حسام الأطير يكتب : ليلى طاهر ..ملكة جمال السينما المصرية
كتب: حسام الأطير
لا أبالغ حين أصفها بملكة جمال السينما المصرية فهي فعلا تستحق ذلك .
ولدت شرويت مصطفى إبراهيم وهو إسمها الحقيقى فى مارس عام 1939م ، وعُرفت فيما بعد فنيا بإسم ليلى طاهر ، وقد درست الخدمة الإجتماعية إذ كان يرغب والدها بأن تصبح أخصائية إجتماعية ، لكن رغبتها في الفن حالت دون تحقيق هذا التخطيط من أسرتها ، خصوصاً أنها أحبت التمثيل منذ صغرها ،فكانت تشارك في المسرح المدرسي في كل المراحل الدراسية ، وفي الجامعة أيضاً إشتركت في أسبوع شباب الجامعات .
ج
أثناء دراستها الإبتدائية صنعت لها والدتها حجاباً ليلازمها طوال حياتها ، فلقد كان وقتها الاعتقاد في الحجاب والسحر موجوداً قبل تطور التكنولوجيا ، ولجأت والدتها لهذا الأمر لأنها أثناء خضوعها للإمتحان في المدرسة تركت الورقة فارغة تماماً رغم محاولة المراقب مساعدتها في الاجابة على بعض الاسئلة ، فقررت والدتها أن تصنع لها حجاباً أعده لها شيخ لكي يرافقها النجاح فاحتفظت به حتى بعد دخولها التمثيل وحصولها على الشهرة ، وفي إحدى المرات نسيت المشهد الذي تصوره وإكتشفت ليلى طاهر أنها نسيت الحجاب يومها ، ولكن عندما تزوجت المخرج حسين فوزي أخذ الحجاب منها ليقرأه فوجد طلاسم وكلمات غير مفهومة ، ففهمت حينها أن النجاح بالكفاح والموهبة ..
إكتشفها رمسيس نجيب والذى إختار لها إسم بطلة من بطلات قصص الكاتب إحسان عبد القدوس( ليلى ) لحبها الشديد للفنانة ليلى مراد ، وتركت العمل كمذيعة للتفرغ للفن .
وكانت البداية من خلال فيلم “أبو حديد” أمام فريد شوقي وذلك في عام 1958م ، وبعدها بعام شاركت في “عاشت للحب” و “قبلني في الظلام” و “حب حتى العبادة” ،وفي عام 1960م ، قدمت “يا حبيبي” وإلى جانب التمثيل بدأت أيضاً العمل مذيعة وذلك مع بداية التلفزيون في عام 1960م ، فقدمت العديد من البرامج الناجحة وفي تلك الأثناء إلتقت بالمخرج التلفزيوني روبير صايغ ، الذي شجعها على تقديم برامج ناجحة منها برنامج “مجلة التلفزيون” ، وبعدها بفترة طلب منها التعيين كمذيعة إلا انها رفضت وقررت أن تتفرغ للتمثيل ..
وفي عام 1961م ، قدّمت ليلى طاهر “لا تطفئ الشمس” و “وحيدة” و “الحب كده” و بعدها قدمت “آخر فرصة” و “حيرة وشباب” و “صراع الأبطال” و “امرأة في دوامة” و “للنساء فقط” و “الناصر صلاح الدين” و “القاهرة في الليل” و “ثمن الحب” و “سنوات الحب” و “الأيدي الناعمة” و “رجل في الظلام” و “المراهقان” و “الخائنة” و “المدير الفني” و “عدو المرأة” و “زمان يا حب” و “أريد حلا” و “الأزواج الشياطين” و “ثالثهم الشيطان” ، واستمرت في مشوارها في الثمانينات بالرغم من اعتزال بعض نجمات جيلها فقدمت اعمالاً مثل “عفوا أيها القانون” و “تضحك الأقدار” و “لمن يبتسم القمر” و “أسعد الله مساءك” و “لا تدمرني معك” ..
شاركت ليلى طاهر في فيلم الناصر صلاح الدين بشخصية زوجة ريتشارد قلب الأسد ، وكانت ترى في بداية العمل بأنها شخصية قوية مثل زوجها فتخوفت كثيراً من قبول العمل ، ونقلت وجهة نظرها للمخرج يوسف شاهين والمنتجة آسيا ، فقال لها يوسف شاهين “انتي هبلة حد يرفض دور زي دا” و بأنه كمخرج لا يريد فنانة لها الهيبة والصولجان ، فهو يريد شخصية امرأة هادئة ومتدينة وتعتبر ليلى طاهر أن هذا الفيلم من النقلات المهمة في حياتها ، مثل فيلم الأيدي الناعمة .
وعلى الرغم من أن ليلى طاهر لم تحصل على البطولة المطلقة في بدايتها وشبابها حيث كانت تشارك في العديد من الأعمال بأدوار هامة ، لكنها حظيت بالبطولة بعد أن تجاوزت الخمسين من عمرها ، وذلك بشخصية الأم التي نجحت في تقديمها في افلام ومسلسلات عدة ، ومن اشهر اعمالها في هذه المرحلة “يوميات امرأة معاصرة” و “القانون لا يعرف عائشة” و “الأسطى المدير” و “الطقم المدهب” و مسلسل “عائلة الأستاذ شلش” و “رجل آيل للسقوط” و “عقدة ماما عزيزة” ،وظلت تشارك في العديد من الأعمال مع جيل الشباب فقدمت أم الممثل المصري محمد هنيدي في فيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” ، وآخر أعمال ظهرت بها كان “ملكة في المنفى” و “الباب في الباب” و “قصص النساء في القرآن” ، قبل أن تبتعد عن الفن .
تعددت زيجات ليلى طاهر ، فلقد تزوجت لأول مرة من محمد الشربيني ، وهو والد ابنها الوحيد أحمد ، ولكنها انفصلت عنه لرفضه عملها بالفن والتمثيل ،وبعدها تزوجت المخرج حسين فوزي وانفصلت عنه أيضاً بعد ثلاث سنوات ، والمرة الثالثة كانت من الصحفي نبيل عصمت .وبعدها تزوجت من الممثل يوسف شعبان وقد تزوجا في عام 1964م ، ودام الزواج لأربع سنوات انفصلا خلالها ثلاث مرات ،وقالت ليلى طاهر في حوار لها إن السبب كان العصبية الشديدة التي ميزت كل منهما ، وأيضاً الغيرة بالرغم من عملهما في مجال واحد ، ولكن المناقشات والمجادلات كانت تصل لطريق مسدود ،وفي كل مرة كان يتدخل الأصدقاء لتتم العودة ، لكن بعد الطلاق الثالث لم تكن هناك عودة مجدداً .
أما الزيجة الخامسة فهي من الملحن خالد الأمير ، وبعد الطلاق تزوجت للمرة السادسة ، لكن هذه المرة من خارج الوسط الفني .
وقالت ليلى طاهر عن تعدد زيجاتها إنها كانت ترغب في الإستقرار ، وأيضاً ألا تتسبب في غضب إبنها الذي كانت تساعدها والدتها في تربيته ، لإنشغالها بأعمالها الفنية ..
ليلى طاهر تعشق طبق الفول المدمس عشقاً مختلفاً عن اغلب الأكلات ، فكان معروفاً عنها هوسها بالفول وقررت أن تتعلم صنعه ، إلا انه في احدى المرات قامت إحدى صديقاتها بوضع صبغة يود معه مما أدى لتسممها ، ونُقلت سريعاً للمستشفى وقررت وقتها عدم صنعه مجدداً والإكتفاء بشرائه .