صعوبات تواجه الرئيس السيسي ومستقبل الجمهورية الجديدة “قراءة ومقترحات “

صعوبات تواجه الرئيس السيسي .. بين الممكن والمستحيل هل ينجح الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تحقيق وعي المجتمع وخلق واقع حقيقي يظهر العقل والمعدن المصري الأصيل.

بقلم: سيد البالوي

بكل صراحة أنا على يقين بأهمية مشروع بناء الجمهورية الجديدة وكلمة بناء هنا لا تعني المشروعات والمباني ولكنها تشمل بناء الإنسان بما يحقق الحضارة ووعي الثقافة وهنا أيضا أقصد الثقافة التى تشمل كل نواحي حياة المواطن بكل مراحل حياته ومعيشته وحاضره وتاريخه .
ولكن كيف يتحقق الحلم ؟
تبدأ كل الأمور بفكرة ثم تتحول لمجموعة أفكار فتصنع رؤية وتتحول الرؤية لمشروع ولا يوجد مشروع بدون تحديات وصعوبات وداعمين ومعارضين وتبقى العقبة الأهم هى الصدام بين الحلم الذي أصبح مشروع وبين الواقع الذي أوجده إهمال أو خلقه فساد وسيقاتل المنتفعين ليس فقط لإبقاء الواقع ولكن لإفشال كل جديد وسيكون أشد أعداء المشروع من داعميه الذين يظهرون فى العلن سعادتهم بالمشروع ولكنهم يسعون كل السعي لتنفيذ المشروع بطرق تخرجه أسوأ من فساد الواقع حتى يعود الجميع لنفس نقطة البداية بكراهية الجديد والاستمرار بالمنهج القديم.


كيفية التغلب على صعوبات الواقع
تقوية المؤسسات : سعى من اليوم الأول الرئيس السيسي إلى تقديم كل وسائل الدعم والرعاية لجميع مؤسسات الدولة بما يعطيها القوة والقدرة والانتقال لتصبح مؤسسات دولة متقدمة بكل عناصر التقدم من تنمية بشرية وتنمية رقمية وتنمية فى البنية والبناء.
بناء الأجيال: وذلك بالاهتمام بإصلاح ملفات التعليم و الدراسات العليا وتنمية مهارات الشباب بإخراج أجيال على مستوى من العلم والعمل الجيد.
رعاية المجتمع : بالتوازي مع الانتقال للعاصمة الجديدة لم تنسى الدولة تنمية القرى والريف وكافة محافظات ومدن ومراكز الجمهورية بتوفير الحياة الكريمة وتطوير نظم تقديم الخدمات.
توطين الصناعة والاكتفاء السلعي: من الاخطار التى كانت تهدد حياة المواطن نقص الادوية وبعض السلع واحتياج العملات الاجنبية لاستيراد الكثير من المنتجات والصناعات وهذا ما نجحت الجمهورية الجديدة فى توفير الكثير بل والاتجاه للتصدير بمعدلات مستقرة ومنتجات متميزة.

سؤال مهم لماذا لم يتغير المجتمع؟
لأبد أن نعي أنه فارق كبير بين أن تصنع جمهورية جديدة بعاصمة جديدة وأجيال جديدة وما بين ثقافة شعب تزيد عن خمسمائة عام سيطر عليه الكثير من حملات تجريف الوعي وتعرض للكثير من الازمات والاحتلالات والنهب ومازال فى مرحلة التعافي .
لذا سيكون من الصعب الانتقال من القديم إلى الجديد بدون إشراك القديم حتى يشعر بتواجده فلا يجب تغيير وتدريب وعي طلاب مدارس وجامعات بدون تغيير موازي لذلك يشمل الاسرة والشارع وكاننا نحاول غرس أشجار فى تربة غير صالحة فلن يجدي معها لا ري بافكار إيجابية ولا سماد ولا معالجات لأن جذور التغذية ملوثة فما يجري فى العروق سيكون تأثيره أكبر وأشد.

الحلول والمقترحات
-أول شيء : لأبد من العودة للعمل الشعبي فلا يفل الحديد إلا الحديد ولن يغير الشعب إلا الشعب لكن المبادرات الحكومية لن تغير شعب وليس هذا دور الحكومة الدور الايجابي للحكومة يكون بدعم وتبني المبادرات الشعبية .

-ثانيًا: ابعاد الاحزاب السياسية عن استغلال الظروف الاقتصادية للمواطنين وعودة دور الجمعيات الاهلية والتضامن الاجتماعي مع عدم التلون السياسي ووضع اطار عمل يمنع الاحزاب السياسية بشكل نهائي عن دور الجمعيات الأهلية هذا عمل أهلي وهذا عمل سياسي ولا يجب التزاوج بينهما بما يدمر ويلوث حياة الناس ويدمر مشروع الجمهورية الجديدة.

ثالثًا: العمل على عودة الدور الإعلامي بشكل مكثف على نواحي الثقافة والوعي فلا توجد دولة متقدمه ليل نهار شغال إعلامها باعلانات تضخيم العضو الذكري وغيرها من اعلانات الادوية المضروبة وفك السحر والشعوذة وقراءة الطالع هذا الاعلام يجب أن يتوقف وهذا قرار دولة لا يحتاج تغيير دستور ولا قيام ثورة.

رابعاً عودة الثقافة: عندما تحولت وزارة الثقافة لأكاديميات وتخلت عن العمل الجماهيري وأصبحت تخدم نفسها فقط وكأنها فى معزل عن الشعب كان من الطبيعي يتبنى الشعب ثقافات شعبيه مدمرة مثل ظاهرة المهرجانات وهذا الوزارة بهذه السياسة تظل من أكبر العقبات والصعوبات التى تأخر مشروع الرئيس السيسي .

خامساً إعادة النظر فى الحصانة: كانت في فكر المشرع القانوني حماية لاعضاء الجهات التشريعية والقانونية والرقابية حتى لا يكونوا عرضه للتهديد أو التأثير من السلطة التنفيذية ولكنها أصبحت تستغل أسوأ استغلال وأصبحت تدفع فيها ملايين وتصنع تمييز مجتمعي يحول المجتمع لطبقات يصبح فيها أصحاب الحصانة فوق القانون وهذا لا يجب أن يستمر فى الجمهورية الجديدة.
سادساً إصلاح منظومة القيم : لا يمكنا الانتقال من دولة كان كل شيء فيها على الأرض إلى دولة فى مصاف الأمم بمنظومة قيم مقلوبة منها من يدعم الدولة طبال ومن يحارب بلده معارض وثوري ومثقف هذه القيم الهدامة ساعد عليها أحزاب وتيارات سياسية وجهات إعلامية وانتشرت حتى ترسخت فى ثقافة الناس وهذا الإصلاح يحتاج أقلام الكتاب والأدباء لأنهم الأكثر قدرة على إحداث ثورة فكرية ومجتمعية تهزم قيم الفساد وتعلى من قيمة الفهم والمعرفة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.