45 مليون جنيه حصيلة مستريح ملوي “إنتحار وطلاق وتشتيت عائلات”

 

تستمر قصص المستريح والنصب والتلاعب بظروف البسطاء، ولن تنتهي إلا بوعي الناس للخطر الذي يحدق بهم، جراء هؤلاء النصابين المستغللين للظروف الاقتصادية، وجهل بعض الأشخاص تارة وطمعهم تارة أخرى.

 

– قروض لصالح آخرين

قام مجموعة من الأشخاص بقرية هور وابشادات وبعض القرى المجاورة التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا، بإقناع الأهالي بالتوجه إلى شركات التمويل متناهية الصغر، لضمان هؤلاء الأشخاص في مبالغ مالية كبيرة، في مقابل 1000 جنيه للضامن، مستغلين جهلهم وفقرهم واحتياجهم للمال ولقمة العيش، الأمر الذي نتج عنه حالات انتحار وطلاق وتشتيت عائلات.

– فخ منصوب

قال أحد الضامنين الضحايا: في يوم ما، جاء عبد الرحيم واقنعني إني أذهب إلى شركة تمويلي أو ريفي، كي أضمن شخص يدعى أحمد الغرباوي، في مقابل 1000 جنيه، وبالفعل توجهت إلى هذه الشركات وتمت الإجراءات خلال ساعة واحدة فقط، ولن يخطر ببالي أنه فخ منصوب لي.

أوضح آخر: ذهبت إلى شركات التمويل متناهية الصغر، وانا مطمئن لضمان المدعو أحمد الغرباوي، بحسب كلام الشخص الذي أقنعني بذلك، انه ليس هناك أي خطورة عليَ وذلك مقابل 1000جنيه، مستغلاً احتياجي للمال لأني بدن عمل ولدي اسرة مكونة من 5 أطفال وزوجتي ووالدتي، وكانت فرصة لي كي أجلب لهم المال لإطعامنا ولسنا طامعين في أكثر من ذلك.

– تهديد بالطلاق والتشريد

أكدت إحدى السيدات الضحايا، زوجي يهددني بالطلاق لأني توجهت لهذه الشركات وضمنت أحد الأشخاص مقابل ال1000جنيه، ولدي طفلة رضيعة فماذا افعل؟ تأتيني رسائل نصية للمطالبة بالمبالغ التي وقعت على استلامها، وزوجي قال: “لو كنت اخدت الفلوس دي في أيدي كنت هاسددهالك انا بنفسي”، ولكن شخص آخر انتفع بها فلماذا نسددها عنه؟!.

أضافت أخرى: ليس لدي منزل تمليك وزوجي لا يعمل، نعيش في شقة ايجار أنا وزوجي وأبنائي الثلاثة، لذلك عندما جاء شخص يدعى عادل، أقنعني بالتوجه إلى شركات التمويل متناهية الصغر، لأقترض مبلغ مالي لصالح شخص آخر مقابل 1000 جنيه، ففرحت وذهبت معه وانا مطمئنة فهو بالنسبة لي مصدر ثقة، ولن أتوقع أن يغدر بي.

 

– جمع الفلوس وهرب

قال عبد الرحيم وهو أحد المستدرجين للضحايا بقرية هور بملوي، إن احمد الغرباوي عرض عليَ أن أجلب له أهالي البلد كضامنين له في شركات تمويل المشرعات متناهية الصغر، مقابل 3000جنيه لي، وبالفعل قمت بحشد الأهالي وإقناعهم بضمان الشخص السالف ذكره، ولن اعلم نواياه وما يخفي في ضميره، “انا ضحية مثلهم”، وعند سؤالي له عن الأموال التى اخذها بضمان الناس كان رده: الفلوس جايه بكرة، لكنه كان منتظر يجمع الفلوس كلها ويهرب.

وأضاف: “من سنين والناس بتضمن احمد الغرباوي”، ولكن في مبالغ صغيرة على سبيل المثال 10000 أو 20000، ويقوم بسدادها في المواعيد المتفق عليها، ولكن هذه المرة الناس ضمنته في مبالغ كبيرة، وكان يسدد الأقساط في مواعيدها ولكن منذ 4 أشهر لم يقوم بالسداد، الأمر الذي ترتب عليه مطالبة الشركات للأفراد الضامنين بالسداد أو إبلاغ الجهات الأمنية عنهم.

تابع: لم اكتشف هذا الموضوع إلا بعد فوات الأوان، بأنه كان يتعامل مع مجموعة نصابين، موضحا: “أنا صاحب مرض”، ولم أعرف طعم الأكل أوالشرب بعد الكارثة التي وقعت وإني متورط بشكل غير مباشر بالنصب على الناس الغلابة.

– رأي القانون
قال احمد الريدي المحامي بالنقض: هناك شقين للحادث، الأول وهو موقف شركات التمويل متناهية الصغر فهي جهة ممولة ليس عليها أي مسائلة قانونية، موضحًا: الضحايا توجهوا إليها بهدق إقراضهم مبالغ مالية وبالفعل تمت الإجراءات بشكل قانوني.

أما الشق الثاني خاص بالضحايا، وعليهم بالتوجه إلى النيابة أو مركز الشرطة التابعين له، لعمل بلاغات ضد الأشخاص الذين اقنعوهم بسحب قروض لصالح آخرين، وعليه يتم استدعاء هؤلاء النصابين والضغط عليهم، لرد الأموال إلى الجهة المانحة للقروض “شركات التمويل متناهية الصغر” واخلاء المسؤلية عن الضحايا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.