“1432 جنبه” الذهب يواصل ارتفاعات جنونية

“1432 جنبه” الذهب يواصل ارتفاعات جنونية.

 

كتبت/ دعاء علي

 

في سابقة لم تحدث من قبل ووسط سلسلة الارتفاعات الجنونية يواصل سعر الذهب في مصر ارتفاعاته، بعد أن وصل سعر جرام الذهب عيار 21 “الأكثر شعبية في القاهرة” للمرة الأولى في تاريخه سجل 1432 جنيه (نحو 58.28 دولار أميركي)، في الوقت الذي سجل سعر جرام الذهب عيار 24 (الأكثر نقاء) نحو 1636.50 جنيه (66.60 دولار)، في حين سجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 1227.4 جنيه (49.95 دولار) وسجل سعر جرام الذهب عيار 14 نحو 957.3 جنيه (38.96 دولار) في الوقت الذي وصل فيه سعر الجنيه الذهب (يزن 8 جرامات من الذهب عيار 21) إلى نحو 11456 جنيه (466.25 دولار) قبل احتساب ضريبة أو مصنعية أو دمغة.

 

 اسباب التحركات الجنونية
بدأت مسيرة ارتفاع أسعار الذهب في مصر، بعد قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي التعويم الأول في مارس 2022، وبعدها قرار التعويم الثاني في نهاية أكتوبر الماضي، حيث زاد المعدن النفيس قرابة 600 جنيه ما يعادل 25 دولار منذ مارس الماضي، بعد أن ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 من 891 جنيه (36.26 دولار) في 19 مارس قبل قرار التعويم الأول بـ48 ساعة إلى 1432 جنيه في نهاية تعاملات، السبت مرتفعًا نحو 600 جنيه، فيما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 من 1018 جنيه “41.43 دولار” في مارس 2022 إلى نحو 1636.5 جنيه، ليربح بمقدار 598 جنيه (24.33 دولار)، بينما ارتفع سعر الجنيه الذهب في نفس فترة المقارنة نحو 4320 جنيه 176 دولار، بعد أن ارتفع من 7113 جنيه 290.25 دولار إلى نحو 11456 جنيه (466.25 دولار).

 

وكان البنك المركزي المصري قد خفض سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي على دفعتين، المرة الأولى بقيمة تصل إلى 15 في المئة عقب جلسة استثنائية في 20 مارس 2022، رفع خلالها البنك أسعار الفائدة بمقدار 1%، والمرة الثانية قبيل نهاية أكتوبر الماضي بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 2%، حتى هبط قيمة الجنيه المصري مقابل العملة الأميركية بنحو إجمالي 55 في المئة بعد قراري التعويم السالف ذكرها.

 

وجاءت ثلاثة أسباب استند إليها المتخصصون في تفسير التحركات الجنونية لأسعار المعدن الاصفر في الوقت الحالي، حيث تنوعت ما بين توقف الاستيراد من الخارج لنقص الدولار الأميركي، وقلة المعروض من الذهب، وكذلك اتجاه بعض الشركات والمؤسسات إضافة إلى التجار واتجاههم لشراء كسر الذهب “المشغولات الذهبية بمحلات الصاغة التي تشتريها من المستهلكين”.

 

 مستثمرون خارج المهنة
قال هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية المصرية: إن دخول مستثمرين حديثي العهد في أسواق الذهب بالإضافة إلى أصحاب المهنة الأصلين، تسبب في ارتفاع الأسعار مشيرًا إلى أن هناك شركات ومؤسسات من خارج مهنة الذهب سارعوا لشراء الذهب القديم “الكسر” من الأسواق لإعادة تصديره خارج البلاد للحصول على العملة الصعبة، الأمر الذي تسبب في ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية لتتعدى الحدود التاريخية.

 

فيما دعم وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، ما قاله رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، حيث أكد أن هناك ارتفاعًا في صادرات الذهب خلال الفترة الأخيرة بنسبة أكبر من المعتاد في هذا الوقت من العام قائلًا: “ارتفاع حجم صادرات الذهب والأحجار الكريمة في الفترة الأخيرة كان لافتاً للأنظار وسجلت قيمة الصادرات في أكتوبر الماضي نحو 105 ملايين دولار أميركي”.

 

وخلال ذلك صدرت القاهرة ذهبًا وأحجارًا كريمة بقيمة 975 مليون دولار خلال الـ10 أشهر الأولى من 2022، بينما استحوذت كندا ما يزيد عن 50% من الصادرات المصرية عقب حصولها على 532 مليون دولار من الذهب المصري، تلتها الإمارات العربية المتحدة بـ440 مليون دولار، لتأتي تركيا في المركز الأخير بقيمة 2.25 مليون دولار وفقًا لتقرير جهاز التعبئة والإحصاء في مصر.

 

 التصدير لمواصلة الاستيراد
أكد ايهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة باتحاد الصناعات المصرية، أن شح المعروض من الذهب لا يفي بحجم الطلب عليه في الوقت الحالي، بسبب عدم القدرة على استيراد المعدن الأصفر الخام من الخارج لنقص العملة الأجنبية معبرًا “شح المعروض من الذهب غير قادر على مواجهة الطلب على المعدن النفيس مع توقف العمليات الاستيرادية نتيجة شح الدولار الأميركي في البنوك، بالإضافة إلى حفاظ المستهلكين على مقتنياتهم من المصوغات الذهبية في الوقت الحالي مع ارتفاع الأسعار أملاً في تحقيق أرباح ومكاسب”.

 

ويكشف واصف اتجاه عدد من التجار، وهو تصدير الذهب إلى الخارج لجلب العملة الأجنبية “الدولار” حتى يتمكنوا من تدبيره لمواصلة الاستيراد من خارج البلاد منوهًا “نحن نتفهم الأزمة التي تمر بها البلاد، ولذلك لم نضغط على الحكومة لتوفير الدولار بالبنوك المحلية، وفي الوقت نفسه حصلنا على موافقتها على تصدير الذهب الفائض عن حاجة الأسواق إلى الخارج”، مشيرًا إلى قدرة الذهب المصري على الوصول إلى الأسواق العربية والأفريقية والعالمية، حيث تواصل قيمة صادرات القاهرة من الذهب ارتفاعها خلال التسعة أشهر الأولى من 2022 بنسبة 34% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

 

وصدرت مصر ذهبًا وأحجارًا كريمة خلال الفترة من يناير 2022 وحتى سبتمبر الماضي بقيمة تصل إلى 1.12 مليار دولار مقارنة بـ839 مليون دولار خلال نفس الفترة، وذلك وفقًا لتقرير المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.