عباس كامل وعمر سليمان…رصيدهما لم ينفذ :بقلم / طه امين

عباس كامل وعمر سليمان…رصيدهما لم ينفذ

لست محللا امنيا ولكني كصحفي ربما كنت اري مصر جيدا من الخارج .. ( نقطة ومن اول السطر ) !

بقلم طه امين

الصحفي الواعي بهيكلية المنظومة الامنية في مصر وأنشطتها ومساراتها وتفاعلاتها وحركة دورتها الدموية لابد ان يقف مليا امام قرار الرئيس السيسي بتسمية وترقية رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل ليكون هذا الرجل الذي اكتسب احترام العدو قبل الصديق ليصبح الان بقرار رئاسي منسقا عاما للأجهزة الامنية في مصر
لاشك ان القرار مفاجئ ومدهش او مثير للانتباه لانه غير مسبوق من كل النواحي الامنية والمعلوماتية وله ابعاد استراتيچية كبيرة ، لانه يعني كما اراه ترتيب جديد للأجهزة الامنية في مصر لتكون في حجم المخاطر الجارية الان نحو تدمير كامل لكل الدول المحيطة بنا
او التفرغ نحو النيل من جناحي الامة :

مصر

دول المملكة العربية السعودية ( كامل دول الخليج ) وهي الدول المتماسكة الان ، ثم يكون الدور نحو النيل من مصر ، تكمن اهمية القرار انه يبدا من رجل الظل الذي ارهق الاخوان واسرائيل والغرب وأفشل الكثير الكثير من مخططاتهم باستثناء الذئاب المنفلته التي تعمل وفق اچندات وباتت تحتاج لمهارات غير معلنه !!


المصرييون كما يكنون كل التقدير لاسطورة الجهاز الراحل اللواء عمر سليمان الذي كان خازن الاسرار ولديه كل الكواليس ، وهو البعبع الذي كان يشار له بالبنان لدي كل اجهزة مخابرات العالم ، ايضا يكنون كل التقدير للواء عباس كامل فهو النسخة المختصرة من عمر سليمان ، فالقرار الذي اصدره الرئيس هو استثمارا لرصيد الرجل الذي لم ينفذ رصيده وانما لما هو بالغ الاهمية .. فالذي يخصم من رصيد عمر سليمان وتاريخه الطويل يضاف لرصيد عباس كامل ..فالمرحلة القادمة هي بكل المراحل السابقة !!
ايضا مرحلة مثير للاهتمام !
مازلت اتذكر عندما كنت محررا سواء في جريدة الرأي العام او مراسلا لجريدة الشرق الاوسط اللندنية ومجلة المجلة او جريدة الوطن الكويتية انه يتعين علينا عند كتابة خبر عن تسمية مسؤول رفيع ان نعمق الخبرا بالتقصي وبالتحليل الضروري
احاول في هذا الخبر ان اعتمد علي الخبرة التراكمية ومستوي العلاقات العميقة والمتنوعة التي كنت اتمتع بها قبل التقاعد
شخصيا اري قرار الرئيس يفسر بوضوح ان المنظومة الامنية في مصر بصدد مرحلة جديدة والذي يري مقر الكنتاجون يدرك كيف تتحسب مصر للمخاطر القادمة ، وهكذا مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية أو مركز البيانات التبادلي، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

Egyptian intelligence chief Abbas Kamel attends a press conference following a meeting with Sudan’s President in the capital Khartoum on December 27, 2018. – Egypt’s foreign minister and intelligence chief are in Sudan for talks with government officials facing deadly protests and calls for President Omar al-Bashir to step down over price hikes. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)

إعلان… ومراكز اخري وكلها تؤكد ان الدولة بصدد تطوير هيكلية المنظومة الامنية لترتبط كلها مركزيا بدوائر صنع القرار وبيت الرئاسة علي غرار البيت الابيض الامريكي ، ففي امريكا يعتبر مستشار الرئيس للأمن القومي هو واحد من اهم المناصب الامنية الرفيعة التي تتابع ماوراء المعلومات وتضع الخطوط الهامة لمسار العلاقات الخارجية ذات الصلة بالامن القومي الامريكي ، ومجرد اسماء معينة يأتي ذكرها ربما تعطي مقاربة مختصرة لما اقول مثل مستشاري الامن القومي هنري كاسينجر وكونداليزا رايس ودونالد رامسفيلد وديك تشيني ..هؤلاء كانت منصبهم واسماؤهم ملئ الاسماع ومكتبهم في البيت الابيض هو مصب لكل المعلومات الفيدرالية من مختلف الاجهزة والتي تأتي اليهم لحظة بلحظة من وكالة الامن القومي .. فمجتمع المخابرات المركزية في امريكا هو اتحاد يضم 16 وكالة فيدرالية كلها تعمل بشكل منفصل علي غرار اجهزة المعلومات في مصر وكلها تعمل لدعم صانع القرار والامن القومي المصري !
والمراقب لتفاصيل وترتيبات الامن الاستراتيجي في مصر يدرك انها باتت بعد ثورة يناير شديدة التعقيد وتحتاج لرؤي يقظة ومتفاعلة لمواجهة التحديات المعقدة والمتلاحقة، ولنظرة فاحصة اكثر دقة وشمولية مثل عين النسر لتري المخاطر التي تحدث من حولنا ومن اجلنا من ارتفاعات شاهقة علي كل الاتجاهات الاستراتيجية !!
نعم .. لم يعد خافيا علي احد ان مصر والدول المحيطة بها تشهد الان مخاطر غير مسبوقة وكلها مخاطر تعمل في آن واحد بهدف جرها لحرب اقليمية ثم ايضا التهام دول الخليج بشتي الطرق
مصر .. العصية تحاول بكل السبل تفادي سيناريو محمد علي المتكرر ، ولكنها هذه المرة باتت اكثر نضجا ووعيا وحرصا وتحسبا في مواجهة الحروب الحديثة بالوكالة بين القوي الدولية والتي حققنا فيها انتصارات ذكية حتي الان من خلال دور جهاز المخابرات العامة


خلاصة القول ان ترقية اللواء عباس كامل لمنصب المنسق العام للأجهزة الأمنية المصرية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية وأيضا مستشار رئيس الجمهورية.. هي ترقية لها دلالات عميقة !! .
وتبقي دلالة اخري وهي اختيار المهندس اللواء اركان حرب حسن محمود رشاد رئيساً لجهاز المخابرات العامة المصرية لثاني مرة من داخل الجهاز بعد اللواء رافت شحاته الذي كان امين عام الجهاز قبيل توليه هذا المنصب الرفيع .. فالاثنين كانا ابن الجهاز وهو امر نادر الحدوث اذا لم يصحح لي احد ، فقد جرت العادة ان يتم اختيار رئيس الجهاز من المخابرات العسكرية او بمعني اشمل من المؤسسة العسكرية بدءا من زكريا محيي الدين وعلى صبري وامين هويدي وحافظ إسماعيل واحمد إسماعيل وامين نمر وعمر سليمان ومراد موافي وخالد فوزي !!
( غدا اكشف عن تفاصيل لقائي الصحفي مع رئيس جهاز المخابرات الاسبق اللواء امين نمر وتفاصيل خلايا الحرس النائمة في المنطقة ، وهي الخلايا التي حذرت مصر من خطورتها وهي في مهدها.. ولكن ) !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.