لن نصبح كلنا عباقرة
لن نصبح كلنا عباقرة
كتب : على امبابي
الغالبية من الناس يعتقدون أن دراسة وتوثيق الاحتمالات الواقعية يغطي كل البدائل المتاحة.
وقد يكون هذا صحيحا بالنسبة للانظمة الجامدة – أى الأنظمة المحكومة بقواعد راسخة مثل العلوم الرياضية ، أما فى مواقف الحياة الحقيقية فإن هذا نادرا ما يكون.
الاحتمالات الواقعية
و من هنا نستطيع أن نقول إن الاحتمالات الواقعية لا تغطي كل البدائل المتاحة ، وهناك أيضا مستويات مختلفة لتلك البدائل ، وينبغي ألا يكون هناك ربط بين اللحظات التي نتوقف فيها للإبداع.
وهى بمثابة تخليق مزيد من البدائل ، وبين وجود مشكلات أم لا فالتوقف للإبداع، ليس فقط علاج للمشكلات بل أيضا لجعل الاشياء تؤدى بطريقة أفضل .
لذلك ، دائما ما اسأل هل التميز والتفرد فى الأفكار والرؤى ، مسألة مهارة يمكن اكتسابها أم موهبة فطرية تولد مع الشخص فى جيناته الوراثية أو ملكة ذاتية يتمتع بها البعض، ولايتمتع بها الآخرون ؟
والإجابة الصحيحة أنه يمكن أن يكون كل هذه الأشياء، ولكننى لا أجزم بذلك.
وعلى ذلك ، إن الناس لديها الاستعداد وبصورة هائلة لقبول أن الإبداع هو مسألة موهبة فطرية، أو ملكة ذاتية وصفات جينيه وراثية .
وبالتالي إذا لم تكن لديهم ، فالافضل أن يتركوا أمر الإبداع لأشخاص آخرين ، و لذلك فأنا أؤكد دائما أولا فى اجابتى عن السؤال السابق.
أنه من الممكن تنمية مهارات ” التفكير المتميز” عن طرق تقنيات ” التفكير الغير تقليدي” ، أو التفكير خارج الصندوق على سبيل المثال ، ثم أعقب بعد ذلك قائلا ” أنه يظل هناك أناس سيتميزون في ذلك أكثر من آخرين”.
هل الابداع هبة خاصه
وأنا لا أحب فكرة أن الإبداع هو هبة خاصة لأناس دون آخرين ، أننى افضل أن أنظر إلى الإبداع على أنه جزء طبيعي، وهام من تفكير كل شخص.
وهذا لايعني بالطبع أننا كلنا سنصبح عباقرة ، كما أنه ليس كل من يلعب التنس سيفوز ببطولة “رولان جاروس ” الشهيرة .
إلا أن هذا لا يعني عدم بذل المجهود لنيل شرف المحاولة، حتى وإن لم يصل إلى مراده .
ومع ذلك ، انا لا أعتقد أنه من الممكن تغيير طباع الناس الداخلية ، أو تفكيراتهم العقلية وتفسيراتهم للمواقف التى يتعاملون معها .
ولكن من الممكن إذا شرحنا لهؤلاء منطق الإبداع أن نؤثر بذلك على موقفهم من الإبداع ، إن أحدا لا يحب أن يكون شخصاً ذا جانب واحد فقط .
وإن التفكير المتميز عادة ما يكون فى وضع غير ذى قوة ، لأن البعض لا يراه جزءا ضروريا من التفكير.
الحصاد
إحدى النقاط التي تعاني لدينا ضعفا بالعملية الإبداعية هى النقطة الخاصة ب حصاد الرؤى . ولقد شاركت فى العديد من جلسات الفكر والثقافة الإبداعية ، و التى انبثقت منها العديد من الأفكار الجيدة، ومع ذلك لم تسجل أو يتم التقاطها من قبل هؤلاء المشاركين بتلك الجلسات .
وإننا نميل للاهتمام فقط بالحل المتميز النهائى ، ونتجاهل أفكار الحلول الأخرى التقليدية رغم أنها قد تكون ذات قيمة ما أيضاً . إذ قد تحتوي على اتجاهات لمفاهيم أو لأفكار جديدة، أو أفكار لم تكتمل بعد وفى حاجه لمزيد من الجهد .
ربما ، مبادئ جديدة لم ترتدي بعد ثوب التطبيق الفعلي ، وكل تلك الأشياء ينبغي أن تلاحظ لأن في إهمالها، إهدارا للجهد المبتكر الذي بذل أثناء السير في طريق الوصول للحل النهائي .