من الصفر إلى القمة: رحلة البدء من جديد والنهوض من تحت الرماد
من الصفر إلى القمة: رحلة البدء من جديد والنهوض من تحت الرماد
بقلم / نولا رأفت
أصعب ما يواجهه الإنسان هو أن يجد نفسه في نقطة الصفر بعد رحلة طويلة. تتساقط الخطط، وتنهار الأحلام، وتخفت الأصوات من حولك، فيسود الصمت. لكن في هذا الصفر تحديدًا، تبدأ الحكاية من جديد — لأن الصفر ليس فراغًا كما يبدو، بل مساحة نقيّة تنتظر أن تُكتب من البداية.

لا تخف من الصفحة البيضاء
البدء من الصفر يشبه ورقة بيضاء أمام كاتب فقد قلمه لسنوات. قد يطول صمته، لكنه حين يكتب من جديد، يكتب من عمقٍ لم يكن يعرفه من قبل. هكذا نحن بعد الخسارة — نعود لأنفسنا أنقى، وأهدأ، وأكثر صدقًا. لا تخف من الورقة الفارغة… فهي ليست نهاية، بل فرصة لتكتب فصلك الأجمل فالصفر دائما يعيد ترتيبك وبنائك
في لحظات الانهيار، يُعاد بناءك من الداخل. تكتشف أولوياتك، وتفهم من يستحق البقاء في حياتك، ومن كان مجرد عابر. البدء من الصفر لا يعني أنك خسرت كل شيء، بل أنك تخلّصت مما لا يجب أن يبقى. أحيانًا ينهدم القديم حتى تجد المساحة لتبني من جديد فلا أحد يبدأ حقٱ من الصفر
حتى إن خسرت مالك، عملك، أو علاقاتك، فأنت لا تبدأ من العدم. أنت تبدأ من تجربة، من وعي، من دروس دفعت ثمنها غاليًا. كل سقوطٍ أضاف إليك شيئًا، وكل وجعٍ كوّنك بطريقة ما. الذين يبدأون من الصفر يحملون معهم كنزًا من الحكمة، حتى لو لم يدركوه بعد فالخطوة الأولي هي دائما تكون الخطوة الاصعب ف كل شئ
في البداية، سيبدو كل شيء ثقيلًا: الحلم، والخطوة، والإيمان. لكن ما إن تتحرك — ولو ببطء — تبدأ الحياة بالتحرك معك. المعجزات لا تأتي دفعة واحدة، بل تبدأ بخطوة صغيرة، تفتح بابًا صغيرًا، يليه آخر، حتى يُشرق الأفق من جديد.

*في النهاية…*
البدء من الصفر ليس هزيمة، بل شجاعة. هو أن تنظر إلى الرماد وتقول: “ما زال في داخلي نار يمكنها أن تشتعل.” أن تبدأ بعد الخسارة لا لأنك نسيت، بل لأنك قررت ألا تنكسر. فالذين يبدؤون من الصفر… هم الذين يصنعون النهاية التي تليق بهم فكل نهاية تحمل نهايات سعيدة لم تتجرأ قط علي تصورها فلا تحيا حياة الآخرين فالوقت محدود فحياتك هي أثمن فرصة فأغتنمها ولا تحاول التفريط بهااا اعتني بها جيدٱ