يوم التأسيس السعودي.. ذكرى للاحتفاء بالتراث الوطني ودعم الروح الوطنية والانتماء للوطن
٨يوم التأسيس السعودي.. ذكرى للاحتفاء بالتراث الوطني ودعم الروح الوطنية والانتماء للوطن
.. وفاء عبد السلام
تحتفل المملكة العربية السعودية سنويًا بـ”يوم التأسيس”، وهو يوم يُعتبر ذكرى إرساء اللبنة الأولى في قواعد الدولة السعودية قبل نحو ثلاثمائة عام تقريبًا. يعتبر هذا اليوم يومًا للوفاء والولاء للقادة المؤسسين ولتوجيه الاعتزاز بإنجازات الملوك السابقة وبإنجازات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في إذكاء روح البناء والوحدة.
تاريخ الدولة السعودية يرجع إلى تأسيس مدينة الدرعية في شبه الجزيرة العربية في عام 1446م. قدم مانع المريدي جد الأسرة الحاكمة إلى المدينة وأسس اللبنة الأولى لتأسيس الدولة. أضحت الدرعية فيما بعد مركزًا مهمًا لقوافل الحج والتجارة ومصدرًا للاستقرار. في تلك الفترة، كانت الأحوال السياسية في شبه الجزيرة العربية غير مستقرة وتعاني من الإهمال والتفكك والتناحر وانتشار الجهل والأمية.
في عام 1727م، تولى إمام الدرعية محمد بن سعود حكم الدولة وأعلن قيام الدولة السعودية الأولى. بدأت هذه الفترة مرحلة جديدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية حيث تحققت الوحدة العظيمة واندمجت معظم أجزائها. تزدهر التجارة ويزدهر سوق الدرعية لتصبح أحد أعظم الأسواق في المنطقة. نجحت الدولة السعودية الأولى في إنشاء نظام مالي رائع وأصبحت مركزًا للعلم والتعليم وتأليف الكتب.
تعرضت الدولة السعودية الأولى لهجوم من الدولة العثمانية وسقطت في عام 1818م. ومع ذلك، استطاع الإمام تركي بن عبد الله بعد سبع سنوات من النضال أن يطرد العثمانيين ويحرر نجد والرياض. أنشأ الإمام تركي بن عبد الله الدولة السعودية الثانية التي استمرت حتى عام 1891 وحظيت بنفس الأسس التي تأسست عليها الدولة السعودية الأولى من حفظ الأمن والتعليم والعدل والتنمية.
في العام 1902م، استعاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الرياض وأعاد توحيد المنطقة وأسس دولة سعودية حديثة. وفي عام 1932م، أعلن الملك عبد العزيز توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية وتوحيد رؤيتها تحت راية الإسلام. استمرت منجزات المملكة وتوالت العهود وتحققت نجاحات على مختلف المجالات، وستستمر المملكة في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
في العالم العربي، يحتفل “يوم التأسيس” بمناسبة تأسيس الدولة أو المؤسسة الهامة في تاريخ البلاد. يعد هذا اليوم مناسبة مميزة تعكس أهمية الوحدة والتماسك الوطني، حيث يشارك فيه المواطنون في الاحتفالات والفعاليات المتعددة.
تعتبر هذه الاحتفالات فرصة للتذكير بقيم التأسيس ورائدة البلاد، وللتأمل في المسيرة التي قطعتها الدولة خلال السنوات الماضية. يتم خلال هذا اليوم إلقاء الخطابات الرسمية وتوزيع الجوائز على الشخصيات المتميزة والمؤسسات المهمة التي ساهمت في نجاح الدولة.
يجتمع خلال يوم التأسيس القيادات السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الهامة. تقدم الفعاليات المختلفة خلال اليوم عروضاً فنية وثقافية ورياضية تعبّر عن الثقافة المحلية والتراث الوطني.
يعكس يوم التأسيس قوة الإرادة الوطنية والاستمرارية في العمل نحو تحقيق التقدم والازدهار. إنه يوم للاحتفاء بالثقافة والتراث الوطني، ودعم الروح الوطنية والانتماء للوطن.
وفي ختام هذا اليوم المهم، يتبادل المشاركون التهاني ويتعهدون ببناء مستقبل أفضل للدولة، مستمدين الإلهام من تاريخها العريق وتراثها العظيم. إن يوم التأسيس هو فرصة للاحتفال بالبلاد وتعزيز الوحدة والصمود لتحقيق التقدم والازدهار.