كيف نصنع حياةً ذات معنى وطمأنينة..القناعة واليقين: مفتاح الراحة الداخلية

بقلم /إيمان سامي عباس

كيف نصنع حياة ذات معنى .. مع مرور سنين العمر يصبح واضحًا أن الحياة ليست جديرة بكل هذا العناء إذا فُهمت خطأ. الحياة بسيطة لأولئك الذين يعقلونها، وتعقيدها لا يعود للطبيعة بل لطريقة نظرنا إليها. نحن خلقنا للعبادة والعمل والاجتهاد وتحقيق الذات، لكن قيمة الإنسان تُقاس بما يقدمه من نفع للناس وبما يتركه من أثر طيب وذكرى حسنة، وبمدى إخلاصه في أداء الرسالة التي خلق لأجلها لإرضاء الخالق عز وجل.

 

مغريات الدنيا

مغريات الدنيا من منصب ومال وذرية قد تبدو سعادة حقيقية، لكنها تصبح امتحانًا ومسؤولية أكثر منها حقًا. من نظر إلى هذه النعم كمنحة من الله استخدمها في موضعها الصحيح فكان لها أثر نافع، ومن اعتبرها حقًا صار عبئًا قد يتحول إلى نقمة يحاسب عليها المرء يوم لا ينفع الندم. لذلك على الحكيم أن يتعامل مع النعم بمسؤولية وإحسان.

السعادة قرار ينبع من الداخل، من رضى وقناعة ويقين بالله. نتيجته طمأنينة في القلب وراحة بال في الحياة. الخوف من الله ليس رهبة مدمرة بل هو طمأنينة وقوة تمنح الإنسان الهيبة عند الناس وتحصنه من الذنوب. أما البُعد عن الله فثماره الخزي والضعف. لذلك يكون تقوية الصلة بالله وتصويب النية أساسًا لسلوك حياة متزنة ومطمئنة.

 

سبيل الأسوياء 

نحن بشر خطاؤون، والاعتراف بالخطأ ثم العودة عنه هو سبيل الأسوياء. التمادي في الخطأ دليل غفلة قد لا تُنبهنا إلا بعد فوات الأوان. ومع ذلك، الرحمة واسعة: أحيانًا يُغلق الله بابًا أمامنا ليس عقابًا بل حفظًا ورحمة، فالباب المغلق قد يمنع عنا مكروهًا أو يفتح لنا خيرًا لم نكن نتوقعه. إن فهم ذلك بثقة ورضا يخفف من وقع الخسارة ويقوّي الإيمان.

الصحة والهدوء النفسي أسمى من الجدال والصراع. عندما نعلم أن صحتنا أولويتنا، وأن الهدوء أغلى بكثير من إثبات الرأي، نصبح أكثر قدرة على الحفاظ على السلام الداخلي. اترك أمرك لله واجتهد في اصلاح النفس—فمن لم يكن عدوًا لنفسه لن يجد خصومًا حقيقيين في الحياة.

السعي إلى السعادة ليس سهلاً؛ إنه جهاد داخلي يستحق المحاولة. وباليقين أن الله مع من يجتهد للاقتراب منه يصبح الطريق أهون. النبي ﷺ كان يسأل الله الرضا ويستشعر حاجة الإنسان إلى تزكية النفس، كما ورد عنه: «اللهمّ اتْنَفْسِي تَقْوَاهَا… اللهمّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشَع ومن نفس لا تشبع». فلنحرص على تزكية النفوس ونعمل بيدٍ مخلصة لننال سعادةً دائمة وراحةً لا تزول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.