قراءة في كتاب “المرايا المتجاورة”لجابر عصفور .. تفاصيل مختلفة

قراءة في كتاب “المرايا المتجاورة”لجابر عصفور .. تفاصيل مختلفة

.. وفاء عبد السلام

 

“تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني؛ وزيرة الثقافة تحت إشراف الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافةنظم الدكتور جابر عصفور أمسية ثقافية حول كتاب “المرايا المتجاورة” للكاتب الدكتور جابر عصفور.

أدار الأمسية الدكتور طارق النعمان، وتحدث في الأمسية الدكتور خيري دومة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، والكاتب والمفكر الدكتور سمير مرقس.

بدأت الأمسية بكلمة للدكتورة هالة فؤاد، مؤسسة “صالون جابر عصفور”، شرحت فيها ظروف إنشاء الصالون. وذكرت أن الدكتور خالد أبو الليل كان قد اقترح إنشاء صالون جابر عصفور مع مجموعة من أصدقائه وطلابه. وكان من المقرر أن يقام الصالون بكلية الآداب جامعة القاهرة، إلا أن الظروف حالت دون إقامة الصالون، فكان الحل البديل هو إقامة الصالون بالمجلس الأعلى للثقافة.

 

لافتاً إلى أننا اليوم جميعاً في ضيافة هذا الرجل، إذ ترفرف روح جابر عصفور في كل ركن من أركان المجلس. لم يكل جابر عصفور أو يكل، ولم يتوقف عن العمل والابتكار، وكان المجلس بداية المركز الوطني للترجمة، الصرح الذي أسسه جابر عصفور، كما أسس مجلة فصول، أهم دوريات النقد الأدبي في الوطن العربي، مذكراً بأن عصفور ترك أكثر من 60 كتاباً بين تأليف وترجمة.

ووصفت الدكتورة هالة فؤاد أهداف الصالون، موضحة أنه خطوة ضمن مشروع جابر عصفور التنويري، إذ يهدف إلى العمل على إحياء ذكرى رموز التنوير في تاريخنا، تلك الرموز التي تحدث عنها عصفور في كتابه “حواشي على “دفتر التنوير”، قائلًا عن عصفور إنه كان رجل حلم وشغف بالثقافة لتكون كالماء والهواء. كما ذكرت أن من أهداف الصالون تحفيز حركة النقد الأدبي، والحوار مع عصفور ونقده والتغلب عليه. وتحدث الدكتور سمير مرقس عن الدور الذي لعبه جابر عصفور خلال أحداث 25 يناير من خلال لجنة المصالحة بين المثقفين والأزهر حول الدولة الدينية والمواطنة، معلنا أن عصفور كان من نوع الرجل الذي يرحل وتبقى أفكاره ممتدة. بعد رحيلهم.

وتحدث ماركوس عن أوجه التشابه بين الدكتور طه حسين وجابر عصفور، مؤكدا أن الدكتور طه حسين لم يغادر خيال جابر عصفور منذ أن كان طفلا، كما صرح عصفور في مذكراته. وكان يستلهم في مواقفه وتعامله مع مختلف القضايا طه حسين واهتماماته، وإن كان كل ما فاته طه حسين، بطبيعة المرحلة التاريخية وبطبيعة تكوينه وحياته، استكمله جابر عصفور بحسب لمعايير ذلك الوقت، حيث أن الواقع الاجتماعي في زمن عصفور كان أكثر تعقيدا وتشابكا، وحدد مارك خمسة أشياء مشتركة بين الرجلين، وأول شيء مشترك هو الحرية، وناقش ذلك في ضوء الثلاثية العجز الجنسي، إذا جاز التعبير. وهي الفقر والمرض والجهل.

والقاسم الثاني هو العقلانية، والوصول إليها عن طريق العلم، مع ذكر التشابه بين الرجلين في المراحل التي مرا بها من حيث وجود منهج يتناسب مع اللحظة الزمنية التي عاشاها، والانفتاح على نظريات جديدة فيما يتعلق بالنص. .

أما العامل المشترك الثالث فهو المهام المنهجية والمعرفية والعلمية المشتركة لكل منهما”, “والفكرة التي تثير اهتماماً كبيراً هي وجود نوع من المصالحة والتعايش والتداخل بين التراث والحداثة.

أما المشترك الرابع فكان المستقبل والمشروع الثقافي، أما الخامس فكان حول فكرة الجهود الفكرية للرجلين والتي مكنت كل منهما من استخلاص مفاهيم لم تكن معروفة في المجتمع المصري وأبرزها فكرة فكرة المواطنة.

وألقى الدكتور خيري دومة قراءة لكتاب “مرايا مجاورة” للدكتور جابر عصفور، موضحا أن ذلك الكتاب كان مرحلة مبكرة في حياة جابر عصفور، والتي تجاوزها عصفور كثيرا في حياته، لكنه كان في ذلك الوقت محور الاهتمام. من التفكير الذي شغله لسنوات، وأكد أنه من الصعب فهم قيمة ذلك. ولا يمكن أن نضع الكتاب في الإطار النقدي والسياسي والثقافي الذي نشر فيه، إذ ظهر الكتاب لأول مرة عام 1983، في العدد الأول من سلسلة الدراسات الأدبية للهيئة العامة للكتاب.

وقال دومة إن عصفور كتب مقالاً عن هذا الكتاب بعد 25 عاماً من نشره في مجلة العربي الصغير الكويتية، عن ظروف تأليفه للكتاب، وكيف انشغل بكلمة “مرآة” التي ترددت بشكل متكرر. تكرر في وصف طه حسين. وذكر دومة أن عصفور كان تحت تأثير البنيوية عندما اهتم بتأليف الكتاب، موضحا أن جاذبية البنيوية في العالم العربي ارتبطت بكونها قدمت رؤية متناغمة مع العلم، في وقت برز فيه الوعي النقدي الجديد. بعد أن شعر 67 شاعراً أنه يقف خلف عالم من الفوضى. فالبنيوية هي فعل وعي بظواهر متباينة ظاهريا، مؤكدا أن عصفور ركز بشكل واضح على صيغة البنيوية التوليدية ليكتشف الصيغة التكوينية التي يبنى عليها فكر طه حسين، ويعامل إنتاجه كوحدة كاملة، فالمرايا متعددة ويرى عصفور أنهما يظلان في حالة من التجاور والتناقض في الوقت نفسه.

 

مع الإشارة إلى أن عصفور قسم أعمال طه حسين إلى قسمين، مرايا الأدب ومرايا النقد، فقد سحب العنوان الرئيسي من معظم العناوين الداخلية في القسم الأول، لكنه تخلى عن كلمة “مرايا” في عناوين القسم الثاني. يصف دومة الكتاب بأنه يقدم المسح الأوسع لأعمال طه حسين ومحاضراته ومقالاته.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.