يقتنص الترتيب الثالث بالثانوية الأزهرية بمحافظة المنيا ويحفظ القرآن الكريم رغم مرضه الشديد

كتبت- دعاء علي

يقتنص الترتيب الثالث.. الأمل في الله والمثابرة والصبر، والعزيمة وتحديد الهدف والعمل للوصول إليه، جميعها عوامل مساعدة على نجاح وتفوق الأشخاص، حتى وإن كانت الظروف المحيطة عصيبة ومحبطة للآمال، حتى وإن كان الشخص يعاني من بعض الأمراض المزمنة التي لارجاء في شفاؤه منها، ولكنه لن يكل ولا يمل من شق طريقه للوصول إلى أهدافه، ناهيك عن حفظه لكتاب الله “القرآن الكريم”، ويقتنص المراكز الأولى في رحلته التعليمية.

كنت بذاكر من عالنت

وفي حديث لموقع مصر 24، مع مؤمن ممدوح ووالديه وجدته، عن حياته وكيف وصل إلى المراكز الأولى بالمحافظة في الثانوية الأزهرية، رغم مرضه بسرطان المخ وبالتالي فقدانه بصره.

مؤمن ممدوح ابن قرية سنجرج بملوي يبلغ من العمر 18 سنة، إقتنص المركز الثالث بالثانوية الأزهرية 2025، على مستوى محافظة المنيا، قال: “كنت بذاكر من عالنت” اسمع للدروس المقررة عليَ، وأمي وأبي يساعداني في ذلك، برغم من أني مريض بالسرطان في المخ، والذي بدوره أفقدني بصري منذ صغري، لأصبح كفيف، ولكنهي لم و لن أستسلم لذلك، حيث جاهدت لأصل إلى هذا المركز.

العوض من الله

قال ممدوح محمود والد الطالب المتفوق مؤمن: ظهر مرض مؤمن منذ صغره بالصف الخامس الابتدائي، والذي أثر على عينيه ليفقده بصره، ولكننا لم نفقد الأمل في الله، حيث بذلنا كل ما في وسعنا لمساعدة مؤمن في حياته ودراسته، بعد فقدان بصره، إلى أن وصل إلى الصف الثالث الثانوي بالأزهر الشريف، وكان الأمل في الله حيث عوض مؤمن عن صبره ومرضه خيراً، ليصل إلى المركز الثالث على مستوى محافظة المنيا.

أوضحت والدة مؤمن وهي تعمل محفظة قرآن كريم بالقرية: كنت أسمع دروس مؤمن عبر الانترنت، واعاود لمذاكرتها لمؤمن، رغم حصولي على مؤهل متوسط “دبلوم التجارة”، لكني حاولت مراراً وتكراراً مساعدة مؤمن لاستيعاب دروسه، بالإضافة إني لدي إخوته بنتين أصغر منه، يحتاجون أيضا إلى رعاية، ولكني بذلك كل مافي وسعي لأجل وصول مؤمن إلى هذا المستوى بفضل الله أولاً وأخيراً.

دوافع النجاح والتفوق

أكد: عصام حسونة وكيل الأزهر الشريف السابق بالمنيا: أن الصبر والعزيمة والإصرار على الوصل للهدف، هم الدافع لأي إنسان ناجح، مهما كانت الظروف المحيطة سيئة ومحبطة، ولكن الإنسان هو الذي يصنع نجاحه بيده، مشيرا: إلى أن مؤمن وعائلته مثال يحتذى به في المثابرة، وقدوتنا في ذلك علمائنا الأجلاء، طه حسين ورفاعة الطهطاوي، رحمة الله عليهم، ومؤمن مثال وامتداد لهؤلاء السابقين، ليكمل مسيرتهم العلمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.