30الف دولار مقابل إقامة بإيطاليا

30الف دولار مقابل إقامة بإيطاليا

 

دعاء علي

أصبحت بعض مدن إيطاليا شبه خالية من السكان، بالرغم من طبيعتها السياحية الساحرة، إلا أن سكانها المحليون يتركونها إلى أماكن أخرى، وعدد المواليد يقل كل عام، ويرجع ذلك إلى تضررها وبعض مثيلاتها من البلدان بسبب الهجرة،  وسلسلة من الزلازل القوية، وكان آخرها في عام 1980، بتسريع انخفاض عدد السكان، وجاء فيروس كورونا ليقضي على البقية الباقية منهم.

بيرسيتشي واحدة ضمن هذه المدن، والتي دفعت المسؤولين لتقديم حافزا ماديا ضخما لجذب الناس اليها لتعميرها وبداية حياة جديدة بها، وهي دفع مبلغ 30 ألف يورو للعيش هناك، وبدء صناعة محلية أو مشروع والعيش مع سكانها القدامى.

وعن كيفية الحصول  على حافز 30 ألف يورو، يجب على المشترين الإقامة في بريستشي وشراء واحدة من مجموعة مختارة من العقارات التي تم بناؤها قبل عام 1991، حيث تم اختيارها من قبل السلطات، وتبدأ أسعار تلك المنازل من 500 يورو للمتر المربع، ولذلك ستحتاج إلى حوالي 25 ألف يورو لتأمين مسكن مساحته 50 متراً مربعاً يحتاج إلى بعض الإصلاحات.

أما موقع المدينة فهو رائع ومميز،  محاطا بطبيعة منطقة سالينتو المتاخمة للشواطئ الرملية والمياه الفيروزية الصافية لسانتا ماريا دي ليوكا وتعتبر هذه مميزات إضافية تجذب المشتريين، حيث تقع بريستشي على الساحل، وهي معروفة بطبيعتها الخلابة، وتشتهر بما يعرف بـ مدينة الذهب الأخضر، نظرا لوجود بساتين الزيتون الخصبة التي تنتج زيت زيتون بكر ممتاز، وازدهرت خلال عصر النهضة، ومعروفة أيضًا بتجارة النبيذ والجبن والماشية الفاخرة.

وأسفل الساحات الرئيسية والقصور الفخمة، توجد شبكة من 23 غرفة سرية لمعاصر زيتون، حيث أمضى المزارعون، المعروفون باسم trappettari، شهورًا خلال موسم الحصاد، يضغطون على الزيتون في طواحين حجرية تدفعها الحمير، لإنتاج أجود زيت زيتون، بينما تتقاطع الشوارع الأنيقة الواسعة، في الحي القديم مع الأزقة الضيقة المتعرجة، حيث تمتزج المباني الذهبية المزينة بشكل فخم بشرفات من الحديد، وكنائس وساحات داخلية مع مساكن بيضاء بسيطة، والقصور الجدارية وأعمدة نذرية بناها البرجوازية الريفية الغنية من صخرة بيضاء ضاربة إلى الحمرة

بيرسيتشي الإيطالية تشتهر ببعض الأطعمة  المحلية الشهية، المصنوعة يدويا، وأشهرها أطباق  الأسماك المقلية، و تعود إلى عبادة القديس أندرو بالمدينة، بالإضافة إلى الأطباق المحلية الأخرى، كفطائر المكرونة المخمرة الصغيرة المحشوة بالجمبري والسمك والخضروات، كذلك تشتهر المدينة  بصناعة بيتزا مع الزيتون، وتقدم في المهرجانات أيضا المكرونة الشهيرة المصنوعة يدويًا ومكرونة الأوريكيت والستراسين الإيطالية الشهيرة ومعارض للاطعمة المشهورة بها، كما تقام بالمدينة مهرجانات سنوية، تعزف فيها الموسيقى الشعبية والرقصات والحرف العتيقة.

يأتي ذلك على غرار البلدة النبيلة وهي “بيساكيا الإيطالية”، والتي عرضت منازل مهجورة للبيع مقابل أكثر من دولار واحد بقليل عام 2020، حيث شجعت العائلات ومجموعات الأصدقاء آنذاك، على شراء عقارات خالية تماماً من السكان متعددة في المنطقة، وخلال عرضها لـ 90 مبنى مهجور للبيع مقابل يورو واحد فقط، انضمت البلدة إلى مناطق أخرى في إيطاليا تسعى لمنع مجتمعات من الاختفاء، عبر تشجيع  الانتقال إليها.
ويشير إسم “البلدة النبيلة” بيساكيا، إلى تميز سكانها بالاحترام، والقوة، بالإضافة إلى عملهم الجاد رغم الصعوبات التي تواجههم، كما أن سكانها يتمتعون بسمعة طيبة وسلوكهم الودي، ولكنهم يُعرفون أيضاً بشراستهم، إذ ينحدر السكان من قبائل “سامنيت” التي قاتلت الإمبراطورية الرومانية بمرارة قبل الاستسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.