6 ٲكتوبر ..معركة الكرامة من أول رصاصة إلى آخر شهيد
نصر 6 أكتوبر 1973 يمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من تحقيق انتصارات ملحوظة في سيناء هذا اليوم ليس مجرد ذكرى عسكرية، بل هو رمز للفخر والكرامة، ويجسد إرادة الشعب المصري في استعادة أراضيه وحماية سيادته.
بقلم : شروق راضي
نصر 6 أكتوبر بدأ بخطة مدروسة لضرب مواقع العدو، حيث عبرت القوات المصرية قناة السويس وتقدمت في سيناء القادة العسكريون مثل المشير أحمد إسماعيل والجنرال سعد الدين الشاذلي لعبوا أدواراً حيوية هذا الانتصار أعاد الأمل للأمة العربية وفتح الطريق لمفاوضات السلام في السنوات اللاحقة.
خلال المعركة، استخدمت القوات المصرية استراتيجيات متطورة، مثل عنصر المفاجأة والعمليات المشتركة بين القوات الجوية والبرية المعركة استمرت حتى 25 أكتوبر، وأسفرت عن تحرير جزء كبير من سيناء النتائج كانت مهمة، حيث عززت مكانة مصر في الساحة العربية والدولية وأدت إلى اتفاقيات سلام لاحقة مثل كامب ديفيد.
«سنستعرض في السطور التالية أبرز الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر».
أول شهيد في حرب أكتوبر
أول شهيد مصري فى حرب أكتوبر، وفقاً لإشارات الإبلاغ من الوحدات الفرعية وسجلات القتال لقادة الوحدات المتقدمة، هو الرقيب محمد حسين محمود سعد.
ولد في عام 1946، حيث درس في معهد قويسنا الديني وبعد تخرجه، وتم تعيينه باحثاً اجتماعياً في وحدة طوخ بمحافظة القليوبية.
التحق الشهيد بالقوات المسلحة عام 1968 كجندي استطلاع في السنوات التي سبقت حرب أكتوبر وعندما جاء وقت العبور، كان ضمن تشكيلات الجيش الثالث التي انتقلت إلى سيناء، حيث استشهد في يوم العبور ذاته، 6 أكتوبر 1973.
الرائد الطيار الشهيد عاطف السادات
الرائد الطيار الشهيد عاطف السادات هو أحد أبطال مصر في حرب 1973، ويعتبر من أبرز شهداء أكتوبر لم يكن معروفاً فقط لأنه الشقيق الأصغر للرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل أيضاً لتفوقه وكفاءته الملحوظة وبسالته في المشاركة في الضربة الجوية.
في يوم 6 أكتوبر، طلب عاطف السادات من قائد تشكيله،” الشهيد زكريا كمال”، المشاركة في الضربة الأولى بدلاً من الانتظار لضربة ثانية كانت القوات الجوية تستعد لها.
تلبية لإلحاحه، استجاب قائده وشاركا معًا في مهمة شجاعة انتهت باستشهادهما معاً، بعد تنفيذ عملية قصف قوات العدو في منطقة “أم مرجم”، ثم استهداف الطائرات الإسرائيلية المتمركزة في “المليز”.
عندما تم تنظيم الاحتفال لتكريم أبطال أكتوبر في مجلس الشعب، تسلم الرئيس أنور السادات وسام نجمة سيناء تقديراً لاسم شقيقه البطل، وقام وزير الحربية أحمد إسماعيل علي بتسليم الوسام.
الشهيد المهندس أحمد حمدي
في يوم استشهاده، تم اختياره ليكون عيدًا للمهندسين كما أطلق الرئيس الراحل أنور السادات اسمه على أهم نفق يربط سيناء ببقية المحافظات حصل على وسام نجمة سيناء من الدرجة الأولى، وتم تسمية إحدى دفعات الكلية الحربية باسمه تقديراً لشجاعته البالغة في ميادين القتال، بدءًا من العدوان الثلاثي على مصر وانتهاءً بيوم استشهاده في 14 أكتوبر 1973.
الشهيد إبراهيم الرفاعي
قصة هذا البطل تحتاج إلى مجلدات، ليست فقط عن دوره في حرب أكتوبر التي كانت خاتمة مشرفة لمسيرته كمناضل وفدائي، بل أيضاً منذ اللحظة التي ظهر فيها اسمه خلال حرب اليمن، حيث تنبأ له قادته بمستقبل مشرق في المجال العسكري ولما لا، وقد ورث الشهيد من جده تقاليد العسكرية وإرادة التضحية من أجل الوطن.
استشهد إبراهيم الرفاعي في 19 أكتوبر 1973، أثناء إحدى المعارك الشرسة، تاركًا خلفه إرثاً من الشجاعة والتضحية استشهاده أصبح رمزاً للبطولة والفداء، وخلد اسمه في سجلات التاريخ كأحد أبرز الأبطال العرب الذين ضحوا من أجل أوطانهم.
الشهيد طيار إسماعيل إمام
إسماعيل إمام هو أحد الأبطال البارزين من مصر، ويعتبر من أبرز الطيارين الذين أسقطوا طائرات إسرائيلية ولد في 3 سبتمبر 1946 في قسم ثاني فاقوس بمحافظة الشرقية التحق بالكلية الجوية عام 1976، وانضم إلى السرب رقم 44 التابع للواء الجوي 104 لمقاتلات الدفاع الجوي، الذي كان متمركزًا في قاعدة المنصورة الجوية.
شارك إسماعيل إمام مع زملائه في الضربة الجوية المفاجئة التي استهدفت أهداف العدو في سيناء، حيث شملت الهجوم ثلاثة مطارات، وقاعدة جوية، وعشرة مواقع لصواريخ هوك، بالإضافة إلى ثلاثة مراكز للقيادة والسيطرة والإعاقة الإلكترونية كما استهدفت العملية أيضاً بعض محطات الرادار وثلاثة مناطق للشؤون الإدارية، فضلاً عن حصون بارليف شرق بورفؤاد.
في 17 أكتوبر، تلقى إسماعيل إمام أوامر من قيادته للاشتباك مع طائرتين من نوع ميراج معاديتين. أقلع من قاعدته الجوية ودخل في معركة مع طائرات العدو، حيث أسقط واحدة منها في البداية ظل يناور مع الطائرات المتبقية حتى نفد وقود طائرته أبلغ أقرب مطار له، وهو مطار أنشاص، وطلب الإذن بالهبوط ولكن يبدو أن هناك عطلًا فنيًا في نظام الاتصالات اللاسلكية بالمطار، مما أدى إلى عدم علم الدفاع الجوي بهبوطه نتيجة لذلك، أطلقت إحدى كتائب الدفاع الجوي صاروخًا أصاب طائرته وعندما حاول القفز بالمظلة، لم تفتح الكابينة، مما أدى إلى ارتطام رأسه بسقفها ونتج عن ذلك وفاته.
شهداء نصر 6 أكتوبر 1973 أبطال لا ينسون
شهداء 6 أكتوبر 1973 هم رمز الشجاعة والتضحية في تاريخ مصر في يوم العبور، عندما قامت القوات المسلحة المصرية بعبور قناة السويس، سطر هؤلاء الأبطال صفحات جديدة في تاريخ الكفاح العربي من أجل استعادة الأراضي المحتلة.
التضحيات والشجاعة
شارك في المعركة آلاف الجنود، الذين واجهوا تحديات وصعوبات جسيمة لقد كانوا مدفوعين بحب الوطن ورغبة قوية في استعادة السيادة على سيناء هؤلاء الجنود لم يترددوا في مواجهة العدو، مما أدى إلى فقدان العديد منهم أرواحهم الأسماء التي ستظل محفورة في ذاكرة الأمة، من ضباط وصف ضباط وجنود، كل منهم قدم أعز ما يملك في سبيل الوطن.
الأثر العميق
تعتبر تضحيات شهداء أكتوبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية لقد أظهروا قوة الإرادة وعزيمة الشعب في مواجهة الصعاب، وألهموا الأجيال القادمة للتمسك بمبادئ العزة والكرامة الشهداء لم يكونوا مجرد أفراد، بل كانوا جزءًا من نسيج المجتمع المصري الذي يجمع بين جميع فئاته.
تكريم الشهداء
تزال مصر تكرم شهداء 6 أكتوبر من خلال إقامة احتفالات رسمية ومراسم سنوية، تعبيرًا عن الوفاء لتضحياتهم تزرع أسماءهم في قلوب المصريين وتخلد ذكراهم في العديد من المعالم الوطنية.
تعززت الروح الوطنية، وأصبح 6 أكتوبر رمزًا للفخر والتضحية، حيث سطر الجنود قصصاً من البطولة والشجاعة تذكرنا هذه الحرب بأهمية التضامن العربي والإرادة القوية في سبيل تحقيق العدالة والسلام وبفضل تضحيات الأبطال، يبقى نصر 6 أكتوبر خالدًا في ذاكرة الأجيال، تجسيدًا لطموحات الشعوب في الحرية والتحرر.