الشعور بالفراغ وإنعدام القيمة .. حالة نفسية يمر بها الإنسان في أوقات بعينها
الشعور بالفراغ وإنعدام القيمة .. حالة نفسية يمر بها الإنسان في أوقات بعينها الشعور بالفراغ أو انعدام القيمة هو حالة نفسية قد يمر بها الإنسان في فترات معينة من حياته، ومن المهم فهم هذا الشعور، ومحاولة التعامل معه بشكل صحيح وصحي تابع التقرير على أخبار مصر 24.
بقلم / زينب محمد شرف
وقد يكون نتيجة لفقدان الهدف أو المعنى في الحياة وهو شعور شائع يمكن أن يمر به أي شخص في مراحل مختلفة من حياته، وقد يكون مصحوبًا بالإحباط أو الحيرة، أو الحزن العميق، هذا الشعور لا يعني بالضرورة أنك ضائع، بل قد يكون إشارة إلى أنك في مرحلة إنتقالية أو أنك بحاجة لإعادة النظر فيما تعنيه الحياة بالنسبة لك.
الخوف لا يمنع الموت، بل يمنع الحياة – نجيب محفوظ
تأتى المشاعر السلبية نتيجة تغييرات حياتية كبيرة مثل فقدان وظيفة أو انفصال أو وفاة شخص عزيز، وربما يكون إرتكاب خطأ ما، وكل هذه الأسباب يمكن أن تؤدى إلى فقدان الحرية النفسية، وهذا أسوأ ما قد يصيب الإنسان أن يفقد شغفه، وأن يستيقظ كل يوم دون سبب، ودون رغبة، ودون حلم يقوده، لذلك من يملك سببًا يعيش من أجله، يمكنه تحمل أي شيء.
لماذا تشعر إنك غريب – وخارج السياق؟
الشعور بالغربة أمام العالم، وأمام نفسك هو شيء مر به كثير من الناس في لحظات معينة من حياتهم، قد يبدو أحيانًا وكأنك تراقب الحياة من خارجها، أو أنك لا تنتمي تمامًا إلى ما حولك، أو حتى إلى ذاتك، إنه شعور ثقيل، لكنه ليس بالضرورة دائمًا سلبي، أحيانًا يكون بداية لرحلة فهم أعمق للنفس، وربما هو أول الطريق إلى الحكمة، وأعظم أبواب القوة، فمن عرف نفسه سهل عليه أن يعرف ما يريده، وما يحتاج إليه، وكيف يتجاوز التحديات بثقه، وغالبًا أنت لست غريبًا لأنك لا تنتمي لأحد، بل في وقت ما كنت مختلفًا عن المحيط التي تعيش فيه، وهذا كافى لتكون خارج السياق.
الصراع الداخلي هو تلك المسافة بين المبادئ، والرغبات، وبين ما تؤمن به حقًا، وما تضعف أمامه:
الصراع الداخلي هو تلك الهوة بين ما نعرف أنه الصواب، وما نميل إليه ضعفًا أو رغبه، وهو بين ما نحمله من مبادئ، وما نمارسه أحيانًا في الخفاء أو عند اشتداد الضغوط.
وهذا الصراع قد يكون مؤلمًا، لكنه في ذات الوقت دليل على وجود ضمير حي، وأنك لا تزال في حالة من مراجعة، ومساءلة النفس، فالذين لا يشعرون بأي صراع هم غالبًا من غلبتهم الرغبات، وتنازلوا عن المبادئ، وأصبحت الخيانة بالنسبة لهم وجهة نظر، والظلم قوة، والحق ضعفاً.
ربما لا تستطيع التعبير عن كل شيء بداخلك، لكن الألم الذي لا تستطيع وصفه أعمق من الكلمات:
هناك جزء منك لم يتمكن من التعبير عن نفسه بحرية، كثيرًا ما نشعر أن هناك جزءًا منا مكبوتًا أو لم يتح له المجال ليظهر، سواء بسبب الخوف، أو الظروف، أو عدم وجود من يستمع، ويتفهم ما تشعر به، وفى هذه اللحظة جزء منك يتمنى أن يصرخ، لكن صمتك هو المكان الذي تجد فيه راحتك الآن.
انت لست متقلبًا، لكنك ممزق بين ما تريده، وما يجب أن يكون – تكلم مع من يستحق أن يعرفك:
عندما تشعر بهذه الازدواجية بين الرغبة في التعبير عن مشاعرك، والصمت الذي يمنحك الراحة، فهذا يعني أنك تمر بتجربة داخلية معقدة، وبما ان الطبيعي أن تجد صعوبة في التعامل مع المشاعر المكبوتة، وان الصمت لا يعني دائمًا السلام الداخلي، لذلك ابدأ من جديد لأن وراء كل ظلام شمس تنتظر أن تشرق، والحديث مع شخص مقرب منك نفسيًا يعطي روحك مساحة لتنفس، وليس من الضعف أن تبكي، بل من القوة أن تعرف متى تحتاج إلى الإفراج عمّا في قلبك، لذلك تعبيرك عن مشاعرك هو أول خطوة في طريق الشفاء.

غربة النفس وجع لا يراه أحد:
وفى النهاية لا تغفل عن أن أشدّ أنواع الغربة ليست غربة المكان، بل غربة الإحساس، وأن تكون في وطنك، وبين أهلك وتشعر أنك لا تنتمي إليهم، وأن تمر اللحظات وكأنك تراقب حياتك من بعيد، دون أن تكون جزءًا حقيقيًا منها، ومن هذا المنطلق أود أن أقول لك لا تمكث هنا كثيرًا، فالزمن لا ينتظرك عند الخروج.