عاشوا رجال وماتوا أبطال فداء للوطن فكونوا مثلهم
بقلم/ ياسر عبدالله
هناك من يعيشون ليموتوا وهناك من يموتون ليحيوا وفي سجلات التاريخ تخلد أسماء لا تمحى بمرور الزمن تلمع كنجوم في سماء الوطن لأنها إختارت أن تنهي حياتها بطريقة إستثنائية على خط الدفاع الأول عن الوطن هؤلاء ليسوا مجرد أسماء عابرة بل هم شهداء الوطن رجال من الشرطة والقوات المسلحة سكنت الوطنية في عروقهم واختاروا ألا يعيشوا إلا رجالا وألا يموتوا إلا أبطالا فلقد كانت حياتهم قصصا من التفاني والشرف لكن وفاتهم كانت قمة في العطاء والفداء حيث لم يترددوا لحظة في تقديم أغلى ما يملكونه ألا وهي أرواحهم لتظل راية بلادهم مرفوعة وأرضها آمنة وشعبها في سلام مطمئن.
حماية تراب الوطن
لقد كانت حياتهم مزيجا من الإنضباط والتدريب الشاق يؤدون واجباتهم بإخلاص وتفان ويعيشون على عهد حماية تراب هذا الوطن كانوا آباء وأبناء وإخوة وأزواجا ولديهم أحلامهم وطموحاتهم الخاصة لكنهم وضعوا أمن هذا الوطن فوق كل شيء ولم تكن مهامهم مجرد وظيفة روتينية بل كانت رسالة مقدسة عهدا قطعه كل منهم على نفسه بحماية كل شبر من أرض مصر من صحرائها الشاسعة إلى مدنها الصاخبة ومن حدودها المترامية الأطراف إلى قلب شوارعها المزدحمة كل واحد منهم كان يدرك أن حماية هذا الوطن ليست مجرد شعارات تُردد بل هي مسؤولية عظيمة تُدفع أرواحا وأجسادا ثمنا لها.
وحين دقت ساعة المواجهة لم يترددوا ولم يتراجعوا في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يهدف إلى زعزعة إستقرار البلاد وبث الفتنة والخراب وفي حماية حدود الوطن من الأعداء المتربصين وقفوا شامخين كالجبال الراسخة إتخذوا من صدورهم دروعا تحمي ظهورنا وأرواحهم فداء تقدم لأجل أن نعيش في أمان و لم يفكروا في نجاتهم الشخصية أو في أنفسهم بل كانت همتهم الوحيدة هي حماية الأبرياء وتأمين المستقبل للأجيال القادمة لقد علموا أن الموت في سبيل الوطن ليس نهاية بل هو ميلاد جديد في ذاكرة الأمة وبذرة تنبت منها العزة والكرامة والشرف إنهم يرحلون بأجسادهم ولكن قصصهم الخالدة تبقى حية تروى وتتناقل لتُلهم الأجيال القادمة معاني التضحية والشجاعة والوطنية الصادقة.
أحياء في ضمير الوطن
إن تضحياتهم لم تذهب سدى فكل قطرة دم سالت على أرض الوطن روت شجرة الحرية والأمان التي نعيش في ظلالها اليوم وكل شهيد ترك خلفه قصة بطولة خالدة تروى للأجيال فهم ليسوا مجرد أسماء على لوحات تذكارية أو في كشوفات رسمية بل هم أحياء في ضمير الوطن وقلوب أبنائه وقصصهم تلهمنا القوة والشجاعة إننا مدينون لهم بالكثير ولا يمكن لأي كلمات أن تصف عظمة ما فعلوه فاليوم ونحن ننعم بالأمن والإستقرار علينا أن نتذكر دائما أن هذا السلام لم يأت مجانا إنه ثمن باهظ دفعه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقدموا حياتهم فداء لهذا التراب الطاهر والوطن الغالي واجبنا نحوهم أن نكون جديرين بتضحياتهم العظيمة وأن نحافظ على هذا الوطن الذي ضحوا من أجله وأن نعمل بجد وإخلاص من أجل رفعته وتقدمه وأن نتصدى لكل من يحاول المساس بأمنه.
وإستقراره وأن نكون جميعا كل في موقعه جنودا أوفياء لهذا البلد
فلنتخذ من سيرتهم قدوة ولنرفع شعارهم في قلوبنا وعقولنا فلقد عاشوا رجالا شجعانا وماتوا أبطالا خالدين فكونوا مثلهم فداء لهذا الوطن.
كاتب المقال
الأستاذ / ياسر عبدالله