كيف تؤمن وترضى بقضاء الله تعالى وقدره ..!؟ تأمل .. وفكر
كيف تؤمن وترضى بقضاء الله تعالى وقدره ..!؟ تأمل .. وفكر
كيف تؤمن وترضى بقضاء الله تعالى.. أذا كان العبد مؤمناً بالقدر وعنده فهم عن الله دفعوا ذلك إلى الشكر لعلمه علم اليقين أن كل ما عنده محض فضل من الله لو شاء الله أن يمنع عنه النعم فلن يستطيع حفظ نعمه واحده بكل ما أوتي من أسباب.
بقلم /إنچى علام
اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.. جمعت لنا كل خير.. ومنعت عنا كثيرًا من الشر.
حصول اليقين للعبد بأن الله تعالى مالك الملك يتصرف في ملكه بأمره وبعلمه كما يشاء لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض ، فلو اعطى الأولين والأخرين ما نقص ذلك في ملكه شيئا وإذا منع الأولين و الآخرين ما زاد ذلك في ملكه شيئا فقد يقول قائلا : إذا كان الأمر كذلك إذا لماذا حرمني الأولاد ويقول الثاني لماذا ابتلاني بالفقر والمرض ويقول ثالث لماذا سلط علي اعدائه كما يحدث لكثير من المسلمين في شتى بقاع الارض لماذا فعل بي كذا وكذا ، فقد يقف العبد حيران لا يكاد يجد إجابه عن مثل هذه التساؤلات وذلك لأنه لم يعرف الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته.

الله تبارك وتعالى حكيم عليم خبير حكيم : يضع الشيء في محله الذي لا يصلح أن يكون في غيره ،عليم :يعلم السري واخفى ، خبير :بحال عبده وما يحتاج اليه ، يعلم ما يصلحه وما يفسده فالعبد الذي ابتلى بالفقر لابد أن يعلم أن الفقر هو دواؤه ولو اعطاها الله المال ربما كان ذلك سببا في فساده فالمريض الذي لا يرجى برؤه ربما كان في حال مرضه في قرب من الله تعالى لأن المريض منكسر ذليل ملتجأ الى ربه وربما أورثه هذا الذل والانكسار درجة في الجنه لا يصل اليها بعمل فيكون المرض خيرا له من العافيه ، وهكذا ينبغي للعاقل أن ينظر الى الابتلاء من هذا الوجه فيحصل له من الإيمان والرضا بالقدر ما لا يحصل لغيره.
قد تظهر للعبد الحكمه من الابتلاء وقد لا تظهر فصاحب البصيره يستسلم استسلاماً كاملاً لقدر الله لعلمه علم اليقين الذي لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى أفعاله كلها كمال ليس فيها نقص بأي وجه من الوجوه وذلك لأن أفعاله صادره عن صفاته ، وصفاته كلها كمان فكذلك أفعاله
…. فتأمل هذا المعنى جيدا ولا تكن من الغافلين.
فإن قيل : فكيف يجتمع الرضا بالقضاء بالمصائب مع شده الكراهه والنفره منها؟؟
وكيف يكلف العبد أن يرضى بما هو مؤلم له ، والألم يقتضي الكراهه والبغض المضاد للرضا واجتماع الضدين محال؟
الشيء قد يكون محبوباً مرضياً من جهه ومكروهاً من جهه أخرى كشرب الدواء النافع الكريه ، فإن المريض يرضى به مع شده كراهته له، وكصوم اليوم الشديد الحر ، فإن الصائم يرضى به مع شده كراهته له ،و كالجهاد للأعداء قال تعالى ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
فالمجاهد المخلص يعلم أن القتال خير له فرضى به ، وهو يكرهه لما فيه من التعريض للإتلاف النفس والمها ومفارقه المحبوب ، ومتى قوى الرضا بالشيء وتمكن انقلبت كراهته محبه وإن لم يخل من الألم ، فالألم بالشيء لا ينافي الرضا به ، وكراهته من وجه لاينافي محبته وإرادته والرضا به من وجه اخر.
اعلم أن الإيمان بقدر الله والرضا بقضاؤه من أسباب شفاء القلب فضلاً عن ما يحصل للعبد من السعاده في معاشه ومعاده ،ارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس.