روحانيات الحج والطريق إلي مكه ….!!
روحانيات الحج والطريق إلي مكه ….!!
بقلم/إيمان سامى عباس
نعيش هذه الأيام .. روحانيات الحج .. وما اجملها .. انها رحلة العمر .. تصوروا فى ازمنة سابقة .. كانت هذه الرحلة تستغرق عاما كاملا .. اما على ظهر الجمال .. او سيرا على الاقدام .. من أماكن بعيدة الى مكه المكرمه .. والاكثر من ذلك انها كانت تعنى للكثيرين رحلة بلا عودة .. والاعظم من كل ذلك .. ان يكون من بين هؤلاء رجل كفيف .. تتولى زوجته رعايته بالكامل طوال الرحلة والإقامة فى مكه ..
متعه الرحله !!
ومهما كانت عقبات هذه الرحلة ومشقتها .. فإن القلوب متعطشة الى مكه .. الى الكعبة .. الى بيت الله الحرام .. وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. تشع وجوههم سعادة واطمئنانا .. بعضهم يرتدى ملابس الإحرام .. والبعض الآخر يحرم لحظة وصوله ميقات الإحرام .. ما أجمل واعظم هذا الإشراق .. لكل من يقترب من بيت الله الحرام .. وقد تلألأت اجسادهم ببياض مبهر .. والعجيب ان من ذاق حلاوة هذه الرحلة مرة .. يعيش باقى عمره .. يحلم فى تكرارها .. انظر إلى الحجاج.. وهذا التشابه بينهم ..
فلا يتميز احد عن الآخر .. كلهم يرتدون ثوبا واحدا .. لا فرق بينهم جميعا .. ولو بمجرد الخياطة فيما يرتدونه .. وهذه الملابس لا ترمز الى تساوى البشر امام الله فقط .. انما ترمز ايضا الى يوم القيامة .. كمن قام من الموت وما يزال يرتدى كفنه .. والكثير من هؤلاء الحجاج يحتفظون بملابس احرامهم كأكفان لهم .. وهذه التلبية التى يرددها جميع الحجاج .. منذ اكثر من ١٤٤٤ سنة .. كما هى .. والمذهل ان هذا الدعاء يعيش فى وجدان الحجاج طوال ايام الحج .. حتى يوم عيد الأضحى .. ما هذه الرهبة او الرعشة .. التى تجتاح الحاج عند رؤيته للكعبة .. التى يتجه اليها اكثر من مليار مسلم خمسة مرات يوميا .. ومن عجائب آيات الحج .. انك تجد بجوارك وانت تطوف حول الكعبة .. رجل يطوف معك على عكازين .. يحيطه بعض الحجاج بالعناية والحذر حتى لا يقع .. والجميع يحرص على الاغتراف من ماء زمزم .. حيث الشعور بالانتعاش .. والاكثر من ذلك .. حمل ٢٠ لترا منه الى موطن كل حاج .. ليرتشف منه الاهل والأصدقاء .. وكأنه يمثل الذهب فى قيمته .. هكذا الحج .. وروحانيات الحج التى لا تنتهى .. ولكنها لابد أن تكون مقارنة بالقرآن الكريم .. تصوروا فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى .. كتب كتاب كامل .. من ١٢٤ صفحة عن ” آية الكرسى ” .. آية واحدة فى القرآن .. جمعت كل صفات الكمال والوحدانية لله عز وجل .. انها آية تهز قلوب المؤمنين .. من يتأملها يجد بها كل معانى الخوف والرجاء فى الله سبحانه .. كتاب الشيخ الشعراوى .. رحلة إيمانية فى معانى هذه الآية .. وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سورة البقرة فيها آية .. لا تقرأ فى بيت فيه شيطان .. إلا خرج منه .. ” آية الكرسي ” .. وعن أبى امامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ آية الكرسي فى آخر كل صلاة مكتوبة .. لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت .. يقول الشيخ الشعراوى .. ان هذه الآية .. جمعت واحدا وعشرين اسما من أسماء الله .. وهى من ضمن الأسماء التى اذن الحق سبحانه وتعالى لنا ان نعلمها .. وان الله سبحانه .. قد يعلم بعضا من خلقه اسماء له .. ويحتفظ لنفسه بأسماء سنعرفها يوم القيامة .. حين نلقاه سبحانه
وهكذا يفسر ويشرح لنا الشيخ الشعراوى ” آية الكرسي ” .. فى كتاب !! تعمدت ان أتوقف قليلا امام آية من القرآن الكريم .. ونحن نتحدث عن الحج .. فالقرآن هو مرشدنا .. وهو قائدنا .. ولو اتبعناه مع سنة رسول الحق صلى الله عليه وسلم لن نضل ابدا .. كما قال عليه الصلاة والسلام .. اعود الى الرحلة الى مكه .. وكيف يظل المسلم يجمع المال من اجل هذه الرحلة .. وقد يحرم نفسه من اشياء كثيره .. ويبيع اعز ممتلكاته للذهاب إلى مكه .. والطواف بالكعبة .. وصعود جبل عرفات .. والعجيب انه كان للكعبة قدسية عند العرب قبل الإسلام .. وقد كساها قبل الإسلام سيدنا إبراهيم عليه السلام طبقا للمصادر التاريخية .. وبعض المصادر الأخرى تقول ان اول من كساها هو تبع أبى كرب اسعد سنة ٢٢٠ قبل الهجرة .. وفى زمن قصى بن كلاب .. الذى فرض على قبائل قريش كسوتها سنويا .. حتى جاء ربيعة بن المغيرة المخزومي وكان من الأثرياء وقال لقريش : انا اكسو الكعبة وحدى عاما .. وانتم عاما .. ووافقت قريش .. وظلت هكذا .. حتى فتح مكه .. فكساها رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر الصديق .. بالثياب اليمنية .. ثم كساها عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان .. بالقماش المصرى ( القباطى ) الذى كان يصنع فى مدينة الفيوم .. ثم تأسست دار كسوة الكعبة بحى الخرنفش بالقاهرة عام ١٢٣٣ .. واستمرت مصر فى صناعتها حتى عام ١٩٦٢ .. ثم تولت السعودية صناعتها .. حتى اليوم .. وعثمان بن عفان هو أول من كساها كسوتين فى العام ..
يوم التروية..!!
وفى اليوم السابع والعشرين من رمضان .. ان الحج محفور فى وجدان كل مسلم .. على انه رحلة إلى الله سبحانه وتعالى .. اللهم تقبل من هؤلاء الحجاج واجعلها حجة مبرورة .. واكتبها لكل مشتاق .. يارب