دموع “الأباتشي”.. وداعٌ يكسر القلوب لموهبة كروية نادرة

شيكابالا

كتب / عبداللطيف مطر

بين مؤيد ومعارض لأخلاقيات شيكابالا داخل المستطيل الأخضر، يظل هناك إجماع على موهبته الكروية الفذة التي لا تتكرر كثيرًا في زمننا الحالي. فاللاعب الذي يمتع الجماهير بلمساته الساحرة ومهاراته الاستثنائية أصبح عملة نادرة في ملاعبنا، في وقت تتضاءل فيه أعداد الموهوبين الأصيلين.

نادي الزمالك
نادي الزمالك

 

“الأباتشي”.. آخر سلالة الموهوبين

على مر التاريخ الكروي المصري، قلة قليلة من اللاعبين امتلكت الموهبة الفطرية التي تسرق الأنفاس. من الفناجيلي ومحمود الخطيب، مرورًا بحازم إمام ووليد صلاح الدين، وصولًا إلى شيكابالا وأخيرًا أحمد عبد القادر، أو حسين الشحات لمن يفضل، هؤلاء هم من يمتلكون القدرة على انتزاع “الآهات” من الجماهير بلمسة فنية أو مهارة فردية.

ويضيفون للعبة رونقًا وجمالًا يفتقده الكثيرون في عصر الأرقام الخيالية لأسعار اللاعبين، حيث باتت الموهبة الحقيقية تتوارى خلف الكفاءة البدنية والتكتيكية.

شيكابالا تحديدًا، كان وما زال رمزًا لهذه الموهبة الأصيلة، قادرًا على الإبداع وخلق الفرص من لا شيء، مما يجعله أحد أكثر اللاعبين إمتاعًا في تاريخ الكرة المصرية.

دموع الوداع: نهاية مشوار أسطورة

مشهد مؤثر طبع في الأذهان، حين استضاف الإعلامي إبراهيم فايق نجم الزمالك الأسمر في برنامجه التلفزيوني. لحظة فارقة حين سُئل شيكابالا عن محاولات الكثيرين لثنيه عن قرار الاعتزال، ففاضت عيناه بالدموع. بكلمات ملؤها الحسرة والإصرار.

وأكد “الأباتشي” قراره الذي لا رجعة فيه، قائلًا إنه يشعر بأنه قد أكمل مسيرته الرياضية، وأنه لم يعد قادرًا على العطاء أكثر من ذلك. هي لحظة صدق نادرة من لاعب لطالما عُرف بشغفه وتفانيه في الملاعب، وكلمات تعكس عمق العلاقة بينه وبين اللعبة التي أحبها وأعطاها جل حياته.

أسطورة لم يخدمها الحظ

شيكابالا، أسطورة نادي الزمالك بلا منازع، يقف جنبًا إلى جنب مع محمود الخطيب، أسطورة الكرة المصرية، لكن الفارق يكمن في الحظ الذي لم يحالف “الأباتشي” كثيرًا. ففي حين توج الخطيب ببطولات عديدة مع الأهلي ومنتخب مصر، لم يحظ شيكابالا بنفس القدر من التوفيق مع المنتخب الوطني، ولم يكن له نصيب وافر في التتويج ببطولات قارية أو عالمية مع الزمالك، وإن كان قد ساهم في تحقيق بعض الألقاب المحلية. ومع ذلك،

تبقى موهبته وتأثيره على جماهير الزمالك جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي، إننا بكل صدق، في أمس الحاجة إلى هذه النوعية من اللاعبين الموهوبين، فهم من يزينون كرة القدم، ويمنحونها بريقًا خاصًا، ويصنعون لحظات لا تُنسى في ذاكرة الجماهير، بغض النظر عن عدد الألقاب التي تحققت أو لم تتحقق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.