ندوة ولقاء ثقافي بمكتبة القاهرة الكبرى تحت عنوان “نبض الزمن الأول”
ندوة ولقاء ثقافي بمكتبة القاهرة الكبرى تحت عنوان “نبض الزمن الأول” تابع أخبار الندوة على أخبار مصر 24.
“نبض الزمن الأول“… في إطار سعي وزارة الثقافة المصرية لإعادة ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الحضارية وتعزيز الهوية الوطنية، نظّمت مكتبة القاهرة الكبرى ندوة ثقافية مميزة مساء الخميس 29 مايو 2025، حملت عنوان “نبض الزمن الأول.. نقاش حول قضايا وإشكاليات تأسيس الحضارة في مصر القديمة”، وذلك برعاية معالي الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وبإشراف الكاتب يحيى رياض يوسف مدير المكتبة.
السلام الوطني وكلمة الافتتاح
استُهل اللقاء بعزف السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، في أجواء يملؤها الفخر والانتماء. أعقب ذلك كلمة ترحيبية من الكاتب يحيى رياض يوسف، مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى، الذي رحّب بالحضور الكريم، مشيرًا إلى أن مكتبة القاهرة لا تقتصر فقط على دورها التثقيفي، بل تشكل منصة حقيقية لإحياء التاريخ المصري وتسليط الضوء على أهم قضاياه، انطلاقًا من كون التاريخ هو مرآة الحاضر والمستقبل.
وأكد “يوسف” أن التاريخ المصري غنيّ بمعارف إنسانية عظيمة ساهمت في تقدم البشرية، ولا تزال حتى اليوم مصدر إلهام للحضارات الحديثة.
محاور فكرية وثقافية تناولت الحضارة المصرية القديمة
ألقى الفنان الدكتور محمد خميس الكلمة الرئيسية في اللقاء، حيث تناول مجموعة من المحاور الفكرية والثقافية المرتبطة بجذور الحضارة المصرية القديمة. وتطرق إلى عوامل نشأة الحضارة المصرية، وأهم مميزاتها التي جعلت منها واحدة من أعظم الحضارات الإنسانية.
كما أشار إلى أن المصريين القدماء قدّموا إسهامات علمية وفكرية متعددة في مجالات العمارة والفنون والفلك والطب والهندسة، وناقش الفرضيات المتنوعة التي طرحتها بعثات التنقيب الأجنبية العاملة في مصر حول دلالات وتصميمات المعابد والآثار، موضحًا أوجه الاختلاف بين التفسيرات العلمية الحديثة والنظرة التراثية الأصيلة.
الرموز الدينية والسياسية في الحضارة المصرية
استعرض “خميس” بعض الرموز الدينية والسياسية البارزة في مصر القديمة، وأهمية هذه الرموز في تشكيل الهوية المصرية على مدار العصور، مع التركيز على قراءة بعض المفاهيم التاريخية المثيرة للجدل، كدور الكهنة في الحياة السياسية، وتأليه الفراعنة، والرمزية الدينية في بناء المعابد.
كما ناقش اللقاء أبرز التحديات التي تواجه الباحثين في علم المصريات، خاصة عند محاولة تفسير الرموز والمعاني المدفونة في النقوش والبرديات والمقابر الملكية.
نماذج مضيئة من تاريخ مصر الحضاري
قدّم اللقاء نماذج عملية من إنجازات الحضارة المصرية القديمة في مجالات متعددة، كظهور الكتابة الهيروغليفية، وبروز نظم الاقتصاد والتجارة، وتطور علوم الفلك، والاهتمام بالفنون التشكيلية والنحت على جدران المعابد. وأشار إلى عبقرية المصريين في اختراع التقويم الشمسي، الذي لا يزال معتمدًا كأساس للعديد من الأنظمة الزمنية حول العالم.
الوعي الثقافي كمدخل لبناء الإنسان
جاء اللقاء ضمن رؤية شاملة تهدف إلى إعادة بناء الإنسان المصري المعاصر، من خلال تعزيز قيم الانتماء الوطني وربط المواطن بتاريخ أجداده، بما يسهم في تشكيل وعي مجتمعي مستنير قائم على معرفة متعمقة بالهوية الحضارية لمصر.
كما يعكس اللقاء توجه الدولة نحو تنمية الثقافة المجتمعية من خلال الحوار والانفتاح على المعرفة، وتشجيع البحث العلمي في مجال علم المصريات كأحد روافد الوعي الثقافي والإنساني.
لقد نجحت مكتبة القاهرة الكبرى مرة أخرى في تأكيد رسالتها الثقافية والبحثية، من خلال هذه الندوة التي مزجت بين التاريخ والمعرفة، وبين الفن والعلم، وخرج المشاركون من اللقاء وهم أكثر وعيًا بعراقة حضارتهم، وأكثر استعدادًا لحمل رسالتها إلى العالم.