مفهوم الظهير الشعبي.. مصطلح ليس بجديد علي مسامعنا
مفهوم الظهير الشعبي.. مصطلح ليس بجديد علي مسامعنا
بقلم / ابرام سامي
قبل عقد من الزمان ، انتشر مصطلح ” الظهير الشعبي ” ، أي مدى تأييد العامة للأنظمة الحاكمة .
المصطلح ليس بجديد كفكرة ، و التاريخ السياسي والإجتماعي منذ القرن السابع عشر يزخر بما يسمى Public support أي مدى الرضاء الشعبي
وغالبا الرضاء هو نتيجة الظروف الاقتصادية و الأمنية ، و الأمن لا يتعلق بالحماية من قوى خارجية فقط و إنما أيضا الشعور بالأمن من سطوة الحكومات ذاتها و التغول على حقوق المواطنين .
وإن كانت اللغة العربية شاعرية في مفرداتها ، وكان الغرض من نشر المصطلح التلويح بقوة الشعب في مواجهة الجماعات المتطرفة ، وقد كان .
الخيانة وعدم الإنتماء
إلا أنه بعد السيطرة النسبية على الأمور ، لم يعد هذا الظهير في الحسبان بل تعرض لضربات عنيفه نالت من معيشته أو حد الكفاف الذي كان يرضيه ومن ثم بدأ يئن أكثر ، و بدلا من مخاطبة الأنين ، تم اتهام أفراده بالخيانة وقلة الإنتماء .
هذا الظهير كان في منتهى العقلانية ، أكثر بكثير من حكومات بلاده ، فكان يتحمل بالرغم من الوهن و الضعف ..لأنه يرى الخطورة كونه الحلقة الأضعف حال الاضطرابات .
ضعف هذا الظهير ليس في صالح لا الأنظمة ولا البلاد سواء بشكل عام، أو بشكل خاص في فترات المخاطر الخارجية و التحولات و الترتيبات السياسية و إلاقليمية التي لن تستثني أحد من شراستها و في ظل وحش مخيف يرسم خارطة جديدة بالدماء .
لطالما كانت المناشدة بعدم تغليب مراكز القوى و أصحاب المصالح الضيقة على الظهير الشعبي …و تحويل المشهد الداخلي إلى سعار على المادة من أجل البقاء .
المداهنة ومخاطبة المشاعر
عبارة الظهير الشعبي و مقابلها public support المقصودة بعيدة تماما عن سياسة مخاطبة المشاعر والمداهنة .
إصطفاف الناس وهو ركن أساسي لمواجهة المخاطر الخارجية ، يتطلب ألا يكون ظهرهم محني و ألا يكونوا قد فقدوا الإنتماء جراء السياسات التي أنهكتهم و أشعرتهم أنهم بلا قيمة بعد تضحياتهم
الأمن الخارجي و الاستقرار يبدأ من أسفل الهرم بالداخل, و أقوى من أي هتافات .