قراءة تحليلية حول كلمة الرئيس السيسي في الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر العظيم

 

قراءة تحليلية .. أستشعر عند سماعي لخطاب فخامة الرئيس السيسي اليوم بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973، أن فخامة الرئيس السيسي هو من كتب هذه الكلمة، لما تحمله الكلمة من دقة في العبارة وعبقرية في ترتيب الرسائل والفقرات.

بقلم : سيد البالوي

فبعد فقرة المقدمة، بعث فخامة الرئيس عددًا من الرسائل القوية وشديدة الانضباط والدقة، فجمع بين التهنئة والتوعية وبين التقدير والتحذير وبين الرؤية والثبات على الموقف والقرار.

الفقرة الأولى: إحقاق الحق

قدم فخامة الرئيس التحية إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل “محمد أنور السادات”، بطل الحرب والسلام وصاحب القرار الجريء والرؤية الثاقبة الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة نحو النصر والسلام. هنا تتجلى أخلاق وقيم فخامة الرئيس السيسي في إحقاق الحق وتعظيم قائد حرب أكتوبر وشهيد النصر والسلام، الرجل الذي تحمل الكثير من الانتقاد والكثير من الظلم والكثير من تضليل العقول ضده، ولم يغير موقفه عن تحقيق النصر وحفظ مستقبل أمن ومستقر للأجيال، مستقبل يعيشون فيه بكل عزة وفخر وأمان. وما أشبه الأمس باليوم، على ما يتحمله الرئيس السيسي من تهجم وتشويه وتشكيك، وهو يتحمل من أجل بناء الدولة والمستقبل والحفاظ على مكتسبات النصر مع استقلال واستقرار البلاد.

الفقرة الثانية: الرؤية والوعي

تحدث فخامة الرئيس في هذه الفقرة من كلمة سيادته عن ضرورة قراءة الدروس والعبر من حرب أكتوبر، وأن ذكرى الحرب ليست فقط للاحتفال بل لاستكمال مسيرة النصر ونضال الأبطال وتكاتف الجميع مؤسسات وأفراد من أجل هدف عظيم، وهو بناء مصر الجديدة، دولة المؤسسات القوية بالعلم والعمل. وتحدث سيادته عن العمل بجد وإخلاص، وهو يشير في رسالة هامة لأهمية الجدية والإخلاص وليس العمل الروتيني الذي لا يؤتي ثمارًا، فلا جهد بلا نتائج حقيقية، وإلا أصبح إهدارًا لعمر هذه الأمة. وقد أوضح فخامة الرئيس كثيرًا هدف سيادته ورؤيته الراسخة لجعل مصر دولة كبيرة بحقٍ واستحقاق، وليس فقط تاريخ أو شعارات.

ذكرى انتصارات أكتوبر
ذكرى انتصارات أكتوبر

الفقرة الثالثة: الحرب والنصر

تناول فخامة الرئيس رسالة هامة موجهة للداخل والخارج، أن مصر خاضت مع العدو حروبًا ونزاعات عسكرية ضارية، وتحدث سيادته عن تجربة السلام التي قامت على أساس من التوافق والعدل والإنصاف، في تأكيد ورسالة مباشرة لما سيتم من سلام قادم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وضرورة الالتزام بقواعد العدل والإنصاف وعدم فرض السلام بالقوة من طرف على الآخر. وهنا يعيد فخامة الرئيس التأكيد على رؤية وقرار مصر بوجوب إقامة الدولة الفلسطينية حتى يحل السلام العادل والشامل.
وقد أشاد الرئيس بالدور الإيجابي للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على مبادرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهذا ما ترحب به مصر دائمًا. ورسالة الرئيس السيسي للجميع من وقت اشتعال حرب غزة كانت وقف الحرب، وأنها لن تحقق للأطراف أي نتائج، وأن ما يتحقق من استقرار وأمن لا يكون بالحرب ولكن بإحلال السلام.

الفقرة الأخيرة والختام : كلمات مطمئنة

وجه فخامة الرئيس رسالة طمأنة للشعب أن الجيش المصري قائم على رسالته في حماية البلاد وحفظ الحدود، وأنه جيش من أبناء الشعب يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون كالسد المنيع أمام كل الصعاب والتهديدات. وقدم فخامة الرئيس التحية لقواتنا المسلحة ولأرواح الشهداء الأبرار ولجميع الجنود الأبطال الذين يسهرون كي تنام مصر آمنة ومطمئنة.

وختامًا، نستنتج من كلمة فخامة الرئيس عددًا من التحديات الداخلية والخارجية. فمن الواضح عدم رضى فخامة الرئيس عن أداء بعض الوزارات أو المؤسسات، وهذا ما أشار إليه الرئيس في الفقرة الثانية عن الجد والإخلاص في العمل، وهذا ما ينذر بتغيير قادم قوي نحو حكومة قوية تدعم الدولة ولا تكون عبئًا على أجهزة الدولة. وفي الفقرة الثالثة، يعيد ويشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على عدم موافقة مصر على أي اتفاق يهدر الحق الفلسطيني، وهو موقف ثابت وراسخ في عقيدة الدولة والقوات المسلحة المصرية. لن نشارك في ظلم، وهي رسالة تسبق تنفيذ المبادرة الأمريكية للتأكيد والتشديد على احترام الحقوق الفلسطينية. وهذا الموقف من الرئيس السيسي عظيم ومشرف لكل مصري وعربي وصاحب ضمير إنساني على مستوى العالم.
حفظ الله مصر وجيش مصر ورئيسنا البطل القوي الشجاع عبد الفتاح السيسي الذي نستلهم من سيادته روح الوطنية والإيمان بالحق والعمل بإخلاص وأخلاق. “تحيا مصر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.