ضعف البصيره بأسماء الله وصفاته سبب الوقوع في الرياء

 

 

ضعف البصيرة بأسماء الله وصفاته .. إذا غاب عن العبد معرفه أن الله عالم الغيب والشهاده وأنه يعلم السر واخفى، وأنه يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون، وإذا جهل العبد أن الله بيده خزائن كل شيء، فلابد أن يقع في الرياء.

بقلم/ إنچى علام

أن كل شيء لا يطلب الا من عنده خزائنه وهو الله تعالى، (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)، ولو علم العبد ان الله مالك الملك يؤتي ملكه ممن يشاء وينزع ملكه من يشاء يرفع اقواما ويضع آخرين وان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء لو ايقن أن البشر لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتا ولا حياه ولا نشورا وأنما فوق التراب تراب.

قد يتخلص العبد من حب الدنيا وزينتها , فتجده صواماً قواماً يقرأ القرآن ، ومع ذلك تجده ابعد الناس عن الله ..لماذا !؟
لأنه زهد في الظاهر ولم يزهد في حظوظ النفس من حب المدح والثناء وحب الجاه والرياسة وكثرة الأتباع والى غير ذلك من أمراض القلوب فينخدع بزهد الظاهر فيظن أنه مخلص وهو ليس كذلك فأعظم أنواع الزهد هو الزهد في الحظوظ وإلا فنبي الله سليمان كان عنده ملك وهو أزهد الناس ، والصحابه الكرام كان منهم الأثرياء وهم أفضل الناس بعد الأنبياء ، والمخلص من أصلح سريرته قبل علانيته، فتأمل

اقرأ ايضا: محمد رمضان يرد على قرار محاكمته بقعدة عالنيل وكوباية شاي

حكم العباده إذا خالطها الرياء؟

ان يكون الباعث على العباده مراءات الناس من الأصل فمن قام يصلي من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله فالعباده باطلة.
ان يكون مشاركا للعباده في اثنائها بمعنى ان يكون الحامل له في الاول امره والاخلاص لله ثم يطرأ الرياء في أثناء العباده فإن كانت العباده لا ينبني اخرها على اولها فاولها صحيح بكل حال والباطل اخرها ، مثال ذلك رجل عنده 100 جنيه قد اعدها للصدقه فتصدق ب 50 مخلصا وراءى في الخمسين الباقيه فالأولى حكمها صحيح والثانيه باطله.

 إذا كانت العباده ينبني آخرها على اولها فهي على حالين

1- أن يدافع الرياء ولا يسكن اليه بل يعرض عنه ويكرهه فإنه لا يؤثر عليه شيئا لقول النبي صلى الله عليه وسلم( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل او تتكلم). مثال ذلك رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله وفي الركعه الثانيه أحس بالرياء فصار يدافعه فإن ذلك لا يضره ولا يؤثر على صلاته شيئا.

2- أن يطمئن الى هذا الرياء ولا يدافعه فحينئذ تبطل جميع العباده لأن اخرها مبني على اولها مرتبط بها، مثال ذلك رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله وفي الركعه الثانيه طرأ علية الرياء لاحساسه بشخص ينظر اليه فاطمأن لذلك ونزع اليه فتبطل صلاته كلها الارتباط بعضها ببعض.


 ما يظن انه رياء وليس كذلك

أن يعمل العمل لله خالصا ثم القى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك ,لم يضره, وفي ذلك المعنى جاء حديث ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه فقال (تلك عاجله بشرى المؤمن).

معنى هذه البشره المعجله له بالخير وهي دليل على رضا الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه الى الخلق، ثم يرضع له القبول في الارض هذا كله اذا تعرض منه لحمدهم ولا التعارض مذموم ،ان رسول الله قال (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إني أحب فلاناً فأحبه .ثم ينادي جبرائيل في أهل السماء: أن الله يحب فلان فأحبوه، ثم توضع له المحبة في الأرض فيحبه أولياء الله وأهل طاعته، ليس أهل الشرك به، يحبه أولياء الله وأهل طاعته لما يوقع الله في قلوبهم من محبته بسبب محبة الله له).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.