خلال منتدى القاهرة الثانى ..خبراء يرسمون ملامح «أفريقيا التي ننشدها» نحو الرخاء والتكامل
خلال منتدى القاهرة الثانى ..خبراء يرسمون ملامح «أفريقيا التي ننشدها» نحو الرخاء والتكامل
✍️ بقلم: طه المكاوي
في إطار فعاليات اليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني (Cairo Forum 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، انعقدت جلسة محورية بعنوان “كيف نصل إلى أفريقيا التي ننشدها؟”، ركّزت على مناقشة سبل تحقيق نهضة تنموية شاملة في القارة الإفريقية، وصياغة رؤية مشتركة للمستقبل تقوم على التكامل الاقتصادي والاستثمار في الإنسان والموارد.
أدار الجلسة محمد قاسم، الأمين العام للمركز المصري للدراسات الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة شركة وورلد تريدنج، مع نخبة من القيادات الأفريقية الاقتصادية والتنموية. وقد أجمع المتحدثون على أن القارة تقف عند لحظة تاريخية فارقة، تتشابك فيها التغيرات الجيوسياسية والتحولات الاقتصادية العالمية، ما يفرض على أفريقيا إعادة تعريف دورها في النظام العالمي الجديد واستثمار الفرص المتاحة.

ملامح الطريق نحو أفريقيا جديدة: الرؤية والفرص
أكد المتحدثون أن أفريقيا اليوم أمام فرصة استراتيجية في ظل عالم يتجه نحو تنويع سلاسل الإمداد ونمو الاقتصادات الناشئة. وأشاروا إلى ضرورة الانتقال من مرحلة الاعتماد على الخارج إلى بناء نموذج تنموي ذاتي يقوم على:
✅ تعزيز الشراكات البينية الأفريقية
✅ الاستثمار في رأس المال البشري
✅ استغلال الموارد الطبيعية بفعالية
✅ دعم القطاع الخاص وريادة الأعمال
✅ تمويل التنمية من الداخل
✅ تكامل اقتصادي حقيقي مدعوم بالبنية التحتية
إيهيزوجي بينيتي: البداية من الاستثمار في أنفسنا
قال إيهيزوجي بينيتي، الرئيس التنفيذي لشركة ريزيرف تكنولوجيز:
“تحفيز بلداننا ورؤوس أموالنا للاستثمار في أنفسنا هو نقطة البداية للاستفادة من الديناميكيات الجديدة.”

وأشار إلى أن العالم يشهد تحولات هيكلية كبرى في التكنولوجيا، والتمويل، وسلاسل التوريد، ما يجعل القارة أمام لحظة مثالية للبناء على مواردها البشرية والطبيعية ودورها المتزايد في الاقتصاد العالمي.
أيو سوبيتان: أفريقيا على المائدة.. لكنها ليست من يأكل
وصف أيو سوبيتان، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة ميتالكس كوموديتيز، واقع أفريقيا بقوله:
“كأن العالم في وليمة، وأفريقيا موجودة على قائمة الطعام، والجميع يأكل باستثناء الأفارقة.”

ودعا إلى استثمار الثروات الموجودة تحت الأرض (المعادن)، وعلى الأرض (الزراعة)، وفوق الأرض (الشباب والغابات)، مؤكداً أن لا أحد سيأتي لإنقاذ القارة، وأن الحل يكمن في قيادة الأفارقة لمستقبلهم بأيديهم.
مامادو بيتي: أجندة 2063 ليست حلماً
أكد مامادو بيتي، السكرتير التنفيذي لمؤسسة ACBF، أن:
> “أفريقيا التي نريدها ليست حلمًا بعيد المنال.. وهي محددة جيدًا في أجندة 2063.”

وشدد على أهمية بناء القدرات المؤسسية والبشرية وربط المعرفة بالتنمية، خاصّة في ظل حاجة أفريقيا لعمالة ماهرة وقدرات تصنيع محلية تضيف قيمة اقتصادية حقيقية.

نانجولا أواندجا: العالم يحتاج أفريقيا وأفريقيا تحتاج العالم
قالت نانجولا نيلولو أواندجا، الرئيس التنفيذي لـ NIPDB ناميبيا:
“العالم يحتاج إفريقيا، وإفريقيا تحتاج العالم.”
ودعت إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، مع تمكين القطاع الخاص المحلي ليكون محركاً رئيسياً للنمو والتنمية.
نديدي نونيلي: صياغة الأجندة الأفريقية بصوت واحد
شدّدت نديدي أوكونكو نونيلي، الرئيس التنفيذي لـ One Campaign، على ضرورة امتلاك أفريقيا لبياناتها وسرديتها الخاصة، مؤكدة أن:
“2025 هو عام اليقظة الإفريقية، ولا بد من خفض تكلفة رأس المال وزيادة الاستثمار في الشباب.”
ناتالي ديلابالم: الأزمات فرصة للتغيير
أشارت ناتالي ديلابالم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مو إبراهيم، إلى أنّ القارة أمام مرحلة حاسمة يجب فيها:
“استغلال الأزمات كفرص، وتحديث السردية، والبناء على الموارد الداخلية والتكامل القاري.
وطالبت بتعزيز سيادة القانون والاستقرار لتقليل تكلفة المخاطرة وتحفيز الاستثمار
ختام الجلسة: تحديات على الأرض وفرص واعدة
اختتم محمد قاسم الجلسة مؤكداً أهمية التغلب على التحديات اللوجستية والمصرفية وضعف الربط بين دول القارة، مشيدًا بتجارب ناجحة مثل معرض “وجهة أفريقيا” للنسيج، وداعيًا لتعزيز التعاون الإقليمي وتفعيل قرارات الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية المنشودة.
جاءت جلسة “أفريقيا التي ننشدها” لتؤكد أن مستقبل القارة لن يُكتب من الخارج، بل من خلال إرادة سياسية، واستثمار في الإنسان، وتمكين القطاع الخاص، وتكامل اقتصادي حقيقي. أفريقيا تمتلك الثروة، والشباب، والموقع، لكن ما تحتاجه اليوم هو رؤية وتنفيذ وشراكات استراتيجية تُطلق إمكاناتها نحو عالم متغير.