سنترال رمسيس .. متى سنفيق وهل نحتاج لكارثة كبرى كي نفيق؟!
سنترال رمسيس .. متى سنفيق وهل نحتاج لكارثة كبرى كي نفيق؟!
بقلم/ إيمان سامي عباس
سنترال رمسيس والإهمال يتكرر.. والنتيجة: ضحايا ودمار وخسائر فادحة .
فإلى متى سنظل ندفع ثمن الإهمال والتسيب وعدم المبالاة؟! إلى متى تستمر الكوارث التي تحصد الأرواح وتخلف المصابين، وتنشر الحزن في بيوت المصريين، وتكبّد الدولة والمواطنين خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات؟!
حوادث الطرق والحرائق وانهيارات المباني لم تعد استثناء، بل أصبحت مشاهد معتادة، تؤكد أن الإجراءات الوقائية لا تُؤخذ بالجدية المطلوبة، سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة.
غياب الحماية والسلامة.. و”اللجان الورقية” لا تنقذ الأرواح
رغم التصريحات الرسمية المتكررة عن خطط الطوارئ، وتشكيل لجان الأزمات في الوزارات والمحافظات، إلا أن الواقع يكشف شيئًا آخر تمامًا: نقص فادح في تطبيق معايير السلامة، وتقصير واضح في تنفيذ نظم الإنذار المبكر والتدريب العملي على الإخلاء السريع.
وعند وقوع الكارثة، لا نرى إلا تبادل الاتهامات، وذريعة مكررة: “ضعف الإمكانيات”!
حريق سنترال رمسيس.. كارثة كادت أن تتحول إلى مأساة وطنية
حادث الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات، كشف عورات النظام الوقائي، ليس فقط في شركة بحجمها وأهميتها، بل في عقلية إدارة المنشآت الحيوية.
السنترال لا يُعد مجرد مبنى إداري؛ بل هو مركز التحكم في الاتصالات المحلية والدولية، ويضم أكبر مركز بيانات في مصر، ويؤثر على معاملات البورصة والبنوك وحركة الطيران والتعاملات الرقمية. ومع ذلك، لم يكن به نظام إطفاء ذاتي فعال أو خطة إخلاء مدروسة للعاملين!
أرواح ضاعت .. وجهود تُحترم رغم التقصير العام
فقدنا في هذا الحادث الأليم أربعة من المهندسين والعاملين الذين ضحوا بحياتهم لإنقاذ المعدات، بينما أُصيب العشرات، وتعطلت حركة السير، وتوقفت المرافق الحيوية في قلب العاصمة.
رغم ذلك، لا يمكن إنكار الدور البطولي الذي قام به رجال الإطفاء والحماية المدنية، إلى جانب بعض العاملين في الشركة الذين رفضوا الهروب وتمسكوا بواجبهم المهني حتى الرمق الأخير.
تكريم الأبطال.. ومحاسبة المقصرين واجب وطني
هؤلاء الأبطال يستحقون التكريم والتعويض العادل، مثلما حدث مع ضحايا حادث حفّار البترول في خليج السويس، الذين حصلت أسرهم على خمسة ملايين جنيه لكل شهيد، إضافة إلى الراتب الشهري حتى سن المعاش.
في المقابل، لا بد من محاسبة كل من أهمل وتخاذل، سواء في إعداد خطط السلامة، أو في المتابعة والصيانة الدورية لنظم الحماية.
لننتظر كارثة جديدة؟ أم نتعلم من الدرس؟
ما حدث في سنترال رمسيس ليس مجرد حريق عابر، بل تحذير صارخ من المستقبل إذا استمر الإهمال والتقصير، خاصة في تأمين المنشآت الحيوية.
لابد أن تبدأ الدولة فورًا في تقييم شامل لجميع المراكز الحيوية، وتطبيق أنظمة الحماية الحديثة، وتدريب العاملين على خطط الإخلاء والطوارئ بشكل جاد .