعلق بالحماية من قوى خارجية فقط و إنما أيضا الشعور بالأمن من سطوة الحكومات ذاتها والتغول على حقوق المواطنين.
وإن كانت اللغة العربية شاعرية في مفرداتها، و كان الغرض من نشر المصطلح التلويح بقوة الشعب في مواجهة الجماعات المتطرفة، و قد كان.
اقرأ ايضا: عاطف الطيب… من “الطالب السارح” إلى مؤسس الواقعية الجديدة
خيانة وعدم إنتماء
إلا أنه بعد السيطرة النسبية على الأمور، لم يعد هذا الظهير في الحسبان بل تعرض لضربات عنيفه نالت من معيشته أوحد الكفاف الذي كان يرضيه ومن ثم بدأ يئن أكثر، و بدلا من مخاطبة الأنين ، تم اتهام أفراده بالخيانة وعدم الإنتماء.
هذا الظهير كان في منتهى العقلانية، أكثر بكثير من حكومات بلاده ، فكان يتحمل بالرغم من الوهن و الضعف لأنه يرى الخطورة كونه الحلقة الأضعف حال الاضطرابات.
الظهير الشعبي ومدى تأثيره على الأنظمة الحاكمة
ضعف هذا الظهير ليس في صالح لا الأنظمة ولا البلاد سواء بشكل عام، أو بشكل خاص في فترات المخاطر الخارجية والتحولات والترتيبات السياسية و إلاقليمية التي لن تستثني أحد من شراستها وفي ظل وحش مخيف يرسم خارطة جديدة بالدماء.

اقرأ ايضا: إسرائيل توافق رسميًا على وقف الحرب مع إيران بعد 12 يومًا من التصعيد
أقوى من الهتافات
لطالما كانت المناشدة بعدم تغليب مراكز القوى وأصحاب المصالح الضيقة على الظهير الشعبي وتحويل المشهد الداخلي إلى سعار على المادة من أجل البقاء.
عبارة الظهير الشعبي ومقابلها public support المقصودة بعيدة تماما عن سياسة مخاطبة المشاعر والمداهنة.
اصطفاف الناس وهو ركن أساسي لمواجهة المخاطر الخارجية، يتطلب ألا يكون ظهرهم محني و ألا يكونوا قد فقدوا الإنتماء جراء السياسات التي أنهكتهم وأشعرتهم أنهم بلا قيمة بعد تضحياتهم.
الأمن الخارجي و الاستقرار يبدأ من أسفل الهرم بالداخل وأقوى من أي هتافات