العمر لا يُقاس بعدد السنوات بينما بالإنجازات والنجاحات والأيام الجميلة

بقلم / زينب محمد شرف

يوم ميلادي لم يعد مجرد رقم في التقويم، ولا مناسبة لقطع الكعكة وتلقي التهاني فقط، لقد أصبح بالنسبة لي يومًا أراجع فيه نفسي، وأقيّم إنجازاتي، وأرسم فيه خريطة جديدة لعام آخر من السعي والتطور. في كل عام أستقبل يوم ميلادي بروح مختلفة، لا أعدّه يومًا للفرح فقط، بل هو أيضًا يوم تأمل ومحاسبة، وإستعرض فيه ما قدمته، وما تعلمته، وما أخطأت فيه، وأفتخر ايضًا بما أنجزته، مهما كان بسيطًا، لأن كل خطوة إلى الأمام هي إنجاز يستحق التقدير.

العمر لا يُقاس بالسنوات، بل بالتجارب التي شكلتنا:

هذا اليوم يذكرني بأنني لست كما كنت في العام الماضي، لقد نضجت، وتغيرت، واكتسبت خبرات جديدة، ربما أنجزت هدفًا كنت أراه مستحيلاً، أو واجهت تحديات صعبة وخرجت منها أفضل بفضل الله جل وعلا .

لا أنظر فقط لما فات، بل أفتح قلبي لما هو آت، بنيّة لا تنطفئ بفضل الله “جل جلاله”: واليوم أكتب لنفسي رسالة صغيرة، وأعد نفسي بأن أكون أفضل، وأشكر الله على كل خطوة، وكل تجربة، وكل إنجاز مهما كان حجمه، وبما أن الطموح لا يتوقف، كانت الدراسات العليا محطتي الماضية، والقادمة بذات التاريخ.

الدراسات العليا ليست مجرد مرحلة فى حياتى، بل رحلة بحث عن الذات والعلم معًا:

فى رحلة حب العلم الذى قادني إلى الدراسات العليا، هناك وجدت ذاتي الحقيقية، وأدركت أن الطريق لن يكون سهلًا، الليالي التي سهرتها بين الكتب، والساعات الطويلة التي قضيتها في البحث والتحليل، والضغوط التي كانت أحيانًا تفوق قدرتي على التحمل كلها كانت خطوات في طريق الإنجاز، وها أنا اليوم، أقف أمام هذا المشوار، وأنظر إلى الوراء وأبتسم وأقول، اليوم هو ثمرة تعب السنين، وبداية رحلة أجمل ا ن شاء الله عز وجل.

لا نهاية للبحث العلمي، فكل إجابة تفتح أبوابًا لأسئلة جديدة:

شعور لا يوصف عندما سلمت آخر بحث، وغادرت القاعة للمرة الأخيرة، كان قلبي يخفق بقوة، وكأنني أودّع مرحلةً من عمري كانت مليئة بالتحديات، لكنها كانت أيضًا مليئة بالنمو والتطوير، ولم تكن مجرد شهادة، بل كانت إثباتًا لنفسي أولًا، أنني أستطيع أن أحقق ما أطمح إليه، مهما كان الطريق شاقًا.

ومن هذا المنطلق، لا يسعني إلا أن أحمد الله على ما وصلت إليه، وأشكر كل من كان سندًا لي في هذه الرحلة، ولن أنسي أن أشكر ايضًا كل من خذلني، فقد أهداني درساً لن أنساه، وعلمّني ألا أُسند ظهري لغيري قبل أن أقوّيه بنفسي، وكأن الخذلان المطرقة التي شكّلت صلابتي، وختامًا إنه يوم من العمر يوم لن أنساه أبدًا “أربعة وعشرون أغسطس من كل عام”.

كاتبة المقال الباحثة/ زينب محمد شرف

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.