مشكله في كل بيت …تعددت الأسباب والنار واحده 


مشكله في كل بيت …تعددت الأسباب والنار واحده 

بقلم/إيمان سامى عباس

فى كل بيت مشكله .. 

الزوج أو بالاصح” الأب” فى واد ..والزوجه أو بالاصح ” الأم” فى واد….والأولاد فى واد …!!

ويحتدم الصدام بين الجميع ويمتد، ظاهرا الى درجة الحده أو مرتديا فى بعض الأحيان زى “اللاحرب واللاسلم “أو ساكنا مابين النار والرماد ينتظر من يشعله

تتنوع الأسباب .. والنتائج تتفاقم ، منها ماهو أزلى ومنها ماهو طارىء ، منها ماهو مزمن ومنها ماهوالحالى بل والمستقبلى .. المهم تعددت الأسباب والنار واحده !!

نعترف فى البدايه ان الصراع الأزلى موجود و مستمر منذ خلق البشريه وحتى الآن.. أقصد صراع الاجيال .. وتتفاقم حدته كلما اتسعت الهوة بين الأجيال ..

و تزداد الحده الآن بالنسبه لجيل الأباء الحالى أوكما يعتقدون أنهم أكثر من الاجيال السابقه تضررا من هذه النيران بسبب التغيير الصاروخى فى المفاهيم والعادات والتقاليد واللغه والأزياء .. الخ ، لكن الاكثر تأثيراوخطوره يكمن مع انتشار وسائل الإعلام الحديثه والتطور التكنولوجى على وجه العموم وعالم الانترنت والسوشي ميديا على وجه الخصوص

على طرف الصراع يقف جيل الأباء أو المدرسين أو الرؤساء فى العمل وهم الموصمون ب” المحافظين ” من وجه نظر الأبناء باللفظ الأكثر تأدبا ولن اقول الكلمه التى تقال بالفعل حين تشتعل نيران الخلاف وهى ” المتخلفين ” وللحاق ببعض بقايا الخجل يضيفون للفظ المتخلفين جملة “عن الركب و المتمسكين بالموروث والتقاليد القديمة التي نشأوا عليها” .!!

وعلى الطرف الأخر يقف الأبناء أو الطلاب أو الموظفون ،وهؤلاء نشأوا في ظل انفتاح اجتماعي وثقافي واسع، يرفض كل ما هو تقليدي وموروث، وطبعا لاتقف الأزمه عند حد الاختلاف بل تتعدى ذلك إلى مستوى الصراع والأتهامات المتبادله .

• تهم السطحيه والتفاهة وقلة الخبره ..سهام من الأباء الى الأبناء ، ويرد الأبناء بسهام أكثر قسوه من عينة “التخلف والجهل” والتمسك بثقافة قديمة متعفنه عفا عليها الزمن والجهل الفاحش بمتغيرات الحياه الحدثيه والحياه التيك اواى

وتتجلى هذه الصراعات فى صوره حاده فى المجتمعات التى تمر بمراحل انتقالية صعبة حاصه بعد الثورات او التغييرات الجذريه فى أنماط السلوك والتفكير والتى يكون لها أكبر الأثر فى تتشكيل أفكار واتجاهات الأبناء حيث الانتقال من مرحلة القيود الأسريه وتلقي الأوامر والتعليمات إلى مرحلة الحريات والقدرة على التعبير، خاصه مع تطور أشكال الأعلام الأليكترونى

وهنا يقف الأباء عاجزين عن التقدم للامام فى اتجاه ابناءهم ولا يبقى امامهم الا ارغام الأولاد على العيش في ظل ثقافة محافظة لاعتقادهم بأنَّ هذا التطور في الفكر والاتجاه يقود الشباب إلى الهاوية ، وهو ما يرفضه الأبناء بالطبع، وبهذا تتولد جذوه الصراع وأسبابه

والراصد للمشهد الأن يرى بعض اسباب الصدام ولكنه لا يستطيع رصد كل جوانبه .. فقد يعرف بدايته ولكن لا يعرف نهايته الممتده الى حيث تقوم الساعه

• مثلا .. هل اللغه ومتغيراتها أحد أوجه الصدام ؟ّ!

ممكن .. فلقب الأب على لسان الأبناء كان ” أبويا” ثم بابا ثم بابى ثم دادى ثم الحاج ثم حجيج وبعدين الأسم مجردا من أى لقب ووصل الحال الى يااسطى وقشطه وحلاوه ومابينهم من القاب وهو ما يترك الأثر

• ومن اللغه واللقب الى العادات والتقاليد .. منحى أخر … كان الأب سي السيد، لم يكن الأبن يجرؤ ان يناقش ابيه وليس ان ينام ولا يتحرك له ساكنا وهو مفنجل العينين وابيه يدخل عليه ، وهو جالس بجواره ، ولم يكن الأبن يستطيع ان يظل جالسا وابيه داخل عليه غرفته او فى اى مكان فى البيت ، الآن يضع الأبن او الأبنه رجلا على رجل واحيانا تتدلى من الفم السيجاره أو “لى ” الشيشه وأنا اعرف رجالا ماتوا فى الستين ولم يجرؤوا ان يدخنوا سيجاره امام الأب !

• نقول كمان ولا كفايه !!

• ويأتى العامل الأقتصادى ليكون أحد مرتكزات الأزمه .. كل أفراد الأسره ينظرون الى مالايملكونه ، من الموبايل الى السيارة الى الشقه الى اللبس والحذاء .. الخ

من يحمل موبايل يحلم بالأحدث حتى يصل الى ماركات تفوق ال100 الف جنيه ، ومن لايملك عجله ينظر الى من يملك مرسيدس ومن يملك مرسيدس ينظر لمن يملك طائرة أو يخت …من يسكن غرفه ينظر لمن يملك شقه ومن يملك شقه ينظر لمن يملك فيلا و ومن يملك فيلا ينظر لمن يملك شاليه على البحر ..هكذا

والكارثه ان الأعمال الدراميه ترسخ لأوضاع أجتماعيه يظنها الكثيرون انها هى “العادى ” والطبيعى الذى يستطيع الأب تحقيقه بسهوله ، العادى مثلا ان تسكن فيلا بحمام سباحه وسيارة أحدث موديل وبسائق مع طاقم من الخدم ويملك الشخص شركه تكسب من الهوا، و ترسخ بعض الاعمال الدراميه الأخرى ان الفهلوه والنصب هى الطريق الملكى للثراء والثروه !!

بأختصار لاأحد يرضى بما يملك ولاأحد قانع بما لديه وهذا سر الازمه وسبب ارتفاع نسب حالات الطلاق والأنفصال والتفسخ الأجتماعى ، والأب أو الأم يجدان انفسهما عاجزين عن تلبيه هذه الأحتياجات المبالغ فيها ، واصبحت جملة ” أنتم بتخلفونا ليه ” ..جمله سائده بين الاولاد حين يقارنون وضعهم بما يرونه على شاشات التليفزيون أو الأنترنت !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.