“وردة تحيا من جديد”.. أمسية فنية تُعيد أغاني الزمن الجميل في مكتبة القاهرة الكبرى

“وردة تحيا من جديد”.. أمسية فنية تُعيد أغاني الزمن الجميل في مكتبة القاهرة الكبرى

 

 

كتبت: وفاء عبدالسلام 

 

 

“وردة تحيا من جديد”.. في ليلة عنوانها الوفاء للفن الأصيل، وتحت أضواء القاهرة وأمواج نيلها المتلألئة، أحيت مكتبة القاهرة الكبرى أمسية فنية متميزة احتفالًا بذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، التي طالما سكنت أغانيها وجدان عشاق الطرب العربي. جاءت الأمسية مساء الخميس 17 يوليو 2025م تحت عنوان:

 

 

“احتفالية فنية موسيقية في ذكرى ميلاد الفنانة وردة الجزائرية”، وذلك برعاية معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وتنظيم قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، وإشراف الكاتب يحيى رياض يوسف، مدير عام المكتبة.

 

 

التراث الفني ينبض من جديد

 

في مستهل الاحتفالية، ألقى الكاتب يحيى رياض كلمة ترحيبية بالحضور، أكد خلالها على أهمية إحياء تراث رموز الفن العربي الذين تركوا بصمة خالدة في الوجدان الجمعي، مشددًا على دور مكتبة القاهرة الكبرى في صون وتوثيق هذه الذاكرة الفنية عبر فعالياتها المستمرة، والتي تربط الأجيال الجديدة بروائع الماضي.

 

 

أنغام وردة في حضرة النيل

 

شهدت السهرة مشاركة فرقة أوتار الموسيقية بقيادة الفنان حسين فريد، حيث صدحت الأجواء بأنغام أغانٍ خالدة من أعمال وردة، مثل بتونس بيك، والعيون السود، وفي يوم وليلة، وسط تفاعل كبير من الجمهور. كما شارك عدد من الفنانين الشباب الهواة، الذين أبدعوا في أداء روائع الفن الجميل، ليؤكدوا أن هذا اللون من الغناء ما زال حيًا نابضًا في قلوب عشاقه.

 

 

مفاجأة الحفل.. موهبة صغيرة تصدح بصوت كبير

 

وكانت مفاجأة الاحتفالية هي مشاركة الطفلة الموهوبة جنات محمود فاروق، التي أبهرت الحضور بصوتها العذب وقدرتها على أداء أغانٍ لعمالقة الطرب رغم صغر سنها، ما لاقى إشادة كبيرة من الحضور، واعتبرها البعض تجسيدًا لامتداد الروح الفنية بين الأجيال.

 

تقديم وإدارة فنية راقية

 

أدار فقرات الحفل الفنان علي حسن أبوشنيف، الذي قدّم وصلات الاحتفالية بأسلوب مميز، مزج فيه بين المعلومات الفنية واللمسات الوجدانية، مما أضفى على الحفل طابعًا دافئًا ومترابطًا بين فقراته.

 

ختام بهي ومطالب باستمرار الاحتفال

 

في ختام الأمسية، طالب الحضور من المثقفين والفنانين وأبناء المجتمع الثقافي، باستمرار مثل هذه الفعاليات، التي تُعيد للفن العربي الأصيل مكانته، وتربط الماضي بالحاضر في أجواء تحيي التراث وتقدمه بروح متجددة.

 

لطالما كانت الفنانة وردة الجزائرية رمزًا للرومانسية والصوت الطربي الأصيل في عالم الغناء العربي. بصوتها الدافئ وإحساسها العالي، استطاعت أن تحفر اسمها بين الكبار، وأن تقدم مجموعة من الأغاني التي لا تزال تعيش في وجدان محبي الطرب حتى اليوم. ورغم رحيلها، تبقى أغنياتها شاهدة على موهبة فريدة ومسيرة لا تتكرر.

 

 

البداية.. من باريس إلى قلوب العرب

 

ولدت وردة في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، وبدأت مشوارها الفني من باريس حيث كانت تقدم الأغاني الشرقية في مطعم والدها. ثم انتقلت إلى لبنان، قبل أن تلمع في مصر، التي فتحت لها أبواب المجد، وتعاونت فيها مع كبار الملحنين والشعراء، لتصبح من أبرز نجمات العصر الذهبي للموسيقى العربية.

 

أشهر أغاني وردة الجزائرية.. علامات لا تُنسى

 

1. “بتونس بيك”

 

واحدة من أنجح أغاني وردة، من ألحان بليغ حمدي، وحققت رواجًا كبيرًا في مختلف الدول العربية. الأغنية تعكس حالة من الحنين والدفء، وتُعد من الأغاني الخالدة في مسيرتها.

 

2. “في يوم وليلة”

 

هذه الأغنية من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب، وقد شكّلت علامة فارقة في مشوار وردة، حيث جمعت بين روعة اللحن وصدق الأداء.

 

3. “أوقاتي بتحلو”

 

غنتها وردة بعد عودتها من الاعتزال، وتُعد من الأغاني التي لاقت صدىً واسعًا، وعبّرت من خلالها عن تجدد الحب والحياة.

 

4. “العيون السود”

 

من أشهر أغانيها، كتبها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي. تميزت الأغنية بجمال الكلمات وعمق المشاعر، وكانت من الأغاني التي كرّست مكانتها بين عمالقة الفن.

 

5. “لولا الملامة”

 

تُعد من الأغاني العاطفية التي لامست قلوب الجماهير، وتُظهر قدرات وردة التعبيرية الفريدة في ترجمة المعاني إلى إحساس صادق.

 

 

بليغ حمدي.. شريك النجاح والحب

 

لا يمكن الحديث عن وردة دون التوقف عند علاقتها العاطفية والفنية مع الموسيقار بليغ حمدي، الذي شكل معها ثنائيًا استثنائيًا في تاريخ الغناء العربي. فقد لحّن لها عددًا كبيرًا من أغانيها، أبرزها: خدني معاك، حكايتي مع الزمان، بودعك، جرحوني عيونه، واحضنوا الأيام، وغيرها الكثير.

 

 

إرث فني خالد

 

رحلت وردة الجزائرية عن عالمنا في عام 2012، لكنها تركت خلفها إرثًا فنيًا ضخمًا، يتجدد مع كل جيل. صوتها، إحساسها، واختياراتها الغنائية جعلت منها أيقونة لا تغيب عن الساحة الفنية، وجعلت من كل أغنية بصوتها تجربة وجدانية لا تُنسى.

 

 

 

وردة لم تكن مجرد مطربة.. بل كانت حالة فنية متفردة. بصوتها النادر، وبإحساسها الصادق، رسمت ملامح الحب، والفراق، والحنين، وأعادت تعريف الأغنية العاطفية. ورغم مرور السنوات، لا تزال أغانيها تُردد في المحافل، وتُبث عبر الإذاعات، وتعيش في قلوب جمهورها، الذي أحبها من “أول نظرة” وحتى “آخر نغمة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.