مصر عشق لا ينتهي .. كلمات من القلب بقلم الكاتبة العمانية / حنان البلوشية
مصر عشق لا ينتهي.. منذ طفولتي وأنا أحمل في قلبي حبًّا كبيرًا لمصر، ذلك الحب الذي بدأ من بين جدران المدرسة، حين كانت معلماتي المصريات هنَّ من يزرعن فينا العلم والقيم والأخلاق. لم يكن دورهن مجرد تعليم الدروس، بل كنّ أمهات وأخوات وصديقات، وكنّ أصحاب الفضل علينا في التربية قبل التعليم. ومنذ تلك الأيام، بدأ خيط المحبة بيني وبين مصر ينسج حكايته.
عشق يكبر في حب مصر
مرت السنوات، وكبرتُ وكبر معي هذا العشق، حتى جاء اليوم الذي وطأت فيه قدماي أرض الكنانة. كانت تلك الزيارة الأولى بداية قصة طويلة لا تنتهي، قصة امتدت لأكثر من عشرين عامًا، أعود فيها إلى مصر مرة تلو الأخرى، وكأن شيئًا في روحي لا يكتمل إلا هناك.
مصر بالنسبة لي ليست مجرد بلد أزوره، بل هي وطن ثانٍ، وذكريات، ووجوه طيبة، وضحكة صافية من القلب. أحب شوارعها المزدحمة وصخبها الجميل، أحب جلسات الشاي على المقاهي القديمة، وأحب دفء الناس الذين يقابلونك بابتسامة مهما كانت الظروف.
زيارات جميلة لكل بقاع مصر
على مر السنين، تجولت في محافظات مصر وكأنني أقرأ كتابًا مليئًا بالقصص. زرت بورسعيد الساحرة حيث البحر يلتقي بالميناء، وشهدت في المنصورة جمال الدلتا وكرم أهلها، وفي دمياط شممت رائحة الخشب في ورش صناعة الأثاث. أما في الصعيد، فقد أسرتني المِنيا بتاريخها العريق وروحها الأصيلة، وهناك شعرت أنني أسير بين صفحات التاريخ.
وفي الإسكندرية، وقفت أمام البحر وكأنه يحتضنني، وفي الساحل الشمالي ومرسى مطروح عشت أجمل لحظات الصفاء وسط مياه لا تُصدق زُرقتها. أما القاهرة، فهي الحكاية الأكبر، مدينة لا تنام، تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، من خان الخليلي والأزهر وحتى أرقى أحياءها الحديثة.
طابع خاص لمحافظات مصر
كل محافظة من محافظات مصر تحمل طابعها الخاص، لكن ما يجمعها جميعًا هو ذلك القلب الكبير الذي ينبض بالحب والضيافة. ربما لهذا السبب، وبعد كل هذه السنوات، لا أستطيع أن أرى نفسي بعيدة عن مصر، فهي لم تعد مجرد مكان على الخريطة… بل أصبحت قطعة من روحي.
مصر… أنتِ الحلم الذي لم يتغير، والعشق الذي لا ينتهي
الكاتبة والإعلامية العمانية / حنان البلوشية الملقبة ب “حنووون عاشقة ام الدنيا”