كيف يصبح الصيام تجربة ممتعة للأطفال .. نصائح هامة نتعرف عليها سويا 

كيف يصبح الصيام تجربة ممتعة للأطفال

الصيام ركن أساسي من أركان الإسلام ، وهو عبادة تحمل معاني روحية وتربوية عظيمة، يسعى الآباء والأمهات لغرسها في قلوب أطفالهم منذ الصغر، كيف يصبح الصيام تجربة ممتعة للأطفال تعرف على الإجابة مع أخبار مصر24.

بقلم / نجلاء نادر

كيف يصبح الصيام تجربة ممتعة للأطفال ؟

ورغم أن الصيام لا يجب على الطفل قبل البلوغ، إلا أن تعويده تدريجيًا على هذه العبادة يرسخ في نفسه معاني التقوى والصبر والانضباط، كما ينشئ لديه ارتباطًا وجدانيًا بشهر رمضان وروحانياته الجميلة.

غير أن تعليم الأطفال الصيام يحتاج إلى حكمة وصبر وأساليب تربوية تراعي عمر الطفل وقدرته الجسدية والنفسية، حتى تكون التجربة إيجابية ومرغوبة.

أهمية تعليم الأطفال الصيام

تعليم الطفل الصيام منذ الصغر يعزز عنده الشعور بالمسؤولية والانتماء لدينه وأسرته ومجتمعه، خاصة عندما يرى أن جميع أفراد الأسرة يشاركون في الصيام والعبادات المرتبطة به.

كما أن إشراك الطفل في طقوس رمضان المختلفة، مثل صلاة التراويح، وقراءة القرآن، والجلوس على مائدة الإفطار، يعمق لديه الشعور بروح الشهر الفضيل ويزيد تعلقه به.

مراحل التمهيد لتعليم الأطفال الصيام:

1. التوعية والتهيئة النفسية 

* التمهيد يبدأ قبل حلول شهر رمضان بوقت كافٍ، من خلال حديث الأبوين مع الطفل عن شهر رمضان وأهميته وفضله، باستخدام لغة بسيطة تناسب سنه.

* يمكن للآباء سرد قصص جميلة حول فضائل الصيام، وربطها بمكافآت الله للصائمين، مثل دخول الجنة وفتح أبوابها للصائمين.

* كما يمكن الاستعانة ببرامج الأطفال الهادفة التي تعرض محتوى توعويًا دينيًا ممتعًا حول رمضان.

2. الصيام التدريجي

* ليس المطلوب أن يصوم الطفل الصغير اليوم كاملاً، فالصيام بالتدريج هو أفضل أسلوب تربوي معه.

* يمكن في البداية أن يصوم الطفل بضع ساعات فقط، مثل الصيام من بعد الفجر حتى الظهر، أو من العصر حتى المغرب.

* ويمكن كذلك تقسيم يومه إلى مراحل، بحيث يحصل على فترات راحة بين فترات الصيام. التدريج يجعل الطفل يشعر بالإنجاز، كما يمنحه شعورًا إيجابيًا تجاه الصيام بدلًا من اعتباره عبئًا ثقيلًا.

3. القدوة الحسنة 

* الآباء والأمهات قدوة أساسية لأطفالهم، فالطفل يقلد ما يراه أكثر مما يسمع.

عندما يرى الطفل والديه وأخوته الكبار يصومون برضا وسعادة، ويحرصون على العبادات في رمضان، فإنه سيرغب بشكل تلقائي في تقليدهم والشعور بأنه “كبير” مثلهم.

أساليب تحبيب الطفل في الصيام:

1. إشراك الطفل في أجواء رمضان لجعل رمضان تجربة محببة للأطفال، يمكن إشراكهم في تحضيرات الشهر مثل تعليق الزينة في المنزل، أو إعداد مائدة الإفطار، أو المساعدة في توزيع التمر والماء على الصائمين، هذا يعزز ارتباط الطفل بأجواء الشهر ويجعله يشعر بأنه جزء مهم من هذه المناسبة الدينية.

2. المكافآت والتشجيع تشجيع الطفل من خلال المكافآت المعنوية والمادية يحفزه على مواصلة الصيام، يمكن للأبوين إعداد “جدول متابعة” يضع فيه الطفل علامة أو نجمة في كل يوم يصوم جزءًا منه، على أن يحصل في نهاية الشهر على مكافأة يحبها، كما يمكن تقديم مكافآت يومية بسيطة مثل الحلوى أو الألعاب الصغيرة أو حتى كلمة تشجيعية مثل “أنت بطل اليوم”.

3. تعزيز المعاني الروحية من المهم أن يدرك الطفل أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو عبادة تهدف لتقريب المسلم من الله وتعليمه الصبر وضبط النفس. يمكن ربط الصيام بسلوكيات إيجابية أخرى مثل الصدق، والأمانة، ومساعدة الآخرين، بهذه الطريقة، يدرك الطفل البعد الأخلاقي والروحي للصيام، وليس فقط البعد الجسدي.

مراعاة الجانب الصحي والنفسي :

لا بد أن يراعي الأهل عمر الطفل وحالته الصحية عند تشجيعه على الصيام، الطفل الصغير أو الضعيف بدنيًا لا يُجبر على الصيام الكامل.

كما يجب على الوالدين متابعة الطفل طوال اليوم للتأكد من عدم تأثره بدنيًا، مع تقديم النصائح المستمرة حول أهمية شرب الماء في السحور وتناول أطعمة مغذية عند الإفطار.

أجواء المنزل ودورها في تشجيع الطفل الجو الأسري الدافئ والمليء بالحب والدعم من أقوى العوامل التي تشجع الطفل على الصيام. عندما يرتبط رمضان عند الطفل بذكريات جميلة، مثل تجمع الأسرة حول المائدة، وسماع دعاء الإفطار، والمشاركة في صلاة التراويح، فإنه يشعر بالسعادة والفخر لانتمائه لهذا الجو الإيماني.

تعليم الأطفال الصيام رحلة تربوية وروحية تحتاج إلى الحكمة والصبر من الوالدين، مع التركيز على جعل التجربة إيجابية ومرتبطة بذكريات جميلة في ذهن الطفل. الهدف ليس فقط تدريب الطفل على الامتناع عن الطعام والشراب، بل غرس حب العبادة والتقرب إلى الله، وتعويده على الصبر والانضباط، ليكبر محبًا لدينه وفخورًا بهويته الإسلامية.

نجلاء نادر

معالج سلوكى واستشارى صحة نفسية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.