شعبان شهر الاستعداد لصوم شهر رمضان الكريم
شعبان شهر الاستعداد لصوم شهر رمضان الكريم
فوائد صوم شهر شعبان.
فضل صيام نصف شعبان.
لماذا فضل النبي صلى الله عليه وسلم شعبان ؟
كتبت : ريهام طارق
أنعم الله سبحانه وتعالى على المسلمين بمواسم معينة لزيادة الطاعات وكثرة العبادات، ومن تلك المواسم العظيمة شهر شعبان الذي خصّه الله سبحانه وتعالى بفضائل عديدة، وقد وردت فيها الآثار والأحاديث ومن تلك الفضائل الجليلة التي تميز بها هذا الشهر العظيم أن أعمال العباد ترفع فيه إلى الله تعالى كما ثبت ذلك في الحديث الشريف: عن سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال:
يا رسول الله لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان موضحا: “عندما تجد الناس غافلة في وقت من الأوقات، أنشط أنت في العبادة”، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين وأُحِبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم
وقال أبو بكر البلخي رحمه الله: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع
وكان النبي “صلى الله عليه وسلم”، يكثر من الصيام في شهر شعبان، فما استكمل شهرا كاملا إلا رمضان، موضحا أن العلماء تساءلوا عن سبب كثرة صيام النبي في شهر شعبان، حيث قال عنه يغفل الناس عنه، و ترفع الأعمال فيه إلى الله، وقالت السيدة عائشة بأن النبي كان يحب التطوع، معلقا: “النبي كان يعوض النوافل
بـ الصوم في شهر شعبان”.
لماذا فضل النبي صلى الله عليه وسلم شعبان ؟
شهر شعبان رضا الله فيه النبي في قبلته ونزل قوله تعالى “فلنولينك قبلة ترضاها”، ونزل قوله تعالى في مقام سيدنا النبي ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”، كما نزل في شعبان في آل بيت رسول الله قوله تعالى : “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
وكانت أمنا عائشة رضي الله عنها تؤجل قضاء أيامها في رمضان، وتقوم بصيامها في شعبان، وكان النبي يصوم في شعبان تضامنا مع زوجاته”.
وعن أُسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول اللَّه لَم أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)، رواه النسائي (2357)، وحسَّنه الألباني في “صحيح النسائي”، وصوم النبي “صلى الله عليه وسلم”، شعبان تنبيهٌ للناس لفضل شعبان حتى لا يغفلوا عنه، لأنّه يأتي بين رجب، ورمضان، و الأعمال تُرفَع في شعبان، فيُرافق عَرْضها على الله صيام العبد، وفي رواية لأبي داود قالت : ” كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان ”.
قال ابن رجب رحمه الله : صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده ، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه .
فوائد صوم شهر شعبان لا تعد ولا تحصى أهمها:
الإستعداد لصيام شهر رمضان الكريم، لكي لا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط، كما أن شهر شعبان هو شهر قراءة القرآن حيث كان بعض الصحابة يتفرغون لقراءة القرآن في شعبان.
فضل صيام نصف شعبان:
قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم” عن شهر شعبان: يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن)، الراوي: معاذ بن جبل
وروى ابن ماجه والبيهقي في الشعب عن علي “رضي الله عنه” قال: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر”.
وها قد مضى شهر رجب واستقبلنا شعبان.. فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد صلاح شهر رمضان الكريم؟.
كان هذا حال النبي “صلى الله عليه وسلم”، وحال أهل البيت وحال سلف الأمة في شهر شعبان المبارك..فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات.