ورحلت ام البطل…وداعا الفنانة شريفة فاضل ..بقلم / غادة العليمى
ورحلت ام البطل..وداعا الفنانة شريفة فاضل
بقلم / غادة العليمى
رحلت الفنانة الكبيرة شريفة فاضل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ ٩٢ عاما بعد حياة مليئة بالفن والاعتزال والالم والسعادة
اسمها الحقيقي هو فوقية محمود أحمد ندا وهي من مواليد محافظة القاهرة وعقب انفصال والديها انتقلت للعيش هي وإخوتها مع زوج والدتها إبراهيم الفلكي وهو أحد أثرياء مصر، هي حفيدة المقرئ المعروف أحمد ندا وتدربت على أيدي كبار رجال الإنشاد الديني والموسيقي، التحقت بمعهد الفنون المسرحية ثم تخرجت منه وقدمت عدة أغاني من أشهرها أغنية “أمانة يا بكرة” وأغنية “أم البطل”.
المسيرة الفنية
بدأت مسيرتها الفنية عندما طلب رجل الأعمال السيد ياسين من والدتها أن تشارك في فيلم سينمائي، في نهاية فترة الأربعينات شاركت بالفعل في فيلم “الأب” والذي تم عرضه في عام 1947 حيث كانت طفلة في التاسعة من عمرها، ثم شاركت سيدة الشاشة فاتن حمامة في فيلم “وداعاً يا غرامي” والذي تم عرضه في عام 1951والتحقت وقتها بمعهد التمثيل كمستمعة نظراً لصغر سنها ثم التحقت بعد ذلك بالإذاعة، كما أنها شاركت في مسلسل “عجيب أفندي” والذي تم عرضه في عام 1971، تألقت في الغناء عندما قدمت أغنية “أم البطل” التي اشتهرت بها ولمع اسمها في عالم الغناء من خلالها، توالت أعمالها الفنية وكان آخر أفلامها فيلم “تل العقارب” والذي تم عرضه في عام 1985.
تزوجت الفنانة شريفة فاضل من المخرج المصري المعروف السيد بدير وذلك في عام 1949 وذلك بعد أن عرض أول أفلامها في السينما تحت عنوان “الأب”، وبعد أن قدمت فيلم “وداعاً يا غرامي” طلب منها زوجها أن تعتزل الفن وبالفعل وافقت على ذلك وكرست حياتها لأسرتها ثم رزقت بولدين هما سيد وسامي وعاشت حياتها لزوجها وأبنائها طيلة سبع سنوات،
وفي عام 1958 حاولت أن تترجى زوجها لكي يقبل بعودتها إلى الفن مرة أخرى ووافق ولكن بشرط أن تعمل من وراء الميكروفون في الإذاعة بالغناء فقط وألا تعمل في السينما وإلا تكون في أفلام تحت رعايته ومن إخراجه.
في نفس العام عادت شريفة إلى السينما بفيلم “ليلة رهيبة” وهو من إخراج زوجها السيد بدير، ثم طلبت شريفة منه التمثيل والغناء في أوبريت “العشرة الطيبة” مع كارم محمود، فوافق لأنه لديه ثقة في فريق العمل ونجح الأوبريت كثيراً،
ورغم نجاحها الا أن زوجها لم يرغب في عملها، ولذلك اخبرها أنه سوف يسافر لمدة أسبوع وعليها أن تفكر لتختار بينه وبين الفن، ذهبت شريفة إلى مدير المسرح لتخبره بما حدث وأن زوجها طلب منها أن تعتزل فأخبرها أنه لا يمكنها فعل ذلك بسبب التعاقد المبرم بينهما، عاد زوجها من الإسكندرية فأخبرته بما حدث وهنا قال لها بالنص: “أنت طالق لو عملتي في المسرح”، وهنا اضطرت شريفة أن تحزم أمتعتها وتترك المنزل وتصحب ولديها معها وذهبت إلى بيت والدتها، حاول بعض الفنانين التدخل لحل الأمور بينهما ولكن زوجها قال أنه لا يريد أن يتدخل أحد بشئونه الخاصة ولم يستطع أحد أن يغير تفكيره أو يقنعه ليرد يمينه
عاشت شريفه فاضل بعدها لابنيها وصار احداهم شاب يافع
ظابط طيار اسمه سيد السيد بدير
وهبت شريفة فاضل ابنها فداءً للوطن حيث فقدت ابنها الأكبر البطل الطيار سيد السيد بدير الذي استشهد في حرب الاستنزاف.
وفي حوار لها قالت: “استشهد ابني خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر، وبعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران في روسيا، كان ابني الكبير وأول فرحتي، وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة”، وعن عودتها للغناء بعد هذه الصدمة قالت: “فرحت لما انتصرنا في أكتوبر وطلبت من صديقتي الشاعرة نبيلة قنديل تكتب أغنية عن أم البطل المقاتل عشان كل أمهات الأبطال اللي استشهدوا واللي انتصروا، ونبيلة قعدت في غرفة ابني الشهيد نص ساعة وخرجت ومعاها كلمات أغنية أم البطل وبكيت وأغم عليا لما سمعت كلماتها، كلمات الأغنية كانت صعبة أوي عليا وكنت دائماً أغنيها آخر أغنية في أي حفلة لأني مكنتش بقدر أغني بعدها”.
أصيبت الفنانة شريفة فاضل بنزيف في الشرايين أثناء غنائها في إحدى الحفلات مما جعلها تتوقف فترة عن الغناء ثم عادت بعدما تعافت، وبقيت أغنيتها رمزاً للعطاء والمشاعر وصدق أمهات جنودنا الأبطال.
قدمت شريفه فاضل العديد من الاعمال الفنية المنوعة منها الأفلام
1947: الأب
1948: اللعب بالنار
1951: وداعا يا غرامي
1951: أولادي
1957: ليلة رهيبة
1959: مفتش المباحث
1962: سلوى في مهب الريح
1966: حارة السقايين
1967: غازية من سنباط
1970: الحب والثمن
1974: امرأة حائرة
1978: سلطانة الطرب
1985: تل العقارب
المسلسلات
1971: عجيب أفندي
مرئيات
6:20
حارة السـقايين شريفة فاضل.
ثم احتجبت وغابت تماما عن الوسط الفنى حتى وافتها المنيه اليوم
وأعلنت ابنة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي خبر رحيل الفنانة شريفة فاضل، حيث كتبت على صفحتها على انستجرام:”توفيت الفنانة شريفة فاضل ربنا يرحمها “.
تعد أغنية “تم البدري بدري” للفنانة شريفة فاضل، إحدى أبرز أغاني وداع رمضان، حيث أبدع الشاعر عبد الفتاح مصطفى في وصف حالة الوداع الحزين التي تتملك المصريين والعرب برحيل شهر رمضان، وتم الاتفاق على أن تغنيها المطربة شريفة فاضل التي كانت في بداية مشوارها الفني، وقد حفظتها في ثلاثة أيام.
وتنازل كل من عبد الفتاح مصطفي وشريفة فاضل عن أجرهما عن الأغنية، وكان 15 جنيها لكل منهما إكراما لشهر رمضان.
ومن يوم إذاعتها في الستينيات، أصبحت أغنية “والله لسه بدرى يا شهر الصيام”أغنية الأيام الأخيرة من رمضان وتغنى في وداعه.
“تم البدر بدرى”تلك الأغنية التى تتردد دائمًا فى نهاية الشهر الكريم وكأننا نودع ضيفًا عزيزًا هل علينا بالفرح والسعادة وترك لنا عيدًا وبهجة
وداعا شريفه فاضل
وداعا ام البطل