تخيلوا معى هذه السيناريوهات التى بذرت بذرتها منذ سنوات وأصبحت تنمو كالنبت الشيطانى أو خلايا السرطان وبصوره مذهله ..
تخيلوا معى هذا المشهد مليارات البشر تجلس بلا عمل واضعه يدها على خدها !!
تخيلو معى “أوروبا ” وبسبب وصول نسبه كبيره من اهلها الى الشيخوخه اصبحت تلقب ب” القاره العجوز ” ولاينقذها الا الهجره من دول العالم الثالث لتجديد شبابها ، ماذا ستفعل وقد اصبح سكانها بلا عمل هل سيفتحون ابوابهم للوافدين الجدد !!
والسبب فى ذلك التطورات المذهله فى الذكاء الأصطناعى..
نعم لا أحد ضد العلم ، لكن السؤال الساذج الأزلى : هل يكون العلم لخدمه الانسان ام لتعاسته ؟ وهل يكون العلم لرفاهية الانسان وراحته أم لشقاء الانسان وبطالته ؟
نعم الهدف مثلا فى مجال الانتاج هو زياده الانتاج وجودته وتقليل تكلفه الانتاج ويحقق ذلك الذكاء الأصطناعى ؟
لكن السؤال هل سيكون لذلك جدوى اذا لم يجد من يشتريه ؟
لان الأمر ببساطه مرتهن بالسوق والقدره الشرائية للمواطنين ، فما هى الصوره وقد جلست المليارات من البشر فى البيوت بلا عمل بعد ان حلت اجهزة الذكاء الاصطناعى محلها فى المصانع والمتاجر والمنشأت
ويكون السؤال هل يمكن ان نقول فى وقت قريب .. وداعا للأيد العامله ؟
نعم سيكون وراء الاجابه الحقيقيه وبلغة رجال الأعمال المزيد من الارباح بدون تكاليف وأجور وحوافز وأرباح وعلأوات ومكافأت … يعنى أرباح طائله بتكلفة أقل وفي وقت أقل وبدون وجع دماغ … أزاى ؟
باستخدام الروبوتات واجهزة الذكاء الاصطناعى محل الايدى العامله لذلك هم على استعداد للانفاق بلا حدود لتطوير هذه الأدوات ..
يعنى مضاعفه الثروات فى لمح البصر فى حسابات رجال الأعمال فى البنوك .. وبلغه الايدى العامله البشريه : “عشانا” عليك يارب !!
وأذا كانت البطاله تتزايد الآن فى كل أنحاء العالم وبشكل متنامى فماذا سيكون الحال بعد سنوات قليله جدا ؟
يؤكد تقرير صادر عن بنك الاستثمار جولدمان ساكس إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة حيث يتم الان في جميع أنحاء العالم اسناد بعض المهام والوظائف له …وبحسب التقرير فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا.
تخيلوا بعد فتره قليله جدا سيفقد 25% من العاملين وظائفهم فى امريكا وأوروبا ، وستكون اكثر الوظائف عرضه للتهديد هى الوظائف الإدارية والعمل القانوني والهندسة المعمارية والإدارة.
فى المقابل يقول التقرير أن فوائد ضخمة محتملة قد تحصل عليها قطاعات عديدة بسبب استخدام هذه التقنيات و ستؤدى إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7 %.
والسؤال هل سيكون لذلك جدوى اذا لم يجد من يشتري أو من ينعم به .. والا يؤدى ذلك الى كساد التجاره بلغه أهل الاقتصاد ؟
لان الامر ببساطه مرتهن بالسوق والقدره الشرائية للمواطنين ، فما هى الصوره وقد جلست المليارات من البشر فى البيوت بلا عمل بعد ان حلت اجهزة الذكاء الاصطناعى محلها فى المصانع والمتاجر والمنشأت
ستكون النتيجه الفقراء سيزدادون فقرا والاغنياء سيزدادون غنى ولكن بشكل فاحش فى الجانبين
طبعا اذا كان اهل امريكا وأوربا سيعانون من البطاله فمن باب أولى سيتم غلق الباب نهائيا امام الهجره اليها وبالتالى ستزداد هذه المجتمعات عجزا وشيخوخه وسيؤدى منع الهجره اليها الى انفجار أو طوفان من الدول الفقيره التى سيكون وضعها بالتالى أشد بؤسا
والسؤال ماذ سيفعل البشر بعد ان يجلسون فى البيوت بلا عمل وبلا دخل ؟
ماذا سيفعل العاطلون وهم يرون الروبوت يبيع لهم ويقدم لهم الشاى على المقهى ويستقبلهم فى المطعم .. الخ ولا يسمع منه جمله : اى خدمه ياباشا بهمز ولمز وسماجه لطلب البقشيش!
ما هو رد فعل السائقين وهم يرون المركبات تسير بلا بشر وتقف فى المحطات ولا تكسر الاشارات أو ” تزنق ” على سيارات الملاكى التى تسير أيضا وصاحبها يجلس فى الكنبه الخلفيه يتكلم فى الموبايل ولا يشد الحزام ولا يخشى من الرادار ؟
ماهو رد فعل الزوجات وهن بجوار ازواجهن امام ربوتات من الحسناوات يبتسمن ابتسامه حديديه بعيدا عن “مياصه ” ودلع الحسنأوت فى الكافتيريات والفنادق والمهم هل سيذهب الازواج الى هذه الاماكن بعد ذلك بمفردهم ؟!
هذا لا يعنى اننا ضد هذا التقدم المذهل لكن معرفه خطورته تتضح بعض معالمها مما يكشف عنه رائد الذكاء الاصطناعي جيفري هينتون فى حوار فى نيويورك تايمز بقوله أدت المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا الكبرى إلى تقدم لا يمكن لأحد أن يتخيله ، فقد تجاوزت السرعة التي يحدث بها التقدم توقعات العلماء و”لم يؤمن سوى عدد قليل من الناس بفكرة أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تصبح في الواقع أكثر ذكاء من البشر.. وكنت شخصيا أعتقد أن ذلك لن يحدث إلا في غضون 30 إلى 50 سنة أو ربما أكثر، وبالطبع، لم أعد الآن أعتقد ذلك”.
و الأمل الوحيد أن يعمل أهم العلماء في العالم يدا بيد لإيجاد حلول للتحكم في الذكاء الاصطناعي …يقول جيفري هينتون بعد ان استقال من شركه جوجل التى طورت أنظمة قادرة على معالجة كميات كبيرة جدا من البيانات تجعل هذه الأنظمة أكثر كفاءة من الدماغ البشري، وبالتالي فهي خطيرة للغاية.
ويضيف “الذكاء الاصطناعي يقضي على العمل الشاق”، مضيفا أنه “يمكن أن يقضي على ما هو أكثر من ذلك بكثير”،. فالقضاء على فرص العمل لن يسلم منها حتى الأكثر “ذكاء”، حتى وإن اعتقد بعضهم أنهم في مأمن من ذلك. وقال جيفري هينتون ستكون أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية قادرة على تطوير سلوكيات غير متوقعة بعد تحليل كمية كبيرة من البيانات، وقد أصبح هذا ممكنا، لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تولد الكود الخاص بها وتوجهه، مما قد يحولها إلى “أسلحة مستقلة” و”روبوتات قاتلة” ستكون بمثابه اكبر “تهديدات للبشرية”. والأخطر من ذلك إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الجهات الفاعلة الخطرة. ومن” الصعب معرفة كيفية منع الجهات السيئة من استخدامه لأغراض شريرة”.
والكارثه ستكون اشد عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، تطوير البشر “للجنود الآليين”.كما يرى هينتون الذى قرر في ثمانينيات القرن الماضي ترك جامعة “كارنيغي ميلون” في الولايات المتحدة، لأن أبحاثه هناك تم تمويلها من قبل البنتاغون!!
إذن ما الحل؟
يطالب جيفري هينتون بالتعأون الدولي الذى يشمل كل المختصين في هذا المجال، لكنه يشكك في القدرة على تحقيق ذلك قائلا: “قد يكون الأمر مستحيلا.. فلا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت الشركات أو الدول تعمل على مثل هذه البرامج سرا، والأمل الوحيد هو أن يعمل أهم العلماء في العالم يدا بيد لإيجاد حلول للتحكم في الذكاء الاصطناعي