بقلم : ا.د جهاد محمود عواض
” بابا مات خلاص مش هاتشوفيه تانى “
هذه هى الجملة الشهيرة التى قالها المخرج خيرى بشارة لسيمون لعلمه بوفاة والدها أثناء تحضيرات فيلم ” أيس كريم فى جليم ”
عندما جاء المشهد الذى تبكى فيه سيمون لفقدها والدها فى الفيلم عبرت بصدق وإحساس موجع لا يفهمه إلا من تعرض لألم الفقد الحقيقى وإحساسه بعبارة بابا مات خلاص …
العين تبكى والقلب يدمى وكل أجزاء الجسم والروح تتأثر بألم ووجع الفقد
لم تكن سيمون وحدها هى التى فقدت والدها فى هذا الفيلم وإنما كل الأبطال أصحاب الأحلام الضائعة فى الفيلم
فها هو سيف البطل الذى جسده الفنان عمرو دياب يتيم الأب وآيه التى أحبها يتيمة الأم وفقدت والدها فى هدوء وصديقه اليسارى أشرف عبد الباقى يتيم الأب والأم وسيمون يتيمة الأب
كلهم شباب فاقدى الأب والأم وعبروا بصدق عن جيل صاحب حلم ضائع ساعدهم حماسهم على التغلب على الصعاب وهو ما عبر عنه عمرو دياب فى كلمات أغانى الفيلم ” وهاعاند أيوة هاعاند دايما من غير تسليم ” – ” لو شمس الدنيا دى غابت أنا شمسى تشق الغيب ”
فيلم ” أيس كريم فى جليم ” يمثل فى رأيى واحد من أعظم الأفلام التى شاهدتها فى حياتى ، الفيلم لم يتحدث عن الرومانسية فقط ولا الحب فقط ولم يتحدث عن الوصول للنجاح بسهولة.
وإنما تحدث عن أشياء أعظم تحدث عن وجع الفقد تحدث عن حضن الألم تحدث عن الحلم الضائع وكيفية التغلب على الصعاب والمشاعر السلبية من أجل تحقيق الأحلام تحدث عن الصبر وعدم الاستسهال والوصول بطرق سهلة وبسيطة وإنما الكفاح والتحدى من أجل الوصول للحلم .
” أنا جوا دماغى حاجات هاتغير وجه الكون ”
هذا العام هو عام ٢٠٢٤ وستظل الناس حاسين بالبرد لكن خلى قلبك شم نسيم
2024 : إحنا مش محتاجين ننجح وإحنا مرتاحين إحنا محتاجين ننجح وإحنا فرحانيين بمجهونا جوا دماغنا حاجات هاتغير وجه الكون
إحضنوا آلامكم فلا تسمحوا لها بالتأثير عليكم ولا تسمحوا لأنفسكم أن تضروا بها غيركم فلابد أن نكون ثابتين أمام كل المتغيرات وكل الآلام والأوجاع
وجع فقد وجع حرمان من مشاعر أو هز كيان …. خلى قلبك شم نسيم وهاتوصل رغم الوجع إن شاء الله … جهاد
كاتبة المقال
ا.د جهاد محمود عواض
أستاذ الأدب المقارن والنقد الحديث بكلية الألسن جامعة عين شمس
عضوة لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومى للمرأة