أزمة السكر .. كواليس تظهر لأول مرة من داخل الأسواق
أزمة السكر .. كواليس تظهر لأول مرة من داخل الأسواق
بقلم دكتور/ابرام سامي
كانت القاعدة المنظمه لأي سعر مرتبط بفكرة العرض والطلب ؛ فكلما زاد العرض قل الطلب ؛ ومن ثم قل الثمن، والعكس صحيح. إلا أن جاءت أزمة السكر وكشفت الحقائق المرتبطة بزيادة الأسعار.
الحقيقة الأولي
بينت بشكل واضح لا يدع مجال للشك أن ارتفاع الأسعار الجنوني لا علاقة له بمنظومه العرض والطلب؛ فقد سرت خلال الاونه الاخيره فى الأسواق بعض المعلومات الخاصة بشح كمية السكر في الأسواق.
وبالتالي فقد نشأت أزمة السكر المفتعله حاليا حتي أرتفع سعر كيلو السكر لأرقام جنونيه وتباينت أسعاره من منطقة لأخري والأمر بين أن التسعير يرجع لهوي التجار.
الحقيقة الثانيه
أن كل تاجر له الحريه في تسعير السكر حسب رؤيته وحده حتي بعد أن نزلت للأسواق كميات كبيره جدا وصلت لمئات الأطنان وتكفي لحاجة الناس لفترة تجاوز ال ٦ أشهر علي الأقل ومع ذلك بعض المناطق ما زال سعر كيلو السكر يجاوز ال ٦٠ جنيها علي الأقل؛ وهو رقم مغال فيه بشكل غير مقبول، لا سيما أن وزارة التموين عرضت سعر الكيلو ب ٢٧ جنيها.
بل أنها هددت إن لم تنضبط الأسواق سوف تقوم بتطبيق ” التسعيرة الجبرية” الأمر الأخر المحير ؛ هو أسعار السجائر ، فالأسواق الرسميه لأحد الأنواع علي سبيل المثال ٤٠ جنيها ويتم بيعه ب ٨٠ جنيها .
أي أن الفرق في السعر يصل ل ١٠٠% وبكل تأكيد هو مكسب ضخم جدا فذروة رأس المال لكي تكسب هذا المبلغ قد تستمر لمدة تقترب من العام إلا مع السجائر فدورة رأس المال تقدر بيوم.
ما يحدث في سوق السكر والسجائر كفيل بتبيان ما وصلنا إليه من حفنة من التجار تتحكم بالأسواق دون رقيب يحسم الأمر ليعيدها إلي نصابها الصحيح.
ودون شك المسؤوليه تقع علي الحكومة فهي التي تملك السلطة وكذلك أليات وادوات الضبط والمحاسبة؛ ودون تفعيلها سيستمر الحال هكذا حتي تنهش في المواطنين.
أضف الي ذلك سوق السيارات :
– حيث السعر الرسمي لأي سيارة يصل مثلا إلي مليون جنيه يتم بيعها بأزيد من سعرها المعلن ب ٤٠% زيادة تحت مسمى
( اوفر برايس _ over price) وكأن وضع الاوفر برايس سليم ومقبول يجب التعامل معه والأخذ به.
كلها أوضاع غريبه ومريبه ولا يوجد من الحكومه من يحاسب هؤلاء الشرذمة المستغله حيث يوما بعد يوم يزداد سوءا .
حتي وصلت العدوي لكل الأسواق تقريبا ؛ الخضروات والفاكهة وغيرها من السلع اليوميه التي يتعامل عليها الناس.
ولا يخفى علي كثير من الناس أن مبدأ الاستغناء الذى فرض عليهم لم يعد مقبولا خاصة أن البديل هو ” الصيام !! ” .
وأخيرا قد بات الوضع حرجا يتطلب تدخلا فوريا لضبط الإيقاع حفاظا على الأمن الاجتماعي فالناس تئن وأنينهم علي حق ويسهل معالجة اوجاعهم بقليل من الضبط والربط …
فمتي يحدث؟ وكيف يحدث؟ وماذا ننتظر ؟