استثمار التكنولوجيا في إعادة بناء الإنسان ومواجهة التطرف الفكري
استثمار التكنولوجيا في إعادة بناء الإنسان ومواجهة التطرف الفكري
إعادة بناء الإنسان ..نظّمت منطقة وعظ الأزهر الشريف بالقاهرة، اليوم الثلاثاء الموافق 26 نوفمبر 2024، ندوة تثقيفية بعنوان “استثمار التكنولوجيا في إعادة بناء الإنسان ومواجهة التطرف الفكري”. جاءت هذه الندوة ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتدعمها مؤسسة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
محاور الندوة وأهدافها
افتتح فضيلة الشيخ شريف أبو حطب، مدير عام منطقة وعظ القاهرة، الندوة مؤكدًا أهمية مواجهة الفكر المتطرف من خلال التمسك بصحيح الدين. أشار الشيخ أبو حطب إلى ضرورة فهم النصوص الدينية بشكل صحيح بعيدًا عن الإفراط أو التفريط، واستعرض جهود مجمع البحوث الإسلامية في إصدار كتب ومراجع لتفنيد الخطاب المتطرف.
وبحضور القس فايز نادي ميخائيل، عضو بيت العائلة المصرية، وهويدا الكاشف، مدير عام المجلس القومي للسكان بالقاهرة، والدكتورة ولاء محفوظ، مدير إدارة تنمية الأسرة بمديرية الشئون الصحية بالقاهرة، و هويدا عبد الرحيم مسئول الإعلام بمديرية الشئون الصحيةبالقاهرة، والدكتورة علا فاروق، ممثلة لإدارة الطب البيطري بشرق مدينة نصر، ودكتورة منى عبد المعطي، ممثلة للمنطقة الطبية بشرق مدينة نصر، والمستشار أحمد علي غانم، مستشار التعليم العربي والإسلامي لدولة جامبيا، والمستشارة حنان سلام، والأستاذة شيماء عبد القادر، ممثلة لمركز رصد لدراسة المشكلات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة حلوان، وهدى محمد رشاد، مدير تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان بإدارة الوايلي التعليمية، والدكتورة غادة الجنادي، مدير تكافؤ الفرص وحقوق الإنسان بإدارة مصر القديمة التعليمية، والأستاذة منال أحمد عويس، مدير مدرسة الأبطال الرسمية للغات، والإعلامي رامي توفيق، ممثلا لقناة النيل الثقافية، والصحفي لطفي عطية، محرر بجريدة صوت الأزهر، والأستاذ يوسف جلال، مدير العلاقات العامة والإعلام برئاسة حي المرج.
التكنولوجيا ومحو الأمية الرقمية
تحدثت الدكتورة هبة فاروق، رئيسة جامعة 6 أكتوبر للتكنولوجيا، عن أهمية محو الأمية التكنولوجية في عصرنا الحالي، مشيرة إلى دورها في تمكين الأفراد من مواجهة الأفكار المتطرفة المنتشرة عبر الإنترنت. أوضحت أن التفكير النقدي والتحقق من المعلومات باتا مهارتين ضروريتين لتعزيز الوعي ومواجهة الشائعات والأخبار الزائفة.
وأضافت الدكتورة هبة فاروق، أن أهمية محو الأمية التكنولوجية في مواجهة التطرف الفكري تتمثل في تمكين الأفراد وتزويدهم بالمهارات التكنولوجية اللازمة للوصول إلى المعلومات من مصادر موثوقة، وتقييمها بشكل نقدي، وهذا الأمر يجعلهم أقل عرضة للتأثر بالأفكار المتطرفة التي تنتشر عبر الإنترنت، كما أن المهارات التكنولوجية تساعد الأفراد في المشاركة الفعالة في المجتمع، والتعبير عن آرائهم بحرية وبالتالى بناء علاقات اجتماعية إيجابية، كل ذلك يساهم في تقوية النسيج الاجتماعي، ويضعف من جاذبية الأفكار المتطرفة، كما يسهم محو الأمية التكنولوجية في مكافحة الشائعات والأخبار الزائفة، إذ يعد التفكير النقدى والتحقق من المعلومات من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها الأفراد في عصر المعلومات، فهذه المهارات تساعدهم في تمييز الأخبار الحقيقية عن الشائعات والأخبار الزائفة التي ينشرها المتطرفون.
تحديات فكرية غير مسبوقة
وأشار “أبو حطب”، إلى أن مجمع البحوث الإسلامية أصدر العديد من الكتب والمراجع الفكرية التي تُفند الخطاب المتطرف، وتناقش أسس الفكر الوسطي بشكل منهجي، وقد تضمنت هذه الإصدارات تحليلات دقيقة للعقائد التي تستند إليها الجماعات المتطرفة، لتوضيح زيفها والتأكيد على القيم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى السلم والتعايش، مع التركيز في عدد من إصداراته على مواجهة التطرف اللاديني، من خلال التوعية بمخاطر الإلحاد وتراجع القيم المجتمعية، وشملت هذه الإصدارات دراسات اجتماعية ونفسية تبرز أهمية إعادة بناء منظومة القيم والأخلاق، إلى جانب دعم الشباب بالردود العلمية والشرعية على التساؤلات المتعلقة بوجود الله ومعاني الحياة.
أكد الفنان عمرو رمزي أن التقدم التكنولوجي ساهم في انتشار الأفكار الضارة بشكل واسع، مما يستدعي وعيًا كافيًا للتصدي لهذه التحديات. وأضاف الصحفي خالد أبو المجد أن التكنولوجيا يجب أن تُوظَّف لتعزيز الهوية الوطنية ونشر القيم الإيجابية، مشددًا على أهمية المبادرات التي تستهدف بناء الإنسان المصري.
التكنولوجيا: فوائد ومخاطر
تحدث الكاتب الصحفي محمد أبو المجد عن الأثر المزدوج للتكنولوجيا، حيث ساهمت في تسهيل التواصل بين البشر لكنها أدت أيضًا إلى آثار سلبية مثل إهمال القراءة وتأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال. دعا أبو المجد إلى استخدام التكنولوجيا بحكمة لتجنب هذه المخاطر والاستفادة القصوى من فوائدها.
فقرات فنية مميزة
أثرت المنشدة الزهراء لايق حلمي الحضور بأداء إبداعي متميز في مدح النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مما لاقى استحسانًا وتفاعلًا كبيرًا. كما افتتح الدكتور فتحي السيد الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. في نهاية اللقاء، أعلن الشيخ أحمد أبو العزم عن إنجازات منطقة وعظ القاهرة لشهر نوفمبر، وجرى تكريم بعض العاملين المميزين.
جاءت الندوة كخطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع لتطوير الإنسان المصري. أكدت المناقشات أهمية الاستفادة من التكنولوجيا كأداة لبناء مجتمع متماسك يواجه التطرف الفكري ويعزز القيم الإنسانية.
اقرأ أيضاتعاون بين مياه الشرب بالجيزة ووعظ الأزهر الشريف لنشر رسالة الوعي المائي