لغز فشل فيلم «فأر بـ 7 أرواح» في موسم العيد …ومغادرتة السينما وسط صدمة لأبطالة
لغز فشل فيلم «فأر بـ 7 أرواح» في موسم العيد ...ومغادرتة السينما وسط صدمة لأبطالة
لغز فشل فيلم «فأر بـ 7 أرواح» في موسم العيد …ومغادرتة السينما وسط صدمة لأبطالة
في عالم السينما، الأرقام لا تكذب، والجمهور هو الحكم الأول والأخير. ومع بداية موسم عيد الفطر السينمائي لعام 2025، كان عشاق الكوميديا ينتظرون أن يحمل فيلم «فأر بـ 7 أرواح» مفاجأة الموسم، خاصة مع قائمة الأسماء الكوميدية الثقيلة التي يضمها العمل، إلا أن الواقع جاء معاكسًا تمامًا للتوقعات؛ حيث تراجع الفيلم بشكل ملحوظ في سباق الإيرادات، وبات مهدداً بالإقصاء من دور العرض خلال أيام قليلة.
كتب: هاني سليم
بداية متعثرة… والأرقام لا تبشر بالخير
فيلم «فأر بـ 7 أرواح» انطلق عرضه يوم 31 مارس 2025 بالتزامن مع بداية موسم عيد الفطر، وهو توقيت عادةً ما يشهد ازدحامًا جماهيريًا وتنافسًا شرسًا بين الأفلام على شباك التذاكر، خاصة أن إجازة العيد دائمًا ما تُمثل الفرصة الذهبية لصناع السينما لتحقيق أعلى الإيرادات.
لكن المفاجأة الصادمة جاءت مع الأرقام التي سجّلها الفيلم خلال أول أسبوعين من طرحه، والتي جاءت أقل بكثير مما توقعه صناع العمل أو حتى النقاد. ففي أحد الأيام الأخيرة، لم يتمكن الفيلم سوى من بيع 53 تذكرة فقط على مستوى جميع السينمات في مصر، ليجمع إيرادات هزيلة لم تتجاوز حاجز 5000 جنيه، وهو رقم يضع الفيلم في ذيل القائمة مقارنة بباقي الأفلام المنافسة في موسم العيد.
هذا الأداء الضعيف جعل الحديث عن احتمالية سحب الفيلم من قاعات العرض مسألة وقت، خاصة مع استمرار عروض أفلام أخرى تستقطب الجمهور وتحقق أرباحًا ضخمة، ما يدفع أصحاب دور العرض لإعادة ترتيب قوائم العروض وإفساح المجال للأعمال الأعلى طلبًا.

طاقم تمثيلي كبير… ولكن!
ما يزيد من حدة التساؤلات حول فشل «فأر بـ 7 أرواح» في جذب الجمهور، هو الكم الكبير من النجوم الذين يشاركون فيه، والذين يتمتعون بشعبية واسعة لدى عشاق الكوميديا. يضم الفيلم نخبة متنوعة من الممثلين الكوميديين وأصحاب الحضور اللافت، منهم: محمد لطفي، سليمان عيد، محمد رضوان، أحمد فتحي، ندا موسى، مصطفى عنبة، فرح الزاهد، ويزو، لينا صوفيا، علاء مرسي، محمود حافظ، دينا محسن، إبراهيم السمان، إدوارد، ليلى عز العرب، مصطفى الدمرداش، ومحمد الصاوي.
ورغم هذا الحشد من الأسماء المألوفة لدى الجمهور، يبدو أن الفيلم لم يتمكن من تحقيق المعادلة المطلوبة بين الأداء الكوميدي وجودة السيناريو وجاذبية الحبكة، مما أدى لضعف الحماس الجماهيري وعدم تحقق الانتشار المتوقع.

قصة طريفة لم تترجم إلى نجاح تجاري
تدور أحداث «فأر بـ 7 أرواح» في إطار كوميدي ساخر حول سبعة أشخاص لا تجمعهم أي صلة، كل منهم يعيش حياته الخاصة بأحلامه وهمومه المختلفة، قبل أن تجمعهم المصادفة في مأزق غريب عندما يجدون أنفسهم متورطين مع جثة مجهولة تظهر وتختفي فجأة وتتنقل بينهم بطريقة ساخرة، تضعهم في مواقف عبثية ومتلاحقة تدفعهم لمحاولات مضحكة وفاشلة للتخلص منها.
ورغم أن الفكرة تحمل عناصر الإثارة والكوميديا السوداء، إلا أن التنفيذ على الشاشة — بحسب آراء عدد من النقاد — افتقد إلى النضج الدرامي والإيقاع المناسب، وهو ما انعكس سلباً على التجربة السينمائية ككل، وقلل من جاذبيتها للمشاهد.
منافسة قوية… والسوق لا يرحم
ما زاد من صعوبة موقف الفيلم، هو عرضه وسط موسم مزدحم بأفلام تميزت بميزانيات إنتاج ضخمة ونجوم شباك معروفين، بالإضافة إلى حملات تسويق مكثفة جعلت هذه الأفلام تحصد نصيب الأسد من جمهور العيد، وتحقق أرقامًا قياسية في شباك التذاكر، وهو ما وضع «فأر بـ 7 أرواح» في منافسة خاسرة منذ اليوم الأول.
كذلك يرى بعض النقاد أن الفيلم وقع ضحية لتوقيت غير موفق في الطرح، حيث بات واضحًا أن الجمهور يميل حالياً نحو الأعمال التي تجمع بين الكوميديا والحبكة الاجتماعية المؤثرة، أو الأفلام ذات الطابع الأكشن والتشويق، وهو ما افتقده «فأر بـ 7 أرواح» على الرغم من جرعة الكوميديا الثقيلة التي حاول صناعه تقديمها.

التسويق المحدود… ضربة أخرى للفيلم
واحدة من الملاحظات التي رافقت رحلة الفيلم منذ بداية الإعلان عنه، كانت قلة ظهوره في الحملات الترويجية والإعلانية، سواء عبر وسائل الإعلام أو عبر المنصات الرقمية والسوشيال ميديا. فبينما كانت الأفلام المنافسة تعتمد على خطط تسويق مدروسة ومكثفة، ظهر فيلم «فأر بـ 7 أرواح» بشكل باهت إعلامياً، مما أسهم في تراجع مستوى الحماس حوله قبل حتى نزوله لدور العرض.
والواقع أن صناعة السينما اليوم لم تعد تكتفي بنجوم كبار أو فكرة مبتكرة فقط، بل تعتمد بشكل رئيسي على تسويق احترافي يحفّز الجمهور على مشاهدة العمل، حتى لو كانت عناصره الفنية متوسطة أو محدودة.
مصير مجهول ينتظر الفيلم
اليوم يقف «فأر بـ 7 أرواح» على حافة النهاية في شباك التذاكر، حيث يُتوقع أن تبدأ بعض السينمات في تقليص عدد عروضه خلال الأيام المقبلة، لإفساح المجال لأفلام أخرى تحقق مردوداً مالياً أكبر.
وقد يمثل هذا السقوط فرصة لصناع الفيلم لإعادة التفكير في نوعية الأعمال الكوميدية التي يتم تقديمها، والتأكيد على أن المعادلة الناجحة لم تعد تعتمد فقط على عدد النجوم أو حبكة خفيفة، بل باتت ترتكز أكثر على الجودة والإبداع والارتباط الوجداني مع ذوق المشاهد العصري.
في النهاية، تبقى السينما مرآة ذوق الجمهور، والمنافسة في موسم مزدحم مثل عيد الفطر، لا تعترف سوى بالأعمال القادرة على خطف أنظار المشاهدين وإثبات وجودها وسط زخم العروض.